سيباستيان هالر... من لاعب منبوذ في وستهام إلى هداف دوري أبطال أوروبا

مهاجم أياكس يتحدث عن الفترة الصعبة التي قضاها في إنجلترا وتحطيمه الأرقام القياسية في هولندا

هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ...  أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)
هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ... أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)
TT

سيباستيان هالر... من لاعب منبوذ في وستهام إلى هداف دوري أبطال أوروبا

هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ...  أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)
هالر بعد هز شباك دورتموند في دوري الأبطال ... أول لاعب يسجل في جميع مبارايات دور المجموعات (غيتي)

هناك شيء غير عادي في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث لا يتصدر القائمة روبرت ليفاندوفسكي أو كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي أو كيليان مبابي أو محمد صلاح أو إيرلينغ هالاند. لكن من يتصدر القائمة هو لاعب رحل عن وستهام في يناير (كانون الثاني) 2021، بخسارة قدرها 25 مليون جنيه إسترليني بعد 13 شهراً قضاها مع النادي الإنجليزي. إنه نجم أياكس أمستردام الهولندي، سيباستيان هالر، الذي لم يلعب في دوري أبطال أوروبا قبل هذا الموسم.

هالر وهدفه في شباك بنفيكا في ذهاب دور الـ16 بدوري الأبطال (إ.ب.أ)

إنه تحوُّل ملحوظ للغاية في مسيرة اللاعب البالغ من العمر 27 عاماً، الذي سجَّل 10 أهداف في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى هدفه في شباك بنفيكا في ذهاب دور الستة عشر، ليصبح عدد أهدافه حتى الآن في المسابقة الأوروبية الكبرى 11 هدفاً، وهو رقم قياسي لأي لاعب يشارك في المسابقة لأول مرة. هذا لا يعني أنه لا يهتم بالأرقام القياسية، حيث قال في تصريحات لصحيفة «غارديان»: «إنني أراقب ذلك، لكنني أفعل ذلك فقط لأن الأصدقاء والعائلة وزملائي في الفريق يذكرونني بذلك».
وأضاف: «قبل خمس دقائق فقط من الآن، ذكرني ستيفن (بيرغويس، زميله في أياكس) بهذا الأمر. أنا لست مهووساً بتحطيم الأرقام القياسية. ربما أكون قد نجحت في كسر بعض الأرقام القياسية، لكن الأرقام الخاصة بي سيأتي لاعب آخر، ويحطمها بعد ذلك أيضاً. الأهم بالنسبة لي هو الاستمرار في تحقيق الفوز». وبات الدولي الإيفواري هالر ثاني لاعب فقط في التاريخ يسجل رباعية، في أول ظهور له في مسابقة دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد، والأول منذ الهولندي ماركو فان باستن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1992 مع ميلان الإيطالي (ضد غوتبورغ السويدي).
وحقق أياكس الفوز في جميع مبارياته في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، رغم وقوعه في مجموعة صعبة إلى جانب بوروسيا دورتموند وسبورتينغ لشبونة وبشيكتاش. وسجل هالر في كل مباراة من مباريات دور المجموعات، لكن تألقه الأكبر كان في المباراة الافتتاحية في لشبونة ضد سبورتنغ لشبونة، حيث سجل أربعة أهداف ليقود فريقه للفوز بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد. وفي الشهر الماضي، واجه أياكس بنفيكا البرتغالي في ذهاب دور الستة عشر في المدينة نفسها، وانتهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل فريق، وأحرز هالر هدفاً.
وبات هالر، أول لاعب يسجل في أول سبع مباريات له في دوري أبطال أوروبا. وبعد التعادل خارج أرضه مع بنفيكا قال هالر الذي سجل الهدف الثاني لفريقه بعد تسجيله الهدف الأول لبنفيكا خطأ في مرماه: «لست سعيداً حقاً بالتعادل. من الصعب أن ترضى بهذا. يمكننا اللعب بشكل أفضل بكثير مما فعلناه». وعن الهدف في مرماه قال: «اعتقدتُ أن الحارس ريمكو باسفير سيحصل على الكرة لكنها مرَّت من تحته، لذلك فوجئتُ. أنا ألوم نفسي. ربما لو كنت في موقف آخر لما حدث هذا. لكن عليك فقط أن تظل مركزاً».
وعن تلك الليلة التي لا تُنسى، والتي أحرز فيها أربعة أهداف يقول هالر: «ما زلت غير قادر على تصديق ما حصل. إنه حلم. لم أكن لأتوقع أفضل من ذلك. أنا سعيد، وأحاول الاستمتاع بالأمسية». وأضاف: «كل ما أفعله داخل الملعب يظل عالقاً في رأسي، وخاصة الفرص التي أهدرها. ضد بشيكتاش على سبيل المثال أهدرت ثلاث فرص بالرأس. أنا أسعى دائماً لأن أكون لاعباً متكاملاً، فأنا لا أكتفي بالقول بأنني أحرزت 11 هدفاً، لكنني أريد زيادتها إلى 13 أو 14 أو 15». وربما تكون هذه الرغبة في الوصول إلى الكمال هي التي تمنعه من الابتسام حتى بعد تسجيل الأهداف. يقول النجم الإيفواري عن ذلك: «اسأل أي شخص عني، وسوف يقول لك إنني أحب الضحك خارج الملعب، لكنني أعتقد أنه قد يشتت انتباهي داخل الملعب. يتعين علي أن أحافظ على تركيزي خلال المباريات».

سيباستيان هالر في مواجهة ايندهوفن عندما كان يلعب في أوتريخت (غيتي)

وكان تييري هنري أيضاً لا يبتسم إطلاقاً خلال المباريات، لكن هالر يقول إنه لا يقلد النجم الفرنسي في هذا الأمر، رغم أن مهاجم آرسنال السابق كان أحد اللاعبين الذين يعشقهم ويسعى للسير على خطاهم، إلى جانب ديدييه دروغبا. في الحقيقة، لم يتمكن هالر من اللعب بطريقة هذين النجمين، والأهم من ذلك أن كلاً منهما كانا أسرع بكثير من هالر. يقول المهاجم الإيفواري ضاحكاً: «تلك هي المشكلة. لقد طلبت من أمي أن تمنحني السرعة، لكنها لم تستطع ذلك! أنا لستُ لاعباً يركض لمسافات طويلة ويراوغ المنافسين، لأنني لست جيداً في ذلك! إنه لأمر مؤسف، لكنه نعمة في الوقت ذاته. يجب أن أفكر دائماً مرتين بشأن القرار الذي أتخذه، ويجب أن أفسح المجال لنفسي بطريقة مختلفة، وأن أحدد وقت الجري جيداً، لأنه من الصعب بالنسبة لي تجاوز المدافع. كان هناك 10000 فتى يتمتعون بموهبة أكبر مني في الشوارع التي أتيت منها، لكن الخيارات التي تتخذها هي التي تصنع الفارق دائماً».
يقول هالر، الذي وُلِد في فرنسا، لكنه يلعب مع ساحل العاج، إنه كان محظوظاً بوجود عدد من الأشخاص الجيدين من حوله، الذين ساعدوه «على أن يكون أكثر إيجابية ولا يشتكي أبداً». نشأ هالر في ضاحية ريس أورانغيس في العاصمة الفرنسية باريس. ويعد بول بوغبا، وكيليان مبابي، ورياض محرز، وأنتوني مارسيال، وتيري هنري، من بين اللاعبين الذين تعلموا مهارات كرة القدم على الملاعب الرملية والحجرية في العاصمة الفرنسية.
في الحقيقة، هناك كثير من الضغط على الأطفال لتحقيق ذلك، وهو ما وجده هالر «مخيفاً بعض الشيء»، لكن والده كان مختلفاً. يقول هالر مبتسماً: «إنه لم يدفعني للقيام بأي شيء أبداً. من المؤكد أنه لا يحب سماع ذلك، لكنه لا يعرف أي شيء عن كرة القدم. ربما كنت محظوظاً بذلك، لكنه كان دائماً ما يصطحبني إلى التدريبات والمباريات. كان يستيقظ مبكراً جداً، لأننا في البداية كنا نوصل لاعبين آخرين لم يكن لديهم من يأخذهم للتدريبات. أنا فخور جداً بوالدي لقيامه بذلك».
تأخر اسم هالر ليبرز على الساحة الكروية، أكان على صعيد الأندية أو على الصعيد الدولي. وُلد في فرنسا من أب فرنسي وأم إيفوارية في عام 1994. ومثّل الفئات العمرية للمنتخب الفرنسي منذ عام 2010 (ما دون 16، 17، 18، 19، و20 عاماً). لكن مسيرة هالر لم تكن مفروشة بالورود، بل كانت مليئة بالتقلبات. كان هالر طويل القامة بالنسبة لسنه، ولفت أنظار الطاقم الفني لمنتخب فرنسا للشباب. تم اكتشافه من قبل ديدييه مارتل، لاعب أوكسير السابق الذي يعمل الآن كشافاً للاعبي لدى نادي أوتريخت الهولندي. انتقل هالر إلى هولندا وهو في العشرين من عمره، على سبيل الإعارة أولاً، ثم بشكل دائم. وبعد ذلك انتقل إلى أينتراخت فرانكفورت، وبعد موسمين ناجحين في ألمانيا، دفع وستهام 45 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدماته.

سيباستيان  وحجازي مدافع مصر في «أمم أفريقيا» الأخيرة (غيتي)

والآن، يتساءل مشجعو وستهام كيف يمكن لهذا اللاعب الذي عانى كثيراً في إنجلترا أن يكون هدافاً لدوري أبطال أوروبا، لكن هالر يشير إلى أن هناك كثيراً من الأسباب التي جعلته يفشل في تقديم الأداء الذي يريده مع وستهام.
ويقول: «كان المدير الفني مانويل بيليغريني هو الذي تعاقد معي، لكن بعد ذلك جاء ديفيد مويز، ووصلت الأمور لنقطة تشعر عندها، وكأننا كنا محاصرين معاً. كنت ألعب وفق طريقة لعب لم أكن أستمتع بها حقاً. كان مويز يفضل شخصاً مثل ميخائيل أنطونيو في المقدمة، وأنا سعيد جداً لأن أنطونيو يؤدي بشكل جيد، فأنا أحب كل اللاعبين الموجودين في وستهام. لقد قضيت وقتاً ممتعاً معهم، لكنني كنت غاضباً جداً من هذا الوضع، ومن الطريقة التي كنا نلعب بها، والطريقة التي كنت ألعب بها أنا، والطريقة التي كنت أشعر بها بالمرارة».
لم يكن هالر في أفضل فترات حياته؛ فقد وصل إلى إنجلترا مع زوجته التي كانت حاملاً في شهرها السابع في طفلهما الثاني. يقول هالر: «كان يتعين علينا البقاء في فندق لمدة شهر، ثم اضطررنا للانتقال إلى شقة، وكان يتعين عليها أن ترتب كل شيء. ثم جاء الطفل الصغير، وكان يعاني من بعض المشاكل ويعاني من ارتجاع في المريء بشكل سيئ. لم يكن ينام أثناء الليل، وكان يبكي طوال الوقت ويشعر بألم دائم». ويضيف: «أنا لستُ من نوعية الأشخاص الذين يغلقون الأبواب وينامون وكأن شيئاً لا يحدث. يتعين عليك أن تساعد في تربية أطفالك؛ فالأمر لا يقتصر على الأم وحدها. كنت قلقاً على طفلي وعلى زوجتي، التي لم تكن تنام بشكل جيد، وكانت تشعر وكأنها «زومبي». ثم كان يتعين عليَّ أن أتكيف أيضاً مع البيئة الجديدة، والبطولة الجديدة، وبعد ذلك جاء وباء (كورونا). ربما كان من الصعب التعامل مع كل هذه الأشياء».
يقول هالر إنه لم يشتكِ، لكنه كان يحاول فقط أن يجعل الأمور تسير على ما يرام. ويضيف: «لا أريد أن ألوم ديفيد مويز، ففي بعض الأحيان قد لا يناسب أسلوب اللعب لاعباً معيناً، ولم أكن المهاجم الذي يحتاج إليه. كما لم يكن هو المدير الفني الذي تعاقد معي. عندما يتعاقد المدير الفني مع لاعب ويكلف النادي أموالاً، فإنه يكون بحاجة إلى إثبات أنه لم يخطئ عندما تعاقد مع هذا اللاعب».

سيباستيان هالر: لا ألوم مويز، فلم أكن المهاجم الذي يحتاجه  (غيتي)

وكان الانتقال إلى أياكس للعب تحت قيادة إريك تين هاغ مرة أخرى منطقياً. لقد كان تين هاغ هو مَن ساهم في تعزيز مسيرة هالر الكروية في أوتريخت، وأدى العمل الرائع الذي يقوم به مع أياكس إلى ترشيحه لتولي القيادة الفنية لمانشستر يونايتد أو توتنهام. يقول هالر: «لا يوجد أدنى شك في أنه يمكنه الانتقال للعمل في مسابقة كبرى. لم أرَ قط مديراً فنياً مهووساً بكل التفاصيل بهذا الشكل، رغم أنني تدربتُ تحت قيادة كثير من المدربين الجيدين حقاً. أنا أحب المدير الفني الذي تكون لديه أفكار ويلتزم بها حتى النهاية لكي تنجح».
ومع ذلك، لا يزال هناك أشخاص لم يفهموا السبب الذي جعل هالر يرحل عن الدوري الإنجليزي الممتاز وينتقل إلى الدوري الهولندي. يقول النجم الإيفواري عن ذلك: «كان عليَّ أن أفكر لفترة طويلة فيما إذا كان هذا هو القرار الصحيح أم لا. في النهاية، كنت أريد الاستمتاع بكرة القدم. وقلت لنفسي: لماذا أفكر فيما سيقوله الناس. إنهم يريدون التعليق على كل ما يرونه، حتى لو كانوا لا يعرفون شيئاً عن الحقيقة. هذه ليست حياتهم، بل حياتي. وما معنى أن يقول اللاعب إنه يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكنه يجلس دائماً على مقاعد البدلاء؟».
ويضيف: «لكن مع أياكس يمكنني تسجيل الأهداف، واللعب من أجل البطولات والألقاب، والمشاركة في دوري أبطال أوروبا، والاستمتاع بكرة القدم. لقد كان قراراً سهلاً في النهاية ولا يحتاج إلى كثير من التفكير. لذلك ذهبت إلى ديفيد مويز، وطلبت منه أن يسمح لي بالرحيل، ولا يضع عقبات أمام انتقالي لنادٍ آخر، وأخبرته بأنني أريد أن أستعيد الثقة في نفسي. ولحسن الحظ أنه وافق على ذلك هو والنادي».
وعلاوة على ذلك، فإن الحياة في هولندا جيدة. لقد أصبح لديه هو وزوجته الآن ثلاثة أطفال، ولا يتابع ما يُكتب عنه في إنجلترا أو فرنسا أو هولندا. ويستمتع هالر باللعب مع منتخب ساحل العاج منذ نوفمبر 2020 بعد عدم اختياره في تشكيلة المنتخب الفرنسي. ويقول عن ذلك: «إذا كان الناس يقولون إن المدير الفني لمنتخب فرنسا ديدييه ديشامب قد ارتكب خطأ بعدم ضمي، فأنا أقول إنه لم يكن هناك أي خطأ. أنا فخور وسعيد حقاً بالخيارات التي أتخذها. وأمي فخورة بتمثيلي لمنتخب ساحل العاج، وعائلتها في ساحل العاج فخورة أيضاً بذلك».
أما بالنسبة لأياكس، فينافس النادي على ثلاث بطولات مختلفة، ويقول هالر عن ذلك: «لا حدود لطموحاتنا. وكل شيء يمكن أن يحدث، حتى في دوري أبطال أوروبا». لقد مر النادي ببعض الأوقات العصيبة في الآونة الأخيرة، مع رحيل مدير كرة القدم، مارك أوفرمارس، بعد إرسال رسائل غير لائقة لزميلاته. يقول هالر إن تداعيات ذلك لم تؤثر على اللاعبين، مضيفاً: «في غرفة خلع الملابس، يركز الجميع على الفريق الذي سنواجهه في المباراة التالية. صحيح أن كثيراً من اللاعبين جاءوا إلى أياكس بفضل مارك أوفرمارس، لكن الحياة في كرة القدم لا تتوقف أبداً. ولا يمكنك أبداً النظر إلى الوراء فيما حدث».
ويختتم هالر حديثه قائلاً: «إنه بالطبع عالم أناني للغاية. كرة القدم عبارة عن معركة كبيرة للوصول إلى مستوى أعلى كل يوم. لكن إذا بقينا متواضعين، وإذا واصلنا العمل بنفس القوة التي نعمل بها دائماً، فسيمكننا حينئذ الاستمرار بالشكل الذي نحن عليه الآن. الخسارة هي أسهل شيء يمكن أن تفعله، والاستمرار في تحقيق الفوز هو أصعب شيء، لكنني أعشق هذا التحدي».


مقالات ذات صلة

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

رياضة عالمية محمد صلاح (د.ب.أ)

«نقاشات إيجابية» بين ليفربول ووكيل محمد صلاح

يتواصل نادي ليفربول الإنجليزي مع وكيل أعمال محمد صلاح مهاجم الفريق، ويتردد أن المناقشات إيجابية بين الطرفين بشأن تجديد التعاقد.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ب)

«التدوير السريع» سلاح أموريم ليستوعب لاعبو يونايتد أفكاره

يشعر روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، بأن عملية التدوير خلال الشهر المقبل ستساعد في تسريع استيعاب اللاعبين طريقته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».