خطة الكهرباء في مرمى «الاشتراكي» و«أمل»

أقرها مجلس الوزراء وسماها «الوطنية للنهوض المستدام» بالقطاع

TT

خطة الكهرباء في مرمى «الاشتراكي» و«أمل»

تجددت الدعوات في لبنان لتنفيذ الإصلاحات في خطة الكهرباء، بعدما خرج مجلس الوزراء بقرار وصف بأنه «غامض وملتبس» حول إقرار مبدئي لخطة الكهرباء التي سماها «الخطة الوطنية للنهوض المستدام بقطاع الكهرباء في لبنان».
وأكد المكتب السياسي في «حركة أمل»، برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أن «إقرار خطة الكهرباء المبدئية لا تستقيم من دون التنفيذ الجدي والالتزام بمندرجات قرار مجلس الوزراء وفي الإسراع في تعيين الهيئة الناظمة للقطاع، وتطبيق القانون 462 كأساس لمعالجة وضع الكهرباء بكل عناوينها».
وحذر «الحزب التقدمي الاشتراكي»، بزعامة وليد جنبلاط، من مغبة «الاستمرار في العبث المزمن الذي أودى بالقطاع إلى هاوية دهاليز المحاصصة والمصالح الضيقة التي أدت إلى إذلال اللبنانيين ومفاقمة أزماتهم المعيشية»، مجدداً التأكيد أن «المدخل الأساسي للإصلاح الجذري لقطاع الكهرباء يبدأ من الالتزام الجدي لوزارة الطاقة بتطبيق القانون 462 النافذ والراعي لتنظيم هذا القطاع وبترسيخ استقلالية مؤسسة كهرباء لبنان كمؤسسة عامة، وإخراج القطاع من دوامة المراوحة القاتلة التي أسهمت بشكل أساسي في استنزاف المالية العامة، مع التشدد في وجوب تطبيق القانون 462 بشكل فوري، لا سيما في شقه المتعلق بتشكيل الهيئة الناظمة».
وشدد «الاشتراكي» على «ضرورة تخفيض الهدر الفني وغير الفني إلى أدنى مستوياته كخطوة إلزامية يجب أن تسبق أي بحث في مسألة رفع التعرفة، وذلك حسب التوصيات الصادرة عن البنك الدولي»، منبهاً من «خطورة الإيحاء بإعادة إحياء معمل سلعاتا الذي سقط بسبب كلفته الباهظة المتضمنة لاستملاكات لا مبرر لها ولأسباب فنية وتقنية غير مجدية سوى استمرار للنهج المحاصصاتي التخريبي».
وقال الاشتراكي في بيان: «من هنا، وإزاء ما صدر مؤخراً عن بعض الطاقويين الجدد والسابقين، يعود الحزب ليؤكد على ضرورة التزام خطة علمية إنقاذية بعيدة عن المصالح الضيقة والمتاجرات الشعبوية الانتخابية، والعمل على تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم للبنانيين بدل المواظبة على الضرب في جسد ما تبقى من هيكل قطاع الكهرباء».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».