جامايكي يسبق ديناصوراً في سباق افتراضي

سباق افتراضي بين الديناصور والعداء يوسين بولت (جامعة توليدو الأميركية)
سباق افتراضي بين الديناصور والعداء يوسين بولت (جامعة توليدو الأميركية)
TT

جامايكي يسبق ديناصوراً في سباق افتراضي

سباق افتراضي بين الديناصور والعداء يوسين بولت (جامعة توليدو الأميركية)
سباق افتراضي بين الديناصور والعداء يوسين بولت (جامعة توليدو الأميركية)

سجل يوسين بولت، العداء الجامايكي الشهير، الرقم القياسي العالمي (9.58 ثانية) في سباق 100 متر في عام 2009، ليصبح أسرع رجل في العالم، ولكن، كيف سيكون أداؤه في سباق ضد ديناصور «دايلوفوصور»، الذي يبلغ وزنه 900 رطل؟
هذا السؤال الذي طرحه سكوت لي، أستاذ الفيزياء بجامعة توليدو الأميركية، على طلابه أخيراً قد يبدو التفكير فيه غريبا في البداية، لكن البروفسور يوضح أن إنشاء سيناريو غريب مثل «الرجل مقابل الديناصورات»، هو طريقة رائعة لإثارة خيال الطلاب وتحسين المشاركة الكلية في الفصل الدراسي، وفق دراسة روج فيها لهذا الأسلوب التعليمي نشرها في العدد الأخير من دورية «ذا فيزكس تيتشر».
ويشير العلم إلى حد كبير إلى أن بولت سيستفيد من قانون نيوتن الثاني للحركة وتسارعه للتغلب على الديناصور «دايلوفوصور» بثانيتين في سباق الـ100 متر، ولكن التوصل لهذه النتيجة سيحتاج من الطلاب إلى تطبيق مفاهيم الحركية أحادية الأبعاد، والتي تشمل الإزاحة والسرعة والتسارع، وهذا من شأنه أن يساعد في إثارة حماس الطلاب للمادة العلمية.
ورغم وجود العشرات من أنواع الديناصورات الأخرى، إلا أنه كان على البروفسور لي، البحث عن الديناصور المناسب الذي يجعل السباق مثيراً للاهتمام.
ويقول لي في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة توليدو الأميركية، أول من أمس: «كانت سرعات الجري القصوى للديناصورات الأخرى مختلفة اختلافاً كبيراً عن متوسط سرعة يوسين بولت، وبالتالي لن يكون سباقاً مثيراً للاهتمام، فمثلا يعتقد أن الديناصور ريكس الأكثر شهرة كان أبطأ من يوسين بولت».
ويضيف أنه «للوصول إلى الإجابة الصحيحة عند المقارنة بين يوسين بولت والديناصور (دايلوفوصور)، يتعين على الطلاب النظر في قانون نيوتن الثاني للحركة، والذي ينص على أن التسارع يتحدد بالكتلة مضافا لها القوة، لذلك فإن الحجم الأصغر بكثير للعداء بولت سيعطيه ميزة مبكرة».
وبعد التوصل إلى الفائز بالسباق الافتراضي، استطاع البروفسور لي مناقشة الطلاب في تقييمات مماثلة للسرعة وآثارها فيما يتعلق بالفيزياء، فعلى سبيل المثال، كيف تستخدم لبؤة تسارعها للقبض على فريستها وقتلها بشكل أسرع. وفي الختام، يأمل البروفسور لي، أن تساعد أساليب التدريس المبتكرة هذه، المزيد من الطلاب على التحمس للفيزياء.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.