نائب في البرلمان الإسرائيلي يشهر سلاحه على فلسطينيين

إتمار بن غفير في حي الشيخ جراح رفقة مستوطنين منتصف الشهر الماضي (إ.ب.أ)
إتمار بن غفير في حي الشيخ جراح رفقة مستوطنين منتصف الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

نائب في البرلمان الإسرائيلي يشهر سلاحه على فلسطينيين

إتمار بن غفير في حي الشيخ جراح رفقة مستوطنين منتصف الشهر الماضي (إ.ب.أ)
إتمار بن غفير في حي الشيخ جراح رفقة مستوطنين منتصف الشهر الماضي (إ.ب.أ)

أشهر عضو الكنيست اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، صباح أمس الأحد، سلاحه على فتية فلسطينيين قرب مخيم العروب قضاء الخليل، بذريعة أنهم قاموا برشق سيارات للمستوطنين بالحجارة.
وذكرت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، أن بن غفير الذي يرأس حزب «عوتصما يهوديت» اليميني المتطرف في المعارضة، ويستوطن بنفسه داخل حي في مدينة الخليل، سافر بمركبته على شارع رقم 60 الاستيطاني، وعندما شاهد تجمعاً لفتية فلسطينيين، ترجل من مركبته وأشهر سلاحه باتجاههم.
وقد اعترف بن غفير بالحادث، وادعى أن الفتية كانوا يقذفون الحجارة على سيارات إسرائيلية تسير على شارع 60، وقال إنه «اضطر إلى ذلك، لأن جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا بالقرب من المكان، لم يفعلوا شيئاً تجاه من قام برشق الحجارة صوب مركبات المستوطنين، وأبلغوه أنهم لم يحصلوا على أي تعليمات لإطلاق النار تجاههم».
وأضاف بن غفير، متبجحاً: «لا يمكن للجنود الرد بإطلاق النار على الإرهابيين قبل تلقي تعليمات، أما الركاب على الطريق فهو معرضون باستمرار لخطر حقيقي بالموت. هذه المرة تمكنت من طرد الإرهابيين الذين ألقوا الحجارة بعد أن سحبت سلاحي».
يذكر أن بن غفير يحمل سلاحاً مرخصاً من المخابرات، ولكنه يتبع نهجاً سياسياً عصبياً ومتطرفاً، ويحذر كثيرون من أن يقود استخدامه هذا السلاح إلى مصيبة، لأنه يتبع أسلوباً استفزازياً في العمل السياسي، وبمقدوره إثارة صدامات على أتفه الأسباب، وأن يستسهل الضغط على الزناد. وكان قد أشهر سلاحه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بوجه شبان عرب من القدس كانوا قد وثقوا استفزازه لهم في موقف للسيارات في مدينة تل أبيب.
واتضح أن أحد الشبان العرب يعمل في حراسة موقف السيارات، وعند وصول بن غفير، طلب منه ركن سيارته بطريقة أخرى أو بمكان آخر. فلم يستجب بن غفير لطلب الحارس، وعند تعنته، دارت بينهما مشادة كلامية ما أدى لأن يشهر بن غفير سلاحه بوجه أحد الشبان العرب من الحاضرين في المكان.
وفي منتصف الشهر الماضي، افتتح بن غفير مكتباً له في قلب حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ويشهد الحي منذ ذلك الحين توترات واعتداءات لقوات الاحتلال وللمستوطنين على سكان الحي الفلسطينيين وعلى المتضامنين. وهو يبادر إلى صدامات. وطول الوقت يسير وهو مسلح.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».