غزو أوكرانيا... لماذا يتم تشبيه كييف بـ«غروزني ثانية»؟

الأمم المتحدة أعلنت في عام 2003 غروزني المدينة الأكثر تدميرًا على وجه الأرض.
الأمم المتحدة أعلنت في عام 2003 غروزني المدينة الأكثر تدميرًا على وجه الأرض.
TT

غزو أوكرانيا... لماذا يتم تشبيه كييف بـ«غروزني ثانية»؟

الأمم المتحدة أعلنت في عام 2003 غروزني المدينة الأكثر تدميرًا على وجه الأرض.
الأمم المتحدة أعلنت في عام 2003 غروزني المدينة الأكثر تدميرًا على وجه الأرض.

قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يعتقد أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحويل كييف إلى «غروزني ثانية».
وبحسب تقرير نشرته صحية «الإندبندنت» البريطانية، اعتبر جونسون خلال زيارته إلى إستونيا أن بوتين دخل في طريق مسدود ومن الصعب عليه التراجع.
وتابع: «إذا كنت في مكانه، فإن غريزته الوحيدة ستكون محاولة جعل كييف غروزني ثانية وتحويلها إلى ركام»، مشيرا إلى أن ذلك سيكون كارثة إنسانية أخلاقية.
وأضاف: «آمل أن يكون لديه الحكمة ليرى أنه يجب أن يكون هناك طريق أفضل للمضي قدماً، لكن ما عليه فعله أولا هو وقت الحرب».
في حين أن الكثيرين قد لا يرون ما يعنيه جونسون، إلا أنه كان في الواقع يلمح إلى أمر بوتين بتدمير مدينة غروزني، عاصمة الشيشان، بالكامل خلال حرب الشيشان الثانية 1999 - 2000.
حاولت منطقة شمال القوقاز الانفصال عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1989 وأصبحت المدينة مقراً لحكومة دزخار دوداييف الانفصالية في عام 1991، وهو نظام طرد الروس وغيرهم من المواطنين غير الشيشان من أراضيها.
عندما أطلق الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين الحرب الشيشانية الأولى لإنهاء الأعمال العدائية، أصبحت غروزني ساحة معركة وقصفتها القوات الجوية الروسية بشكل مكثف بين ديسمبر (كانون الأول) 1994 وفبراير (شباط) 1995، وهي حملة دمرت العديد من مبانيها وخلفت آلاف القتلى.
وقال الصحافي أناتول ليفين، الذي كان هناك حيث سقطت 4000 قنبلة كل ساعة: «الهجوم كان مثل يد حديدية عظيمة تنهمر من السماء وتسحق وتمزق أشلاء الناس الأبرياء بشكل عشوائي».
ورد مقاتلو العصابات الشيشان، وفي النهاية تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار أبقى المدينة في أيديهم حتى تجددت الاعتداءات في سبتمبر (أيلول) 1999، عندما فرضت روسيا حصاراً على غروزني مرة أخرى.
وقال الجيش الروسي آنذاك إنه تحرك انتقاما لقصف مجمعات سكنية في موسكو وبويناكسك وفولغودونسك، وهو ما نفته الشيشان.
بعد وصول بوتين إلى السلطة في 31 ديسمبر 1999 صعد من حملته الشرسة ضد المتمردين، وأمر بالتدمير الكامل لغروزني.
تم استعادتها في فبراير 2000، ودمرها القصف تماماً.
من بين التكتيكات الوحشية التي استخدمها الجنود الروس على الأرض، والتي قيل إنها تضمنت اغتصاب المدنيين وتعذيبهم، قال جندي يبلغ من العمر 21 عاماً لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» في عام 2000 «علينا أن نكون قساة معهم. وإلا فلن نحقق شيئاً».
مع اقتراب الحرب من نهايتها الدموية، قال بوتين ببرود إن قواته «أنجزت مهمتها حتى النهاية».
في عام 2003، أعلنت الأمم المتحدة غروزني المدينة الأكثر تدميراً على وجه الأرض.



رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.