الصراع الروسي ـ الأوكراني في فضاءات اللغة والثقافة والكتب

تاريخ جدليّ طويل بين البلدين يعود إلى القرن التاسع الميلاديّ

الشاعر الأوكراني فاسيل ستوس... وجد ميتاً في سجنه السوفياتي
الشاعر الأوكراني فاسيل ستوس... وجد ميتاً في سجنه السوفياتي
TT

الصراع الروسي ـ الأوكراني في فضاءات اللغة والثقافة والكتب

الشاعر الأوكراني فاسيل ستوس... وجد ميتاً في سجنه السوفياتي
الشاعر الأوكراني فاسيل ستوس... وجد ميتاً في سجنه السوفياتي

لا يسهل فهم الصراع الروسيّ الأوكرانيّ الحالي في إطاره السياسيّ والعسكريّ فحسب، إذ بين هذين البلدين المترابطين بشكل لا ينفصم تاريخ جدليّ طويل يعود إلى القرن التاسع الميلاديّ على الأقل، تداخلت فيه الجغرافيا والعرقيّات والأديان، والإمبراطوريات، والثورات، والموارد. ولعل أوكرانيا المعاصرة التي كسبت استقلالها إثر سقوط الاتحاد السوفياتي السابق (1991) هي هبة هذا التاريخ الملتبس أبداً: مجموعات ترى أنها في مدار الثقافة الروسيّة ومزاج الشرق وتريد الاحتفاظ بعلاقة وديّة مع مركز الجاذبيّة للشعوب السلافيّة (الروس والبيلاروس والأوكرانيين)، وأخرى تحس بالاختناق من الأنفاس الروسيّة الثقيلة وتريد الانعتاق عبر التوجه إلى الغرب. وقد انعكست هذه العلاقة اللدودة على سيكولوجيا الأوكرانيين، واتخذت من فضاءات اللغة والكتب والأدب ومختلف تمظهرات الثقافة ساحة لها.
قبل ثورة يوروميدان عام 2014 - التي أطاحت بالسلطة المتحالفة مع موسكو لمصلحة قوميين أوكرانيين ذوي أهواء غربيّة - كانت ثلاثة أرباع الكتب المتداولة في أوكرانيا تأتي من روسيا وباللغة الروسيّة، ولكن ذلك الرقم انخفض بشكل دراماتيكيّ خلال السنوات التي أعقبت الثورة البرتقاليّة حتى كاد يقل عن 20 في المائة قبل الاجتياح الروسيّ الأخير. وقد فرضت السلطات الجديدة في كييف ترتيبات معقّدة تستوجب الحصول على موافقات مسبقة لاستيراد الكتب، وشددت العقوبات المفروضة على ناشرين روس كبار، كما حظر قرار صادر عن مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني في مارس (آذار) 2019، استيراد الكتب من تسعة ناشرين روس رئيسيين.
وبينما ذهب البعض إلى اعتبار تلك الإجراءات تمييزاً ضدّ الثقافة واللغة الروسيّتين، وتقييداً لحرية التعبير، فإن آخرين يقولون إن روسيا قمعت الثّقافة الأوكرانية، وبخاصة أثناء الحقبة السوفياتية، وهي مستمرّة حتى اليوم وبطرق متباينة باستخدام الثقافة كسلاح ضد السيادة الأوكرانية، وبالتالي فإن جهود حكومة كييف في هذا الاتجاه قد تكون وسيلة ضرورية للدّفاع ضد قوة عملاقة عدوانية تسعى إلى إلغاء أوكرانيا من خريطة العالم.
من وجهة نظر اقتصادية محضة، فإن تقييد توارد الكتب من روسيا يهدف إلى دعم الناشرين الأوكرانيين في مواجهة منافسة لا ترحم من دور النشر الروسيّة التي تتمتع بسوق كبير تمنحها فائدة حجم تفضيليّة دائمة. لكن بعد التضييق على الكتاب الروسيّ لوحظت زيادة ملموسة في حركة النشر الأوكراني، وأصبح كثير من الكتب التي تصدر في روسيا يُعاد نشرها مرّة أخرى مترجمة إلى الأوكرانية، في أوكرانيا.
لكن السلطات الأوكرانيّة لا تعترف بوجود حظر عام على الكتب الروسيّة وإنما مجموع إجراءات فرضت منذ 2017 لضمان عدم تسرّب أدب الكراهيّة والعداء لأوكرانيا إلى داخل البلاد. وفي الحقيقة، فإن أي كميّة لا تزيد على عشر نسخ لا تخضع لتلك الإجراءات، ولكن عندما ينوي تجار الكتب استيراد كميّات كبيرة فعليهم أن يحصلوا على إذن رسميّ لضمان ألا يتعارض محتوى الكتاب مع القيم الديمقراطية، مثل: «التنصل من استقلال أوكرانيا»، أو «تشجيع العنف»، أو «التحريض على الكراهية العرقية أو الدينية»، أو «تمجيد الإرهاب وأي انتهاك لحقوق الإنسان والحريات». وقد تم تأسيس دائرة حكومية متخصصة للنظر لتنفيذ تلك الإجراءات والسّيطرة على توزيع المواد المطبوعة.

> كانت ثلاثة أرباع الكتب المتداولة في أوكرانيا تأتي من روسيا وباللغة الروسيّة، لكن ذلك الرقم انخفض بشكل دراماتيكيّ
خلال السنوات التي أعقبت «الثورة البرتقاليّة»

> بحسب أرقام حكوميّة، فإن مساهمة القطاع الإبداعي
في الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا تجاوزت الـ5 في المائة،
بينما كانت تستورد خمسة أضعاف إنتاجاتها الثقافية

ويدرك المسؤولون الأوكرانيون أن المظهر العام لتلك التوجهات للتضييق على تداول الكتاب لا يساعد في بناء صورة صحيحة عن الممارسة الديمقراطيّة في البلاد، ولكنّهم يعتمدون على مواطنيهم لناحية وضعها في منظورها الصّحيح ضمن السّياق الأكبر للأمور.
فعلى الأرض، وبحكم التاريخ السّوفياتي المشترك، كانت الغلبة ولوقت قريب للإنتاجات الثقافيّة الروسيّة: الأفلام السينمائية والتلفزيون والكتب وموسيقى البوب مقابل مواد قليلة باللغة الأوكرانية. ولا شكّ أن بعض الأفكار التي قد تتسرب من خلال الكتب الروسيّة، لا سيّما بعد 2014 تضم إشارات تمسّ السلامة الإقليمية لأوكرانيا، أو تعد تحريضاً على الكراهية العرقية والدينية، لا سيّما بعد نشوء الصراع المسلّح شرق أوكرانيا بين حكومة كييف والانفصاليين ذوي الأصول الروسيّة ودعم موسكو لهم.
وبغض النّظر عن مبررات تلك الإجراءات، فإن من نتيجتها أن ازدهرت أعمال النشر باللغة الأوكرانيّة وتضاعف معدل عدد النسخ المنشورة من الكتاب الواحد كما عدد العناوين في مختلف مجالات الأدب والفكر، فيما تراجع تداول ونشر الكتب بالروسيّة لا سيّما بعد أن أصبح التعليم بالأوكرانية إجبارياً في مدارس البلاد، بدءاً من عام 2020 - رغم وجود أقليّة روسيّة يزيد عددها على 8 ملايين نسمة في الجمهوريّة التي يصل مجموع عدد سكانها إلى نحو 45 مليوناً.
كما تدعم جهات حكوميّة ومؤسسات شبه حكوميّة - مثل الصندوق الثقافي الأوكراني ومعهد الكتاب الأوكرانيّ والمؤسسة الثقافيّة الأوكرانيّة - بسخاء تمويل ترجمات من إنتاجات كتاب أوكرانيين إلى لغات غربيّة إضافة إلى دعم الإنتاج الثقافيّ بشكل عام.
هذا الازدهار غير المسبوق في إنتاج الكتب أتاح للقطاع الإبداعيّ باللغة الأوكرانيّة (كالأغاني والموسيقى والأفلام والفيديو) هوامش أوسع للانتشار، ما انعكس إيجاباً على الثقافة الوطنيّة والاقتصاد القوميّ على حد سواء.
وبحسب أرقام حكوميّة، فإن مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي تجاوزت 5 في المائة، وبينما كانت أوكرانيا تستورد خمسة أضعاف إنتاجها من الإنتاجات الثقافيّة، فإن الأرقام متعادلة الآن بين الصادرات والواردات.
ورغم أنّ صناعة الكتب والعوالم الثقافية ستكونان من أوّل المتأثرين بالحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانيّة، فإنّ التضامن الغربيّ الواسع إثر الاجتياح الروسّي الأخير سيفتح دون شك آفاقاً لا نهائيّة أمام الأدباء والمفكرين الأوكرانيين، ولن يُستغرب إن قررت مؤسسة نوبل منح جائزتها المرموقة للأدب لأديب أو أديبة من تلك البلد بعد أن عاندتها كثيراً.
وكانت آخر محاولة جادة لمنح تلك الجائزة لكاتب أوكرانيّ تعود إلى الثمانينات عندما طرح اسم الشاعر والمنشق الأوكراني فاسيل ستوس لمنحه الجائزة أثناء احتجازه في سجن سوفياتي، غير أنه ما لبث توفي في ظروف مريبة قبل بدء عملية تقديم الترشيحات.
ويعد النقّاد أنّ ولادة الأدب الأوكراني الجديد بدأت بنشر رواية «موسكوفياد (Moscoviad)- 1992» ليوري أندروخوفيتش التي تُرجمت إلى الإنجليزيّة في 2009. وتحكي الرواية التي تذكرنا برائعة جورج أورويل (1984) عن ملامح التفكك في الإمبراطوريّة باستخدام الواقعيّة الخياليّة لنقل أجواء العيش في عالم بائس خلال يوم واحد في موسكو. وواصلت أوكسنا زابوشكو نقل الأدب الأوكراني بعيداً عن الأجواء السوفياتيّة فكتبت روايتها الاستفزازيّة «عمل ميدانيّ في الجنس الأوكراني (Fieldwork in Ukrainian Sex) - 1996» وطرحت فيها ثيمات نسويّة وسياسيّة مثيرة للجدل وكسرت كثيراً من التابوهات الاجتماعيّة حتى عدّت العمل الأدبي الأكثر تأثيراً منذ الاستقلال.
ومن الكتّاب المشهورين اليوم: سيرهي زهادان الشاعر والكاتب من إقليم دونباس المتنازع عليه والمعروف بتصويره للمجتمع الأوكراني، كما هو وليس بصورة مثاليّة، ما جلب له شعبيّة كبيرة بين الشبّان، وأيضاً فاسيل شكيار الذي باعت روايته «طريق الغراب (Raven’s Way) – 2009» أكثر من 300 ألف نسخة، وهو رقم قياسيّ للكتب المنشورة في أوكرانيا. ويعيد شكيار من خلال روايات تاريخيّة استكشاف نضال الأوكرانيين المجهول لأجل الاستقلال عن روسيا عبر 300 عام، لا سيّما في العصر السوفياتيّ.
ومع ذلك، فإن هؤلاء الذين وصلت أعمالهم إلى اللغات الأجنبيّة يبقون أقليّة، إذ لا يزال عشرات المؤلفين الأوكرانيين الجدد ينتظرون من يترجم لهم أعمالهم كي تجد الاعتراف بجدارتها على النّطاق الدولي. وسيكون من سخرية القدر أنّ الاجتياح الروسيّ لبلادهم هو تحديداً ما سيمنحهم الفرصة لذلك.



الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ

الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ
TT

الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ

الفن بوصفه وسيلة للتعريف بقضايا المناخ

يعد التغير المناخي من المواضيع المُقلقة والمهمة عالمياً، وهو من الملفات الرئيسية التي توليها الدول أهمية كبرى، حيث تظهر حاجة عالمية وشاملة واتفاق شبه كُلِّي من دول العالم على أهمية الالتزام بقضايا التغير المناخي والاستدامة لحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

هذه القضية المهمة عبَّر عنها بعض الفنانين الذين استخدموا الفن لرفع الوعي بالقضايا البيئية. حيث كان الفن إحدى وسائل نشطاء البيئة للتعريف والتأثير في قضايا المناخ والاحتباس الحراري، لاعتقادهم أن الحقائق العلمية وحدها قد تكون غير كافية، ولأهمية التأثير في العاطفة، وهو ما يمكن للفن عمله.

ومن فناني البيئة العالميين الفنان الدنماركي أولافور إيلياسون، الذي عيَّنه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سفيراً للنوايا الحسنة للطاقة المتجددة والعمل المناخي عام 2019م، حيث تركز أعماله المعاصرة والتفاعلية على التعبير عن ظواهر الاحتباس الحراري، وكان أحد أشهر أعماله «مشروع الطقس» الذي عُرض في متحف «تيت مودرن» في لندن، وجذب أعداداً هائلة من الجماهير، إذ هدف هذا العمل التفاعلي إلى الإيحاء للمشاهدين باقترابهم من الشمس، ولتعزيز الرسالة البيئية لهذا العمل ضمِّن كتالوج المعرض مقالات وتقارير عن أحداث الطقس المتغيرة.

المناخ والبيئة

إن التعبير عن قضايا المناخ والبيئة نجده كذلك في الفن التشكيلي السعودي، وهو ليس بمستغرب، حيث يعد هذا الاهتمام البيئي انعكاساً لحرص واهتمام حكومة المملكة بهذه القضية، والتزامها الراسخ في مواجهة مشكلة التغير المناخي، حيث صادقت المملكة على اتفاقية باريس لتغير المناخ في عام 2016، وهو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ. كما أطلقت المملكة مبادرتَي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، لتسريع العمل المناخي وحماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة. وهو ما يجعل الفرصة مواتية للفنانين السعوديين للمشاركة بشكل أكبر في التعبير عن القضايا البيئية، مما يسهم في عكس جهود المملكة تجاه هذه القضايا ومشاركة الجمهور في الحوار حولها.

فعلى سبيل المثال، عبَّرت الفنانة التشكيلية منال الضويان عن البيئة في عمل شهير أنتجته عام 2020م، في معرض DESERT-X في مدينة العلا، بعنوان «يا تُرى هل تراني؟»، حيث كان العمل عبارة عن منصات تفاعلية للقفز في صحراء العلا، في إيحاء غير مباشر بالواحات الصحراوية والبِرَك المائية التي تتكون في الصحراء بعد موسم الأمطار، لكنها اختفت نتيجة للتغير المناخي والري غير المسؤول، وتأثيره البيئي في الطبيعة من خلال شح المياه واختفاء الواحات في المملكة.

الفن البيئي

كما نجد الفن البيئي بشكل واضح في أعمال الفنانة التشكيلية زهرة الغامدي التي ركزت في تعبيرها الفني على المواضيع البيئية من خلال خامات الأرض المستمدة من البيئة المحلية؛ مثل الرمال والأحجار والجلود والنباتات المأخوذة من البيئة الصحراوية كالشوك والطلح، وكيفية تحولها نتيجة العوامل المؤثرة فيها كالجفاف والتصحر والتلوث البيئي، كما في عملها «كوكب يختنق؟» الذي استخدمت فيه أغصان الأشجار المتيبسة وبقايا خامات بلاستيكية، لمواجهة المتلقي والمشاهد بما يمكن أن تُحدثه ممارسات الإنسان من تأثير بيئي سلبي، وللتذكير بالمسؤولية المشتركة لحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة.

إن الفن البيئي لدى زهرة الغامدي يتمثل في نقل المكونات الطبيعية للأرض والبيئة المحلية وإعادة تشكيلها في قاعة العرض بأسلوب شاعري يستدعي المتلقي للانغماس في العمل الفني والطبيعة والشعور بها والتفاعل معها لتعزيز الارتباط بالأرض، فمن خلال إعادة تشكيل هذه الخامات البيئية يتأكد التجذر بالأرض والوطن والارتباط به.

وقد نجد التعبير عن المواضيع البيئية أكثر لدى التشكيليات السعوديات من زملائهن من الرجال، وقد يكون ذلك طبيعياً نتيجة حساسية المرأة واهتمامها بمثل هذه القضايا. وهو ما يثبته بعض الدراسات العلمية؛ إذ حسب دراسة من برنامج «ييل» للتواصل بشأن التغير المناخي، بعنوان «اختلافات الجنسين في فهم التغير المناخي» تظهر المرأة أكثر ميلاً إلى الاهتمام بالبيئة، كما أن للنساء آراء ومعتقدات أقوى مؤيدة للمناخ وتصورات أعلى للمخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية، وقد فسر الباحثون هذه الاختلافات بأنها نتيجة اختلافات التنشئة الاجتماعية بين الجنسين، والقيم الناتجة عن ذلك كالإيثار والرحمة وإدراك المخاطر.

ومع أن الفن استُخدم كثيراً للتوعية بالقضايا البيئية، إلا أن بعض نشطاء البيئة حول العالم استخدموه بطريقة مختلفة للفت النظر حول مطالبهم، مثل أعمال الشغب والتخريب لأهم الأعمال الفنية في المتاحف العالمية، وقد استهدف بعض هؤلاء الناشطين أشهر الأعمال الفنية التي تعد أيقونات عالمية كلوحة «دوار الشمس» لفان غوخ، ولوحتي «الموناليزا» و«العشاء الأخير» لدافنشي. تخريب هذه الأعمال ليس لأنها مناهضة للبيئة بقدر ما هي محاولة لفت النظر نحو قضاياهم، لكن لتحقيق التغيير المطلوب، أيهما أجدى، التعبير الإيجابي من خلال الفن، أم السلبي من خلال تخريبه؟

إن الفن التشكيلي ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل له دور حاسم ومؤثر في تشكيل الوعي بالقضايا البيئية، فهو يدعو لإعادة التفكير في علاقتنا بها، والعمل معاً لمستقبل أكثر استدامة. إضافةً إلى دوره بصفته موروثاً ثقافياً للأجيال المقبلة، إذ يسجل تجربتنا في مواجهة هذا التحدي العالمي.

* كاتبة وناقدة سعودية