هل التقدم في السن يمنع الرجل من ممارسة الجنس؟

القلق يجعله تجربة مرهقة

هل التقدم في السن يمنع الرجل من ممارسة الجنس؟
TT

هل التقدم في السن يمنع الرجل من ممارسة الجنس؟

هل التقدم في السن يمنع الرجل من ممارسة الجنس؟


لست مضطراً لأن تدع الظروف المتعلقة بتقدم السن تحول دون استمتاعك بحياة صحية نشطة. إذ كشفت الدراسات أن ممارسة الجنس بانتظام يعتبر أحد العوامل المهمة المعززة لصحة الرجال. إلا أنه مع تقدم الرجال في العمر، يمكن أن تصبح المشكلات الصحية عائقاً على هذا الصعيد. وفي حين يمكن لمشكلات معينة التأثير على الأداء الجنسي للرجال والقدرة على التحمل والاستمرار، فإن العقبة الكبرى ربما تكمن في الطريقة التي يستجيب من خلالها الرجال لمثل هذه التحديات.

- مواجهة المخاوف
في هذا الصدد، يشرح د. مايكل أوليري، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة هارفارد ومدير شؤون صحة الرجال في مستشفى «بريغهام آند ويمينز فولكنر» التابع لجامعة هارفارد، أنه: «يمكن أن يتسبب القلق بخصوص الكيفية التي قد تفرض من خلالها الظروف قيوداً جسدية أو تخلق مخاطر صحية محتملة أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، في جعل الجنس تجربة مرهقة».
والتساؤل هنا: ما الذي يمكنك فعله حيال ذلك؟
فيما يلي نظرة عامة على ثلاثة مخاوف شائعة تتعلق بالجنس وكيفية مواجهتها:
> أمراض القلب. غالباً ما يشعر الرجال المصابون بأمراض القلب بقلق بالغ إزاء أمر واحد: هل يمكن أن يتسبب الجنس في نوبة قلبية؟
الخبر السار هنا، أن مثل هذا الأمر مستبعد للغاية، ففيما يتعلق بالرجال المصابين بأمراض القلب، تقدر احتمالات الإصابة بنوبة قلبية أثناء ممارسة الجنس بواحد من كل 50 ألفاً، تبعاً لبعض التقديرات.
في هذا الصدد، يوضح د. أوليري أن: «الخطر هنا ضئيل للغاية، لأن المجهود البدني الفعلي خلال ممارسة الجنس صغير جداً ويستمر لفترة وجيزة فقط».
على سبيل المثال، يتطلب صعود مجموعتين من السلالم نحو 5.5 مكافئ أيضي للمهمة، (يعتبر المكافئ الأيضي metabolic equivalents METs إحدى الطرق لقياس استهلاك الجسم للطاقة). أما متوسط النشاط الجنسي، فيتطلب ما بين 2 و4 مكافئ أيضي، أي ما يعادل المشي سريعاً أو القيام بالأعمال المنزلية، مثل التنظيف والكنس.
أما عن سبب استخدام اختبار «درجات السلالم» لقياس ما إذا كان من الآمن ممارسة الجنس، خاصة بعد الإصابة بنوبة قلبية، يجيب د. أوليري: «إذا كان بإمكانك صعود مجموعتين من السلالم دون الشعور بألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو دوار، أو إرهاق شديد، فأنت في حالة جيدة تسمح بممارسة الجنس».
وينبغي أن تضع في اعتبارك أنه إذا كنت تتناول دواءً للقلب يحتوي على النترات، مثل «النتروغليسرين» nitroglycerin أو «ثنائي نترات إيزوسوربيد» isosorbide dinitrate، فإنه يتعين عليك استشارة طبيبك قبل تناول أي دواء آخر لعلاج ضعف الانتصاب، ذلك أن الجمع بين الاثنين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم على نحو خطير.

- آلام المفاصل والظهر
> التهاب المفاصل. بعض الأحيان، يتعارض ألم وتيبس التهاب المفاصل arthritis مع العلاقة الحميمة. ومع ذلك، يمكن أن تساعدك تجربة أوضاع مختلفة في التغلب على أي صعوبات تعترض طريقك.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تناول مسكن للألم أو الاستحمام الدافئ لمدة ساعة قبل ممارسة الجنس إلى تخفيف تصلب العضلات والمفاصل. وبمقدورك كذلك وضع دعامة تحت مفاصلك لتخفيف الألم. في هذا السياق، فإن الوسائد تعمل على نحو جيد، أو يمكنك الحصول على أوتاد داعمة بزاوية خاصة ووسائد من متاجر المستلزمات الطبية أو عبر الإنترنت.
بإمكانك كذلك التفكير في جدولة النشاط الجنسي ونقله إلى فترات تكون خلالها نوبات الألم أقل احتمالاً ـ

- رسالة هارفارد - «مراقبة صحة الرجل»
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات
TT

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة نُشرت في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية «JAMA Network Open»، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة المختلفة في سن مبكرة أثناء فترة المراهقة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب. وبالتالي يكون هؤلاء الأطفال مدفوعين لتعاطي هذه المواد أكثر من غيرهم الذين يتمتعون ببنية مخية طبيعية.

دراسة المخ

الدراسة التي تم تمويلها من المعاهد الوطنية الصحية (NIH) بالولايات المتحدة وقام بها باحثون من جامعة واشنطن Washington University بسانت لويس أجريت على ما يقرب من 10 آلاف مراهق من جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث تمت متابعتهم عن طريق تحليل بيانات تم جمعها من دراسة سابقة (وهي: دراسة التطور المعرفي لمخ المراهقين ABCD Study التي تُعد أكبر دراسة طولية لتطور المخ في الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة)، التي يدعمها المعهد الوطني لتعاطي المخدرات التابع للمعاهد الوطنية للصحة (NIDA).

قام الباحثون بعمل مراجعة وتقييم لأشعة الرنين المغناطيسي التي أجريت على المخ لـ9804 أطفال عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 9 و11 عاماً. وبطبيعة الحال لم يكن هناك أي طفل قام بتجربة أي مادة مخدرة.

وبعد ذلك قام الباحثون بتتبع المشاركين على مدى ثلاث سنوات لمعرفة بدء تعاطي المواد المختلفة وركزوا على مراقبة تعاطي الكحول والنيكوتين و / أو نبات القنب بشكل أساسي؛ لأن هذه المواد على وجه التحديد تعد الأكثر شيوعاً في مرحلة المراهقة المبكرة في الولايات المتحدة. وهذه المتابعة كانت من خلال سؤال المراهقين وذويهم بشكل مباشر، أو من خلال السجلات التي تفيد بتورط هؤلاء الطلاب في تجربة هذه المواد.

وتضمنت الأسئلة استخدام أي مواد غير مشروعة أخرى (مثل الأدوية العصبية من دون وصفة طبية والأقراص المخدرة). ثم قام الباحثون بعمل مقارنة بين صور الرنين المغناطيسي الخاصة بالمراهقين الذين أبلغوا عن بدء تعاطي المواد المخدرة بأنواعها المختلفة قبل بلوغهم سن 15 عاماً بأقرانهم الذين لم يقدموا على تجربة المخدرات، لمعرفة إذا كانت هذه الفرضية (ارتباط تشريح المخ بزيادة القابلية للمخدرات) صحيحة أم لا.

وقال معظم الطلاب (90.2 في المائة) الذين شملتهم الدراسة إنهم قاموا بتجربة تناول الكحوليات مرة واحدة على الأقل قبل عمر الخامسة عشرة. وقالت نسبة كبيرة منهم إنهم قاموا بشرب الكحول بالتزامن مع التدخين سواء النيكوتين أو نبات القنب. وفي المقابل، قال الأطفال الذين قاموا بتجربة التدخين في البداية إنهم بدأوا أيضاً في تعاطي الكحول بعد فترة بسيطة من التدخين، ما يعني أن تجربة مادة معينة في الأغلب تؤدي إلى تجربة بقية المواد.

اختلافات تشريحية

قام العلماء بتقييم الاختلافات التشريحية الظاهرة في الأشعة تبعاً لمقاييس معينة مثل الحجم الكلي للمخ، والسمك، وكذلك النتوءات الموجودة، وعمق طيات المخ depth of brain folds واهتموا بشكل خاص بطبقات القشرة المخية، وهي الطبقة الخارجية من المخ المليئة بالخلايا العصبية. وهي مسؤولة عن العديد من العمليات الإدراكية والعاطفية، مثل التعلم والإحساس والذاكرة واللغة والانفعالات العاطفية واتخاذ القرار (من المعروف أن هذه المقاييس والخصائص ترتبط بالتباين في القدرات المعرفية وردود الفعل والتوصيلات العصبية من شخص لآخر).

ووجد الباحثون اختلافات واضحة في بنية خلايا المخ للمراهقين الذين أبلغوا عن بدء تعاطي المواد المخدرة قبل سن 15 عاماً وأقرانهم الذين لم يقوموا بتجربة المواد. وعلى سبيل المثال، كانت هناك زيادة في حجم المخ الكلي، وأيضاً زيادة في حجم القشرة المخية للمراهقين الذين قاموا بتعاطي المواد المختلفة، سواء المخدرات أو الكحوليات. وأيضاً كان هناك ما يقرب من 39 اختلافاً إضافياً بين مخ الذين جربوا المواد وأقرانهم في الكفاءة الوظيفية للخلايا وسمك القشرة المخية. وقال الباحثون إنهم وجدوا في بعض الحالات اختلافات في شكل الخلايا وبنيتها بطريقة فريدة من نوعها تبعاً لطبيعة المادة المستخدمة.

الإدمان لا يحدث فقط بسبب الانحراف السلوكي بل ربما لسبب قهري

وأظهر تحليل حديث آخر للبيانات الخاصة بالدراسة نفسها (التطور المعرفي لمخ المراهقين ABCD Study) أن أنماط التوصيلات العصبية في المخ في مرحلة المراهقة المبكرة يمكن أن تتنبأ ببدء تعاطي المواد المخدرة في الشباب، وهو الأمر الذي يؤكد أن إدمان هذه المواد ليس فقط بسبب الانحراف السلوكي والمشاكل النفسية، ولكن ربما لسبب قهري مرتبط بشكل المخ والخلل الوظيفي في خلاياه.

أوضحت الدراسة أن هذه النتائج تعد بالغة الأهمية في لفت النظر إلى ضرورة وضع الأسباب البيولوجية في الحسبان عند التعامل مع مشاكل إدمان المراهقين وإقدامهم على تجربة أنواع معينة من المواد الضارة، ونصحت الدراسة أيضاً بضرورة عمل مسح عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي للأطفال، وتوفير الدعم النفسي للأطفال الأكثر عرضة لتجربة هذه المواد تبعاً للتغييرات التشريحية في مخهم، وعمل دورات توعية باستمرار لهم، وتحذيرهم من عواقب الإدمان، وعلاجهم في حالة تعرضهم بالفعل لهذه المواد.

وفي النهاية، أكد الباحثون أن بنية المخ وحدها لا يمكنها التنبؤ بتعاطي المواد المخدرة أثناء المراهقة، ولا يجب استخدام هذه البيانات بوصفها أداة تشخيص قاطعة، ولكن يجب أن يتم التعامل معها بوصفها عامل خطورة إضافياً مثل: «البيئة، والاستعداد الوراثي الجيني، والتعرض لأحداث مأساوية في الطفولة»، خاصة في حالة وجود اختلافات واضحة في بنية المخ التشريحية في مرحلة الطفولة، قبل أي استخدام لهذه المواد.

* استشاري طب الأطفال.