القاهرة تحبط تهريب عملات معدنية نادرة

بعض العملات المعدنية المضبوطة (الشرق الأوسط)
بعض العملات المعدنية المضبوطة (الشرق الأوسط)
TT

القاهرة تحبط تهريب عملات معدنية نادرة

بعض العملات المعدنية المضبوطة (الشرق الأوسط)
بعض العملات المعدنية المضبوطة (الشرق الأوسط)

تمكنت السلطات المصرية من إحباط تهريب 10 عملات معدنية أثرية قبل تهريبها إلى الخارج من مطار القاهرة الدولي، تعود للعصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، وصليب قبطي مصنوع من المعدن، كانت بحوزة أحد المسافرين.
وقال حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية، في بيان صحافي اليوم، إنه «فور تلقي الوحدة الأثرية بالمطار، بلاغاً من شرطة المطار بالاشتباه في أثرية بعض المقتنيات التي كانت بحوزة أحد الركاب، تم تشكيل لجنة أثرية برئاسة الدكتور مؤمن سعد، مدير عام الوحدة الأثرية بمطار القاهرة، للفحص والمعاينة، وأكدت اللجنة أثرية المضبوطات، وعلية تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة نحو مصادرة المضبوطات لصالح وزارة السياحة والآثار، وفقاً لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته.
ويعود الصليب القبطي للفترة الواقعة ما بين القرنين الرابع والثامن الميلادي، وهو مصنوع من المعدن المزين بزخارف دائرية، وبه فتحة للتعليق، هذا بالإضافة إلى تسع عملات من المعدن مختلفة الأشكال والأحجام، مرسوم عليها بعض الأباطرة وبعض الكتابات اليونانية، وعملة واحدة معدنية دائرية الشكل، ترجع للعصر البيزنطي، حسب مؤمن سعد، مدير عام الوحدة الأثرية بمطار القاهرة الدولي.
ويبلغ عدد الوحدات الأثرية بالمنافذ الحدودية نحو 44 وحدة، ويضم مركز الوحدات الأثرية بمطار القاهرة الدولي 6 وحدات أثرية، منها 3 تعمل على مدار 24 ساعة، طوال أيام الأسبوع.
ونجحت مصر خلال السنوات الأخيرة، في استرداد عدد كبير من القطع المهرَّبة بموجب الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تمنع عمليات تدول وبيع الآثار.
ويعد تهريب العملات الأثرية المصرية من أكثر عمليات التهريب تكراراً بالمطارات المصرية، نظراً لسهولة إخفائها بالحقائب، وصغر حجمها وفقاً لآثاريين مصريين، ففي بداية العام الجاري، تمكنت الوحدة الأثرية بمطار القاهرة الدولي من إحباط تهريب 9 عملات معدنية تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، وشمعدان من النحاس الأصفر من عصر الخديو إسماعيل، وذلك قبل تهريبها خارج البلاد، وتم ضبط العملات ضمن أمتعة راكبين مسافرين إلى الخارج، وتم تحرير محضر، وإحالة القضية إلى النيابة العامة.
وضمت العملات المضبوطة، 3 عملات ذهبية من العصر البيزنطي، و6 عملات معدنية ترجع للعصر البطلمي.
وفي أغسطس (آب) من العام الماضي نجحت سلطات جمارك مطار القاهرة الدولي في إحباط محاولة راكب مصري ومعه جنسية دولة أجنبية، تهريب 15 عملة معدنية ترجع للعصر العثماني، و9 عملات معدنية ترجع لعصر السلطان حسين، و8 عملات معدنية ترجع لعصر الملك فؤاد الأول، وعملة واحدة ترجع للعصر العباسي، وأخرى تعود لعصر الملك فاروق الأول.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، تمكنت سلطات جمارك مطار القاهرة الدولي، من ضبط راكب عربي بحوزته كمية كبيرة من العملات، منها 7 عملات أثرية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله وتحرير محضر بالواقعة.
ولمواجهة تهريب القطع الأثرية، طوّرت السلطات المصرية نظام العمل في جميع الوحدات الأثرية بمنافذ جمهورية مصر العربية الجوية والبحرية والبرية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما أسفر عن ضبط كميات كبيرة من القطع الأثرية قبل تهريبها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.