بري يخترق الترشيحات «الذكورية» للثنائي الشيعي ويتعاون مع باسيل «على القطعة»

حذر من استحضار لغم الـ«ميغاسنتر» لتعطيل الانتخابات في لبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (الوكالة الوطنية)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (الوكالة الوطنية)
TT

بري يخترق الترشيحات «الذكورية» للثنائي الشيعي ويتعاون مع باسيل «على القطعة»

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (الوكالة الوطنية)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (الوكالة الوطنية)

قال مصدر بارز في حركة «أمل» إن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه قطع شوطاً على طريق جوجلة أسماء المرشحين أكانوا من «الحركيين» أو المستقلين لخوض الانتخابات النيابية على لوائح كتلة «التنمية والتحرير» المتحالفة مع «حزب الله». وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن التغيير يشمل أربعة نواب حاليين، هم ياسين جابر الذي كان السباق وزميله في الكتلة أنور الخليل في إبلاغهما بري عزوفهما عن الترشح، وعلي بزي الذي سيحل مكانه أشرف بيضون، ومحمد نصر الله الذي استبدل بواسطة الرئيس السابق لمجلس الجنوب قبلان قبلان.
ولفت إلى أن مرشحي كتلة «التنمية والتحرير» وعددهم 17 مرشحاً هم، إضافة إلى الرئيس بري الذي تقدم بترشحه عن دائرة الزهراني - صور: علي عسيران، عناية عز الدين، علي خريس، أيوب حميد، أشرف بيضون (الذي حل مكان بزي)، علي حسين خليل، قاسم هاشم (ينتمي إلى حزب البعث الموالي للنظام السوري)، الوزير السابق مروان خير الدين (استبدل بواسطة أنور الخليل)، ناصر جابر (حل مكان قريبه ياسين جابر)، هاني قبيسي، إبراهيم عازار، فادي علامة، محمد خواجة، غازي زعيتر وقبلان قبلان.
وأكد أن بري يواصل مشاوراته مع العائلات المسيحية في قرى قضاء صيدا - الزهراني لاختيار المرشح الكاثوليكي الذي يستكمل به لوائح كتلة «التنمية والتحرير»، وإن كانت الأرجحية تصب لمصلحة تجديد التعاون مع الوزير السابق النائب الحالي ميشال موسى. وقال إنه لم يعد من عائق أمامه للإعلان عن أسماء المرشحين على لوائحه بالتلازم مع اقتراب إقفال باب الترشح في 15 مارس (آذار) الجاري.
وفي هذا السياق، كشف مصدر نيابي بارز أن الرئيس بري ضد تأجيل إجراء الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو (أيار) المقبل ولو لدقيقة واحدة، وقال إنه يشكل رأس حربة ضد ترحيلها إلى موعد لاحق لقطع الطريق على من يراهن على التمديد للبرلمان، لينسحب لاحقاً على التمديد لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لأن التمديد سيقف حاجزاً في وجه الانتقال السلمي للسلطة، وسيترتب عليه محاصرة لبنان من قبل المجتمع الدولي الذي يصر على إجراء الانتخابات في موعدها.
وحذّر المصدر النيابي من أن يكون إصرار الرئيس عون ولو متأخراً بالتناغم مع فريقه السياسي على استحداث مراكز لـلـ«ميغاسنتر» تتيح للناخبين الاقتراع في أماكن سكنهم بدلاً من الانتقال إلى بلداتهم وقراهم، وسأل لـ«الشرق الأوسط»: لماذا لم يبادر عون للإصرار على استحداثها منذ أشهر عدة؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء صمته طوال هذه الفترة ليبق البحصة أخيراً؟ ومن أوحى له بأنه يمكن إقامة هذه المراكز في غضون أسابيع، بخلاف ما كان أعلنه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي بوجود صعوبات في استحداث هذه المراكز لتكون جاهزة قبل إجراء الانتخابات لاستقبال الناخبين؟
كما سأل المصدر نفسه عن الدوافع التي أملت على الفريق السياسي الملحق برئيس الجمهورية بإعداد دراسة لا تمت بصلة إلى الواقع السياسي الذي يمر فيه البلد، وأوردت فيها بأن لا مشكلة في إنشاء مراكز للـ«ميغاسنتر»، ودعا إلى عدم المغامرة بإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده الذي يأخذ البلد إلى فراغ قاتل، كل ذلك من أجل المزايدات الشعبوية لدغدغة مشاعر السواد الأعظم من اللبنانيين، مع أنها لن تُصرف ميدانياً، ولن تقدم أو تؤخر على طريق إتمام الاستعدادات لإجراء الانتخابات في موعدها.
وأكد أن لا مبرر لتشكيل اللجنة الوزارية التي طُلب منها إعداد دراسة حول إنشاء مراكز للـ«ميغاسنتر» على أن تُطرح للنقاش في جلسة مجلس الوزراء هذا الخميس. وأوضح أن الرئيس بري أوعز إلى عدد من الوزراء ومن بينهم الوزراء المنتمون إلى الثنائي الشيعي بتفكيك الألغام التي تعيق إجراء الانتخابات، وقال إنه لا اعتراض على إنشاء هذه المراكز، وهل يمكن تحضيرها كما يجب قبل حوالي شهرين من موعدها؟ أم أن هناك من يريد استدراج العروض لتأجيلها بإقحام مجلس الوزراء في مشكلة هو في غنى عنها.

غيوم سوداء
لكن مصادر سياسية تسأل في المقابل ما إذا كانت الغيوم السوداء التي في المنطقة والناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا ستمتد إلى لبنان وتفعل فعلها في تأزيم الوضع الاجتماعي والمعيشي في ضوء عودة طوابير السيارات للازدحام أمام محطات المحروقات، والمخاوف من فقدان مادتي الطحين والزيوت من السوق المحلية لوجود صعوبة في استيرادها من أوكرانيا وإيجاد البدائل، وهذا ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب التأزم واحتمال انعكاسه على الوضع الأمني لانعدام تأمين الحد الأدنى من مقومات الأمن الغذائي بما يؤثر على إجراء الانتخابات في موعدها.
وبالعودة إلى تعاون «أمل» الانتخابي من خارج تحالفها مع «حزب الله»، كشفت المصادر السياسية أن الرئيس بري لا يحبذ ضم أي مرشح درزي على لائحة الثنائي الشيعي في دائرة بيروت الثانية؛ لأنه يشكل تحدياً لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وتعزو السبب إلى أن ضم مروان خير الدين كمرشح عن المقعد الدرزي في قضاء مرجعيون - حاصبيا على لائحة تحالف «أمل» - «حزب الله» لم يكن ليحصل بسهولة لو لم يبادر جنبلاط إلى إعطاء الضوء الأخضر، مع أنه له صلة قربى بالنائب طلال أرسلان.
وأضافت أن الرئيس بري وبالنيابة عن «حزب الله» رعى تأمين التوافق بين جنبلاط وأرسلان على ترشيح خير الدين، وهذا ما يتيح له التدخل لدى حليفه بعدم ضم أي مرشح درزي على لائحتهما في بيروت إفساحاً في المجال أمام إعطاء فرصة لمرشح «التقدمي» النائب الحالي فيصل الصايغ للفوز بالمقعد، وقالت إن الحزب سيضطر إلى مراعاة حليفه الاستراتيجي، برغم أنه على خلاف مع جنبلاط حول خياراتهما الاستراتيجية.
ورأت المصادر نفسها أن الرئيس بري وحليفه يتبادلان المراعاة وهذا ما يظهر جلياً من خلال تدخل الحزب في دائرة البقاع الغربي - راشيا لتذليل اعتراض بري على ضم مرشح «التيار الوطني الحر» شربل مارون عن المقعد الماروني في هذه الدائرة، شرط أن يسحب اعتراضه على ترشح نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي على نفس اللائحة المدعومة من تحالف الوزير السابق حسن مراد مع «أمل»، باعتبار أنه أحد الخطوط الحمر الممنوع على «التيار الوطني» تجاوزها، خصوصا أن الأخير أقل حضوراً من الفرزلي الذي فك ارتباطه بالنائب جبران باسيل وانفصل عن عون، برغم أنه كان في طليعة الفريق الذي تولى التحضير لانتخابه رئيساً للجمهورية.

الحلقة الأضعف
لذلك لم يعد من خيار أمام باسيل - كما تقول المصادر - سوى الالتحاق بلا شروط باللائحة لأن مرشحه يُعتبر الحلقة الأضعف فيها، وبالتالي يفتقد للقدرة التي تسمح له بتصفية حسابه مع الفرزلي على خلفية المواقف النارية التي صدرت عنه، وبلغت ذروتها بدعمه للرئيس سعد الحريري حتى بعد اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وعليه، فإن باسيل وإن كان يستقوي بـ«حزب الله» لتعويم نفسه انتخابياً، فإن تعاونه الانتخابي مع بري يبقى على القطعة، وتحديداً في بعبدا - المتن الجنوبي والبقاع الغربي - راشيا، شرط أن يكف باسيل «شره» عن الفرزلي، فيما التعاون في دائرة جزين - صيدا يبقى عالقاً ولن يرى النور بسهولة ما لم يحسم باسيل أمره لمصلحة ترشيحه للنائب السابق أمل أبو زيد ليخوض الانتخابات بالتعاون مع مرشح كتلة «التنمية والتحرير» النائب إبراهيم عازار.
ويبقى السؤال: هل يفعلها باسيل ويتخلى عن ترشيح النائب زياد أسود لأن «التيار الوطني» يواجه صعوبة في تأمين أكثر من حاصل انتخابي، باعتبار الحاصل الثاني سيكون حكماً من حصة عازار الذي يُعتبر الأقوى بلا أي منازع، خصوصا أن «التيار الوطني» سيواجه مشكلة إذا ما قرر خوض المعركة منفرداً في تأمين المرشح السني عن صيدا للتعاون معه، لأن الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري سيضطر للتعاون مع عازار لأن لا مصلحة له بإقحام نفسه في معركة ليست مضمونة النتائج إذا ما تعاون مع أسود الذي لا يمكن تسويقه في الشارع الصيداوي، برغم أنه يتمتع بحضور في جزين، ويمكن أن يشكل وجع رأس لباسيل في حال قرر استبعاده.
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن لوائح الثنائي الشيعي تكاد تكون محصورة بالتمثيل الذكوري لو لم يخرقه بري بترشيح الوزيرة السابقة النائب عز الدين، فيما لم يسبق لـ«حزب الله» أن دعم ترشح المرأة للانتخابات البلدية والنيابية أو لتوليها حقيبة وزارية أو منصب إداري بخلاف «أمل»، وهذا ما يعرضه باستمرار إلى انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.