غروندبيرغ يبدأ مشاوراته لبلورة «إطار عمل» لحل الأزمة اليمنية

TT

غروندبيرغ يبدأ مشاوراته لبلورة «إطار عمل» لحل الأزمة اليمنية

كشفت الحكومة اليمنية أمس (الاثنين) عن سعيها لاستصدار قرار من الجامعة العربية يدين الهجمات الإرهابية للميليشيات الحوثية على الأعيان المدنية في الداخل وعلى دول الجوار، وذلك بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ بدء مشاورات في العاصمة الأردنية عمان مع الأطراف اليمنية لجهة التوصل إلى «إطار عمل» لحل الأزمة اليمنية.
وأفاد مكتب غروندبيرغ في بيان بأنه بدأ سلسلة من المشاورات (الاثنين) في عَمان، حيث يعقد اجتماعات ثنائية مع قادة من حزب «المؤتمر الشعبي العام» ووفود من حزب «الإصلاح» والحزب «الاشتراكي اليمني» و«التنظيم الناصري» خلال الأسبوع الأول.
وبحسب البيان، سيتم التشاور مع أكثر من 100 يمني ويمنية من الأحزاب السياسية وقطاعي الأمن والاقتصاد ومنظمات المجتمع المدني في الأردن واليمن، خلال الأسابيع القادمة. كما سيتابع المبعوث الخاص مشاوراته مع الحكومة اليمنية، فضلاً عن المشاورات مع الحوثيين ومع المعنيين الإقليميين والدوليين. إلى جانب التشاور مع الجمهور اليمني الأوسع، بمن في ذلك الشباب، للتأكد من أن إطار العمل يعكس احتياجات وتطلعات اليمنيين.
وبالبناء على التفاعلات السابقة للمبعوث الأممي، أوضح البيان، أن هذه المشاورات «ستركز على تحديد الأولويات العاجلة وطويلة الأجل للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية». وقال إن «هذا من شأنه أن يُثري تطوير إطار العمل الخاص بالمبعوث الأممي الذي سيحدد عملية جامعة متعددة المسارات تتعامل مع الاحتياجات العاجلة والقضايا طويلة الأجل المطلوبة لإحراز تقدم نحو التوصل إلى تسوية سياسية».
ونسب البيان إلى المبعوث الأممي قوله: «هذا وقت عصيب بالنسبة لليمن، حيث يستمر النزاع، والذي يقترب من دخول عامه الثامن، في مفاقمة معاناة المدنيين ويهدد الاستقرار الإقليمي ويقوض آفاق الحل السلمي. هناك حاجة ملحة لتأسيس عملية جامعة تعكس اتجاه هذا المسار المدمر وتوفر فرصاً ومساحة للحوار على مستويات متعددة».
كما أعرب غروندبيرغ عن امتنانه «للمملكة الأردنية الهاشمية لاستضافتها هذه المشاورات ولجميع الفاعلين السياسيين اليمنيين ومختلف المجموعات اليمنية لاستعدادهم للمشاركة والانخراط في أجندة إيجابية للمستقبل». وفق ما جاء في البيان.
على صعيد آخر أفادت مصادر يمنية رسمية بأن مندوب اليمن الدائم لدى ‎جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري، شارك في اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في الدورة 157 التي عقدت أمس (الاثنين) بمقر الأمانة العامة، للإعداد والتحضير لأعمال الدورة على مستوى وزراء الخارجية العرب الأربعاء برئاسة لبنان.
ونقلت المصادر أنه صدر عن الاجتماع مشروع قرار تقدم به اليمن أكد على الالتزام بوحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره ودعم الحكومة اليمنية الشرعية وتأييد موقف الحكومة المتمسك بخيار السلام، والإعراب عن مساندة جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبيرغ من أجل استئناف العملية السياسية، وتأييد المبادرة السعودية للسلام في اليمن، والتحذير من خطورة تدهور الوضع الإنساني والصحي.
وتضمن مشروع القرار دعوة المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل الأسباب الحقيقية لتفاقم الوضع الإنساني، ودعوتهم إلى المساعدة العاجلة في حل مأساة النازحين اليمنيين ووقف استهداف جماعة الحوثي لمخيماتهم، وإدانة كافة الانتهاكات التي تواصل الميليشيا الحوثي ارتكابها، بما في ذلك هجمات الميليشيا على الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تضمن مشروع القرار «الترحيب بصدور قرار مجلس الأمن 2624 الذي وسم الميليشيا الحوثية (بالجماعة الإرهابية)، وإدانة استمرار رفض الميليشيات الانقلابية السماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول إلى ناقلة النفط (صافر)».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.