يظل مرضى السرطان الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب مرضهم أو علاجهم، معرضين لخطر الإصابة بعدوى «كوفيد – 19»، وهذا هو السبب في أنهم كانوا من أوائل الذين تلقوا لقاح «كوفيد – 19».
ومع ذلك، في حين أظهرت التجارب السريرية أن «التطعيم يمكن أن يمنع العدوى أو يقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة لدى الأفراد الأصحاء»، لم يكن من الواضح ما إذا كان أولئك الذين يعتبرون منقوصي المناعة لديهم استجابة مماثلة.
وقام باحثو مركز «موفيت» للسرطان في ولاية فلوريدا الأميركية، بتجميع واحدة من كبرى الدراسات القائمة على الملاحظة حتى الآن للإجابة عن هذا السؤال، وتم نشر نتائجها أول من أمس في دورية «جاما أونكولوجي». وقام الباحثون من مركز موفيت للسرطان بقيادة آنا آر جوليانو، وشاري بيلون توماس، وجيفري إي لانسيت، بمتابعة 515 مريضاً يعانون من أنواع مختلفة من السرطانات، وكان الهدف هو تقييم ما إذا كان لدى المرضى استجابة مناعية للقاح «موديرنا»، القائم على تقنية «الرنا مرسال»، وما إذا كانت هذه الاستجابة تختلف باختلاف التشخيص والعلاج.
وقدم المرضى عينات الدم قبل الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح، ومرة أخرى بعد شهر، وتم اختبار كل عينة للأجسام المضادة لـ«كوفيد – 19»، وللمقارنة، تم قياس مستويات الأجسام المضادة لـ18 من البالغين الأصحاء الذين يتلقون لقاح «موديرنا». وأظهرت النتائج أن «معظم مرضى السرطان لديهم (تحول مصلي)، ما يعني أنهم طوروا أجساماً مضادة بعد تلقي اللقاح».
وإجمالاً، تحول 71.3 في المائة من المرضى مصلياً بعد الجرعة الأولى، و90.3 في المائة بعد الجرعة الثانية، ومع ذلك، كانت هناك اختلافات بين أنواع السرطان، فالمرضى الذين يعانون من سرطانات الدم لديهم معدلات انقلاب مصلي أقل بالمقارنة مع المصابين بأورام صلبة (84.7 في المائة بالنسبة لسرطانات الدم مقابل 98.1 في المائة للأورام الصلبة).
وتقول آنا آر جوليانو، المدير المؤسس لقسم التحصين وأبحاث العدوى في السرطان بمركز موفيت، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمركز بالتزامن مع نشر الدراسة: «رغم أننا شهدنا معدلات أعلى للتحول المصلي بين مرضى الأورام الصلبة، فمن المهم الإشارة إلى أن عيارات الأجسام المضادة كانت أقل مما شوهد في البالغين الأصحاء، ولسوء الحظ، لا نعرف مقدار الأجسام المضادة التي يحتاج إليها الشخص لتوفير الحماية الكاملة ضد الفيروس».
وكان لدى مرضى سرطان الدم المصابين بمرض الليمفاويات، مثل ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الغدد الليمفاوية، والليمفومة اللاهودجكينية للخلايا البائية، أدنى معدلات للانقلاب المصلي، وكان حال المرضى الذين يعانون من تلك الأمراض، والذين كانوا يخضعون للعلاج الفعال أسوأ. ويقول جيفري إي لانسيت، رئيس قسم أمراض الدم الخبيثة في مركز موفيت: «هذه النتيجة كانت متوقعة، حيث يؤثر المرض الليمفاوي على الخلايا البائية، التي يحتاج إليها جهازك المناعي لصنع أجسام مضادة، وإذا تم كبت الخلايا البائية للمريض، من خلال عملية المرض نفسها أو العلاج، فإن احتمالات تكوين أجسام مضادة منخفضة».
مرضى السرطان يستفيدون من لقاحات «كوفيد ـ 19»
مرضى السرطان يستفيدون من لقاحات «كوفيد ـ 19»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة