إسلام آباد: «داعش خراسان» يشكل تهديداً أكبر من «طالبان الباكستانية»

شيعة باكستانيون في مظاهرة سلمية أمس ضد تفجير مسجدهم بمدينة بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
شيعة باكستانيون في مظاهرة سلمية أمس ضد تفجير مسجدهم بمدينة بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
TT

إسلام آباد: «داعش خراسان» يشكل تهديداً أكبر من «طالبان الباكستانية»

شيعة باكستانيون في مظاهرة سلمية أمس ضد تفجير مسجدهم بمدينة بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)
شيعة باكستانيون في مظاهرة سلمية أمس ضد تفجير مسجدهم بمدينة بيشاور يوم الجمعة الماضي (أ.ف.ب)

يصف مسؤولو الأمن في باكستان الآن تنظيم «داعش خراسان» بأنه يشكل تهديداً أكبر من حركة «طالبان الباكستانية»، حيث ضربت موجة من الهجمات الإرهابية المناطق الحضرية الباكستانية مؤخراً.
وقال مسؤولون باكستانيون، إن تنظيم «داعش خراسان» ينشط في شرق أفغانستان، ومن هناك يمكنه استهداف شمال غربي باكستان، بما في ذلك مدينة بيشاور. وأكد مسؤولون باكستانيون، أن التفجير الانتحاري الأخير الذي وقع في مسجد شيعي في بيشاور كان من تنفيذ «داعش». ينتمي معظم أفراد «داعش» إلى عناصر سابقين في حركة «طالبان الباكستانية» ممن انشقوا عن الحركة الأم للانضمام إلى «داعش خراسان» بحثاً عن تنظيم أكثر تطرفاً. هناك تقارير تفيد بأن «داعش» استعان بخدمات جماعة باكستانية أخرى تُسمى «عسكر جهنكوي العالمي» ومقرها البنجاب، وهي منظمة طائفية معروفة بتورطها في عمليات قتل طائفية أطباء ومحامين شيعة، وغيرهم من المهنيين في الطبقة الوسطى. وقال مسؤولون باكستانيون، إن «داعش» نفذ معظم عمليات القتل الطائفي في مدينة كويتا الجنوبية بمساعدة «عسكر جهنكوي». وتعتقد السلطات الباكستانية، أن تأثير وضع شرق أفغانستان على شمال غربي باكستان سيكون مباشراً وقوياً. وهناك خلايا عاملة تابعة لـ«داعش» في شرق أفغانستان. كانت القوات الأميركية في سنواتها الأخيرة قد نفذت الكثير من العمليات ضد «داعش» في شرق أفغانستان، لكنها فشلت في إزاحته عن مواقعه. وجماعة «عسكر جهنكوي» هي فرع من تنظيم طائفي مسلح يتخذ من باكستان مقراً له، ولعب دوراً محورياً في أعمال العنف الطائفي في باكستان لفترة طويلة. وقد اختفى هذا التنظيم مع الجماعات التابعة له اعتباراً من 2002، عندما فرض الجنرال مشرف حظراً عليه. وقد ذهبوا إلى أفغانستان في وقت لاحق، حيث استضافتهم حركة «طالبان الأفغانية». ويقول المسؤولون الباكستانيون، إنه سيكون من الصعب للغاية التمييز بين حركة «طالبان الباكستانية» وبين تنظيم «داعش خراسان»، حيث يقوم كلاهما بتجنيد العناصر من نفس مجموعات المتشددين والإرهابيين، المتواجدة في المجتمع الباكستاني وفي المنطقة بشكل عام. ومع ذلك، تحاول حركة «طالبان الأفغانية»، التي تنافس تنظيم «داعش» منذ فترة طويلة، فصل حركة «طالبان الباكستانية» عن «داعش».
قال مسؤول رفيع المستوى «لا نعرف مدى نجاح (طالبان الأفغانية) في فطام (طالبان الباكستانية) عن تنظيم (داعش)، لكن من المؤكد أن (طالبان الباكستانية) و(داعش) يشتركان في هجمات إرهابية في المناطق الحضرية الباكستانية». تحاول حركة «طالبان الأفغانية» مرة أخرى إشراك الحكومة الباكستانية رفقة «طالبان الباكستانية» على مائدة المفاوضات لحل خلافاتهما، والعمل على عزل «داعش» في المنطقة وفي أفغانستان وباكستان، حيث قال مسؤول رفيع المستوى «نحن لا نثق بحركة (طالبان الأفغانية) في هذا الشأن، ولا نعرف إلى أي مدى يمكنها التأثير على (طالبان الباكستانية) في وقف الهجمات الإرهابية في المدن والبلدات الباكستانية».
ومن شأن باكستان أن تواجه تهديداً أمنياً خطيراً للغاية يمكن أن يزعزع استقرار المجتمع إذا فشلت الحكومة في التوصل إلى نوع من التفاهم مع حركة طالبان الباكستانية. وفي مثل هذا الوضع، ستواجه قوات الأمن الباكستانية تهديدا من ثلاثة محاور: حركة «طالبان الباكستانية»، وتنظيم «داعش خراسان»، و«الانفصاليون البلوش».



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.