رئيس الوزراء الكندي يؤكد استمرار دعم بلاده العسكري لإقليم كردستان

بحث مع بارزاني تطورات الحرب ضد «داعش» وتفقد جنوده والبيشمركة

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر يستعرضان حرس الشرف في مطار أربيل أمس (أ.ف.ب)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر يستعرضان حرس الشرف في مطار أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يؤكد استمرار دعم بلاده العسكري لإقليم كردستان

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر يستعرضان حرس الشرف في مطار أربيل أمس (أ.ف.ب)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر يستعرضان حرس الشرف في مطار أربيل أمس (أ.ف.ب)

وصل رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان قادما من بغداد أمس، وبحث في اجتماع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس الحكومة ومسؤولي حكومة الإقليم، الحرب ضد تنظيم داعش وآخر تطورات جبهات القتال ضد التنظيم، والعلاقات بين الإقليم وكندا، وأوضاع النازحين في كردستان العراق. ومن ثم تفقد هاربر برفقة وزير الدفاع الكندي ونائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس، وعدد من قادة البيشمركة، محور خازر (غرب أربيل) الذي يضم عددا من المستشارين العسكريين الكنديين.
وقال رئيس إقليم كردستان خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء الكندي إن «إرهابيي تنظيم داعش يمثلون تهديدا للإنسانية والحياة الحرة، وهم ضد التاريخ والحضارة وماضي الإنسان ومستقبله، لذا من واجب الجميع مواجهة هذه الظاهرة»، موضحا: «نحن نفتخر بأن قوات البيشمركة تمكنت من الدفاع عن كردستان وعن الإنسانية جمعاء، واستطاعت تدمير أسطورة (داعش)»، معربا في الوقت ذاته عن شكره لحكومة وشعب كندا على المساعدات العسكرية التي قدمتها لقوات البيشمركة في الحرب.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الكندي أن «العالم مذهول من كردستان، لأنها استطاعت أن تدافع عن نفسها بقوة وإرادة وثيقة، وتمكنت البيشمركة من حماية كل المكونات الدينية والعرقية، وفي الوقت ذاته يمثل الإرهابيون تهديدا للعالم، هذه العوامل الثلاثة دفعت كندا إلى تقديم المساعدة لإقليم كردستان وقوات البيشمركة»، مبينا في الوقت ذاته أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية للإقليم، وأنها ستوسع من تلك المساعدات.
وبالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الكندي لإقليم كردستان وتفقده قوات البيشمركة، قال أنور حاج عثمان، وكيل وزير البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «زيارة رئيس الوزراء الكندي إلى إقليم كردستان اليوم (أمس) تكونت من قسمين؛ أحدهما مدني تمثل في مباحثاته مع حكومة الإقليم، والآخر عسكري، حيث زار جبهات القتال في محور خازر وتفقد المدربين العسكريين الكنديين في ذلك المحور». وتابع: «مطالبات إقليم كردستان كانت عامة من كل دول التحالف الدولي ضد (داعش)، وتمثلت في المطالبة بتقديم مساعدات عسكرية أكبر وبشكل مباشر للبيشمركة من قبل التحالف الدولي»، مشيرا إلى أن «كندا قدمت خلال الأشهر الماضية مجموعة من الروبوتات الخاصة بكشف وتفكيك العبوات الناسفة إلى جانب تزويدها البيشمركة بالأعتدة والعجلات والأسلحة المتطورة»، مضيفا أن هاربر أكد خلال تفقده جبهات القتال دعم بلاده لقوات البيشمركة ضد «داعش».
وبدأ الدور العسكري الكندي في الحرب ضد «داعش» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتوجيه الطائرات الحربية الكندية ضربات جوية لمواقع تنظيم داعش في محافظة نينوى، فيما يواصل العشرات من المدربين الكنديين تدريب قوات البيشمركة وتقديم الاستشارة العسكرية في جبهات القتال.
وفي هذا السياق، قال المسؤول في وزارة البيشمركة، اللواء صلاح فيلي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك نحو 70 مدربا عسكريا كنديا في إقليم كردستان يدربون قوات البيشمركة على استخدام الأسلحة الحديثة، في حين يقدم قسم منهم الاستشارة العسكرية للبيشمركة في جبهات القتال في محور خازر، فالكنديون هم الذين يشرفون على هذا المحور، وكان لهم دور بارز في الحرب ضد تنظيم داعش خاصة عن طريق الروبوتات التي قدموها للبيشمركة، التي لعبت دورا مهما في كشف المتفجرات التي يزرعها تنظيم داعش خلال المعارك».
وتواصل قوات البيشمركة مواجهتها مع مسلحي تنظيم داعش على طول جبهة تبلغ أكثر من 1050 كيلومترا، واستطاعت خلال الأشهر الماضية وبإسناد من طيران التحالف الدولي أن تحرر مساحات واسعة من الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في أغسطس (آب) الماضي في غرب وشمال وشرق الموصل وجنوب كركوك وشرق محافظة ديالى، فيما يؤكد القادة الكرد وباستمرار على ضرورة تزويد قوات البيشمركة بأسلحة ثقيلة وحديثة للقضاء على تنظيم داعش في المنطقة بشكل كامل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.