مراكب روبوتية تنظّف المحيطات من البلاستيك

تعمل بالوقود التقليدي والطاقة الشمسية

الروبوت «فريد»
الروبوت «فريد»
TT

مراكب روبوتية تنظّف المحيطات من البلاستيك

الروبوت «فريد»
الروبوت «فريد»

إليكم خمسة من أفضل الحلول المطعمة بالتقنية للتخلص من النفايات التي شهدها العالم حديثاً.

روبوتات النفايات

> مركبان لصيد البلاستيك. لكل محيط من المحيطات مكب النفايات الخاص به المكون من مجموعات النفايات العائمة المتراكمة بفعل التيارات التي تجمع كل أشكال المخلفات وتحولها إلى دوامات صغيرة تدور على السطح. أما في حالة «بقعة النفايات الكبيرة في المحيط الهادئ»، فالأمر ليس سهلاً أبداً لأنها في الواقع تتألف من بقعتين – واحدة في كل جهة من المحيط– توازي مساحتهما مجتمعة مساحة ولاية تكساس (ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا). هنا يأتي دور «جيني Jenny»، نظام جمع النفايات البحرية الذي قشد نحو 20 ألف رطل من البلاستيك الطافي في المحيط الهادئ خلال 2021، يعمل «جيني» باستخدام مركبين لسحب الشبكة التي تتوسطهما، كما يفعل صيادو السمك، ولكن لرفع النفايات. يعاني هذان المركبان من جانب سلبي وحيد هو إنتاجهما للانبعاثات الكربونية، كما نقل موقع «فاست كومباني» عن سارة غوف - دوبون من شركة «أتلاسيان» الأميركية.
> روبوت شمسي بحري. في المقابل، برزت هذا العام بعض السفن التي طُورت على مبدأ جر الشباك والالتقاط، ولكن دون حرق الوقود... هنا، يجب أن تتعرفوا على «فريد» FRED (اختصار «الروبوت العائم للتخلص من المخلفات» Floating Robot for Eliminating Debris) المدعوم بالطاقة الشمسية لالتقاط جميع القطع البلاستيكية وحتى أصغرها (5 سم أو 0.2 بوصة). حصل هذا النوع من السفن على دعم المشاهير، إذ رعت الفرقة الموسيقية الشهيرة «كولدبلاي» سفينة آلية شبيهة لجمع النفايات تعمل في ماليزيا وتجمع ما يقارب 110 أطنان من النفايات يومياً.
> تصميم مستقبلي. ولكن الأفضل في هذا المجال هو «مانتا» Manta، سفينة الإبحار الخالية من التلوث بطول 56.3 متر (185 قدماً) التي تتناول النفايات مندفعة بطاقة أوتوماتيكية تتيح لها جمع ثلاثة أطنان من النفايات في الساعة. من المتوقع أن تبدأ اختبارات هذه السفينة في عام 2024، ومن ثم سيُصار إلى توظيفها في بعضٍ من أكبر الأنهار والمناطق الساحلية في العالم لجمع النفايات الطافية قبل أن تجد طريقها إلى المحيط.

خطوات بيئية

> طوب من البلاستيك. ولكن ماذا بعد جمع السفن الروبوتية لهذه الكميات الهائلة من البلاستيك؟ هنا، نأمل أن تتعرف المنظمات المعنية بتنظيف المحيطات على نزامبي ماتي، رائدة الأعمال الكينية التي تعيد تدوير البلاستيك وتحوله إلى طوب أقوى من الخرسانة في مصنعها الواقع في نيروبي.
> إعادة الاستعمال. وإذا كنتم من الأشخاص الذين يؤمنون بأن دينار وقاية خيرٌ من قنطار علاج، يمكنكم التخلي عن القشات والأكياس التي تستخدم مرة واحدة، خصوصاً أن الطلب عليها يشهد تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة بالتزامن مع نمو في الطلب على القشات القابلة لإعادة الاستعمال، الذي ارتفع بنسبة 12 في المائة في السنوات الأخيرة. بدورها، بدأت الصين في 2021 تطبيق حظر على استخدام القشات البلاستيكية ومعظم أنواع الأكياس التي تستخدم مرة واحدة، وكذلك فعلت تايلاند.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً