هادي يستقبل غروندبيرغ وليندركينغ ويشدد على وقف إرهاب الحوثيين

TT

هادي يستقبل غروندبيرغ وليندركينغ ويشدد على وقف إرهاب الحوثيين

في وقت واصل فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن عمليات الإسناد لقوات الجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية في أكثر من جبهة، شدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس (الثلاثاء) على وقف إرهاب الميليشيات المدعومة من إيران، مع تأكيده على التزام الشرعية في بلاده بالتوصل إلى سلام مستدام يستند إلى المرجعيات الثلاث.
تصريحات هادي جاءت خلال استقباله في الرياض المبعوثين الأممي هانس غروندبيرغ، والأميركي تيم ليندركينغ، وذلك غداة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحظر توريد الأسلحة إلى الجماعة الحوثية ويصنفها «جماعة إرهابية». وفي هذا السياق، أفاد تحالف دعم الشرعية في اليمن بأنه نفذ 25 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في محافظتي حجة ومأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 14 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
وبحسب ما أوردته المصادر الرسمية، أكد هادي للمبعوث الأممي حرص اليمن الدائم على السلام وفقا وخياراته ومرجعياته التي لا مناص منها لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام، مجددا تقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي في هذا الإطار وتسهيل مهامه للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ عاد إلى المنطقة مجددا مستهلا زيارته بالرياض، بالتزامن مع عودة المبعوث الأممي وذلك في سياق المساعي الرامية إلى إيجاد خطة أممية لإحلال السلام.
وأوضح الرئيس اليمني أن الميليشيات الحوثية تواصل حربها ضد الشعب اليمني الذي يقف مدافعا ومتصديا لتلك الأعمال العدائية التي تطال الأبرياء والنازحين في المدن والمخيمات فضلا عن اعتداءاتها على الأعيان المدنية في اليمن ودول الجوار.
وأوردت وكالة «سبأ» أن هادي وضع «المبعوث الأممي وفريق عمله في صورة التطورات في اليمن»، مستعرضًا الجذور السياسية للأزمة التي تسببت بها ميليشيا الحوثي، وأسباب عرقلة الميليشيا للعملية السياسية. وأنه «ناقش آفاق الحل السلمي وصولا إلى سلام دائم وعادل في اليمن، وفقا للمرجعيات الثلاث التي تعد أساسا لتحقيق سلام عادل وشامل تفضي إلى تحقيق المساواة بين جميع اليمنيين ونبذ العنف والاحتكام لخيارات الشعب اليمني التي عبر عنها في مؤتمر الحوار الوطني الذي استوعب مختلف قضايا الوطن وضم مكوناته بمن فيهم الانقلابيون الحوثيون».
وتطرق الرئيس اليمني إلى «الدور الإيراني التخريبي» في بلاده وارتباط ميليشيا الحوثي بأجندة طهران الهادفة لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، مشددا على «أهمية وضع حد للتهديدات التي تشكلها ميليشيا الحوثي لأمن البحر الأحمر والملاحة الدولية».
ونقلت المصادر الرسمية عن هادي قوله «السلام هو خيارنا وسنظل كذلك على الدوام دعاة سلام ووئام باعتباره خيار حياة لشعبنا وللإنسانية جمعاء وفي سبيل ذلك قدمنا العديد من التنازلات حقنا لدماء اليمنيين».
في السياق نفسه، نسبت المصادر الرسمية اليمنية إلى المبعوث الأممي أنه لفت إلى جولاته وجهوده خلال الفترة المنصرمة مع مختلف الأطراف اليمنية وغيرها والمبنية على إيجاد أرضية مشتركة واستراتيجية مستدامة في البحث في مختلف القضايا والتطورات المتسارعة لبلورة أفكار ومسار يمكنّ الأطراف اليمنية من خلاله التحاور وإيجاد الحلول التي تنبثق من اليمنيين أنفسهم وتستند في ذلك إلى المشاورات السابقة والمرجعيات والقرارات الأممية ذات الصلة.
وطبقا لما نقلته وكالة «سبأ» قال غروندبيرغ «سنعمل لإيجاد أفضل السبل للمضي قدمًا، في تحقيق السلام وتقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح والاستماع إلى الجميع لتحقيق تطلعات الشعب اليمني التواق إلى الأمن والسلام والاستقرار».
وفي لقاء هادي مع المبعوث الأميركي ليندركينغ أفادت المصادر الرسمية بأنه أشاد بجهود الأخير «الرامية لتحقيق السلام الذي ينشده اليمنيون (...) وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يحافظ على ثوابت اليمن الوطنية ووحدته وأمنه واستقراره والذي أكدت عليه مرجعيات السلام والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 2216».
وتطرق هادي إلى «الوضع الإنساني والمأساوي» الذي تشهده بلاده كنتيجة للحرب وتداعياتها وآثارها. وإلى «عدم اكتراث الميليشيات بالسلام أو بمعاناة اليمنيين عبر تدميرها الممنهج للبلد وقصف الأعيان المدنية والنازحين الأبرياء».
وفي حين دعا هادي إلى مزيد من الجهود خلال مؤتمر المانحين الخاص باليمن المزمع عقده قريبا، أكد على عمق العلاقات بين بلاده وواشنطن «في ملفات وجوانب شتى، منها مكافحة الإرهاب والتهريب وأمن واستقرار ووحدة اليمن وحماية الممرات المائية والملاحة الدولية ومواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.