النفط صوب 120 دولاراً في أعلى مستوى له منذ عقد

معطيات المشهد السياسي الدولي تشعل حركة صعود أسعار العقود

النفط صوب 120 دولاراً في أعلى مستوى له منذ عقد
TT

النفط صوب 120 دولاراً في أعلى مستوى له منذ عقد

النفط صوب 120 دولاراً في أعلى مستوى له منذ عقد

واصلت أسعار النفط صعودها واتجه خام برنت صوب تسجيل 120 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ نحو عشرة أعوام بفعل عقوبات أميركية على شركات تكرير روسية واضطراب الشحن وانخفاض مخزونات الخام الأميركية إلى أقل مستوى في أعوام.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت إلى 119.84 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) من عام 2012 وبحلول الساعة 07:25 بتوقيت غرينتش زاد سعر خام برنت 6.85 دولار تمثل صعوداً بنسبة 6.1% إلى 119.78 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 116.57 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2008 وسجل 116.41 دولار للبرميل بزيادة 5.81 دولار أو 5.3% للبرميل.
وجاءت مكاسب النفط بعد أحدث جولة من العقوبات الأميركية على قطاع التكرير في روسيا، مما أثار مخاوف من أن تكون صادرات النفط والغاز الروسية هي التالية التي تستهدفها العقوبات. وكانت «أوبك+» قد قررت مواصلة الإنتاج عند المقدار المتفق عليه في اتفاق الإنتاج والبالغ 400 ألف برميل يومياً في مارس (آذار) على الرغم من زيادة الأسعار ومطالبة المستهلكين بمزيد من الخام.
وحوّلت الأسعار مسارها عن الارتفاع في المعاملات الأميركية المبكرة بعد أن ذكر مراسل إيراني عبر «تويتر» أن انفراجة تحققت في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني مما قد يعني أن نفط إيران قد يعود للسوق.
من جهته، أكد وزير النفط الإيراني جواد أوجي، قدرة بلاده على تحقيق طاقاتها الإنتاجية القصوى خلال شهر أو شهرين في حال رفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها بنتيجة المباحثات الجارية لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي.
وقال أوجي إن «إيران قادرة على زيادة إنتاجها وصادراتها إلى مستوى ما قبل نوفمبر (تشرين الثاني) 2018»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» أمس. وأضاف في تصريحاته: «أعد ببلوغ القدرة التصديرية الأعلى للنفط من الآن وحتى شهر أو شهرين ما إن نحصل على الضوء الأخضر من فيينا». وأكد أن إيران «قادرة تقنياً وعملياً على تثبيت حصتها من الصادرات في الأسواق العالمية بعد رفع العقوبات».
ومن المقرر أن يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران يوم السبت، وهو ما يزيد احتمالات التوصل لاتفاق.
إلى ذلك، أوضح وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أن الحكومة تعمل على التحرر من الاعتماد على الغاز والفحم والنفط القادم من روسيا، موضحاً أن برلين تبحث عن مصادر جديدة للمواد الخام وتستخدم مصادر الطاقة المتجددة بشكل زائد بدلاً من مصادر الطاقة الأحفورية.
من ناحيتها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وقف حركة التصدير بشكل مؤقت من ستة موانئ بسبب سوء الأحوال الجوية، ولكن الحكومة التي مقرها طرابلس اتهمتها بالإضرار بالأمن القومي.
وقالت المؤسسة على صفحتها على «فيسبوك»، أمس (الخميس)، إن الموانئ الستة التي ستغلقها هي: البريقة والزويتينة وراس لانوف والسدرة والزاوية ومليتة.
وتوقف إنتاج ليبيا النفطي بشكل متكرر خلال فترات الأزمات السياسية على مدى السنوات العشر الماضية ويأتي إغلاق أمس وسط خلاف على السيطرة على الدولة.
ولكن وزارة النفط التابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي مقرها طرابلس أصدرت في وقت لاحق بياناً قالت فيه إن الأحوال الجوية لم تكن سيئة بما يكفي لتبرير إغلاق الموانئ. وأوضحت أن الوزارة ترى أن وقف الصادرات يضر بالأمن القومي ويعبث بمقدرات الشعب الليبي.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

الاقتصاد علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دونالد ترمب خلال تجمع في هيندرسون بنيفادا يوم 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

«ترمب» يدفع بالدولار لأكبر قفزة في يوم واحد منذ 2016

دفع التأكيد السريع على فوز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة بالدولار نحو الصعود الحاد، وضغط على اليورو؛ إذ يراهن المستثمرون على تداعيات سياسات ترمب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث على شاشة بقاعة تداول بورصة «دويتشه» في فرانكفورت بألمانيا (أ.ب)

بعد فوز ترمب... مطالب عربية بميزات تنافسية بسبب توترات المنطقة

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء خبراء اقتصاديين من عدة دول عربية حول رؤيتهم لأهم الإجراءات التي تجب مراعاتها من رئيس الولايات المتحدة للمنطقة العربية.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد رجل يمشي أمام شاشة إلكترونية تعرض سعر صرف الين الياباني الحالي مقابل الدولار والرسم البياني الذي يوضح حركته في طوكيو (رويترز)

الانتخابات الأميركية وتأثيرها الاقتصادي... بين رؤية ترمب وسياسات هاريس

تتجاوز آثار نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الحدود الأميركية، لتؤثر في الاقتصاد العالمي، وتحديداً أوروبا والصين.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المركزي التركي» يرفع توقعات التضخم ويؤكد استمرار السياسة النقدية المتشددة

الناس يتسوقون في البازار الكبير في إسطنبول (رويترز)
الناس يتسوقون في البازار الكبير في إسطنبول (رويترز)
TT

«المركزي التركي» يرفع توقعات التضخم ويؤكد استمرار السياسة النقدية المتشددة

الناس يتسوقون في البازار الكبير في إسطنبول (رويترز)
الناس يتسوقون في البازار الكبير في إسطنبول (رويترز)

رفع البنك المركزي التركي توقعاته لمعدل التضخم للعام الحالي والعام المقبل إلى 44 في المائة و21 في المائة على التوالي، وذلك في خطوة جديدة تعكس صعوبة المعركة المستمرة ضد التضخم. وفي الوقت نفسه، أكد محافظ البنك، فاتح كاراهان، عزم المركزي الاستمرار في تطبيق سياسة نقدية متشددة بهدف تسريع عملية خفض التضخم وتحقيق الأهداف.

وكان التقرير السابق للبنك المركزي، الذي صدر قبل ثلاثة أشهر، قد توقع أن يصل معدل التضخم إلى 38 في المائة بنهاية عام 2024، و14 في المائة في 2025. ويبرز التعديل الأخير التحديات الكبيرة التي يواجهها البنك في مواجهة التضخم، الذي بدأ فعلياً منذ 18 شهراً، مع تنفيذ زيادات حادة في أسعار الفائدة، وفق «رويترز».

وفي تقديمه لتحديث ربع سنوي في أنقرة، أشار كاراهان إلى تحسن في الاتجاهات الأساسية للتضخم، رغم أن أسعار الخدمات تتراجع بوتيرة أبطأ من المتوقع. وأضاف قائلاً: «سنحافظ بشكل حاسم على موقفنا الصارم في السياسة النقدية حتى يتحقق استقرار الأسعار. ومع تراجع التضخم في قطاع الخدمات، من المتوقع أن يواصل الاتجاه الأساسي للتضخم انخفاضه بشكل أكبر في عام 2025».

وظل التضخم السنوي في أكتوبر (تشرين الأول) أعلى من المتوقع، إذ وصل إلى 48.58 في المائة سنوياً على خلفية السياسة المتشددة، وما يسمى بالتأثيرات الأساسية، انخفاضاً من ذروة تجاوزت 75 في المائة في مايو (أيار).

من جهة أخرى، سجل التضخم الشهري، الذي يراقبه البنك عن كثب لتحديد التوقيت المناسب لخفض الفائدة، زيادة بنسبة 2.88 في المائة نتيجة لارتفاع أسعار الملابس والغذاء.

ومنذ يونيو (حزيران) 2023 حتى مارس (آذار) 2024، قام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة بمقدار 4150 نقطة أساس إلى 50 في المائة، في تحول مفاجئ نحو سياسة نقدية تقليدية بعد سنوات من الفائدة المنخفضة التي كانت تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي.

إردوغان يلتزم بالانضباط الاقتصادي

من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي كان يُنظر إليه في الماضي على أنه كان له تأثير مباشر على السياسة النقدية، أنه «لا يجب أن يشكك أحد في الانخفاض المستمر للتضخم»، مشيراً إلى أن الإجراءات الاقتصادية ستستمر بثبات وعزم لتخفيف ضغوط الأسعار.

كان البنك المركزي قد حذر الشهر الماضي من أن الارتفاعات الأخيرة في بعض مؤشرات التضخم قد أدت إلى زيادة حالة عدم اليقين، مما دفع المحللين إلى تأجيل توقعاتهم بشأن أول خفض لأسعار الفائدة إلى ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني) المقبلين.

وفي هذا السياق، أوضح كاراهان أن التوقعات الجديدة للتضخم تعتمد على الاستمرار في السياسة النقدية المتشددة، مضيفاً أن البنك المركزي سيقوم «بكل ما هو ضروري» للحد من التضخم، مع الإشارة إلى التراجع الكبير في المعدل السنوي للتضخم منذ مايو الماضي.