قال مايكل أوليس في أول مقابلة صحافية له بصفته لاعباً بصفوف كريستال بالاس: «الدوري الإنجليزي الممتاز معروف بأنه الدوري الأقوى في العالم، لذا ستكون المهمة أكثر صعوبة بكل تأكيد، لكنني مستعد لكل شيء». وبعد سبعة أشهر، أظهر المهاجم الذي يمتلك كثيراً من المواهب التي أهلته للعب لفترات وجيزة في أكاديميات الناشئين بكل من آرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي، أنه عاد إلى حيث ينتمي. لقد أحرز أوليس هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى خلال 314 دقيقة لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز مع كريستال بالاس منذ بداية يناير (كانون الثاني)، وهو ما يعني أنه أسهم في إحراز هدف كل 63 دقيقة. وبذلك، يصبح اللاعب البالغ من العمر 20 عاماً هو اللاعب الأكثر إنتاجية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يكن التألق الفوري لأوليس في ملعب بالاس «سيلهرست بارك» مفاجئاً بالنسبة لشون كونلون، الذي قابله لأول مرة عندما كان أوليس يلعب لفريقه المحلي «هايز» في غرب العاصمة البريطانية لندن، وهو في السابعة من عمره. يقول كونلون: «لقد كان دائماً ما يسجل الأهداف لأنه كان يجيد الاستحواذ على الكرة، ويفكر في خطوات كثيرة قبل أي شخص آخر. وعلاوة على ذلك، يمتاز مايكل بأنه يمتلك كثيراً من المهارات المتنوعة التي تسمح له برؤية الملعب بالكامل وتمكنه من اتخاذ أفضل القرارات فيما يتعلق بإنهاء الهجمات أمام المرمى».
كان كونلون قد ترك تشيلسي للتو مدرباً، وكان يعمل كشافاً للاعبين في كوينز بارك رينجرز، لكنه أعجب بشدة بقدرات أوليس للدرجة التي جعلته يوصي مسؤولي تشيلسي بالتعاقد معه. يقول كونلون: «كان مايكل يتدرب أيضاً مع آرسنال في ذلك الوقت، لأنه قبل انضمام أي لاعب لفريق الشباب تحت تسع سنوات فإنه يُسمح له بالتدريب مع فرق متعددة. لكن نظراً لأنه كان يعيش بالقرب من تشيلسي الذي يمتلك أكاديمية رائعة للناشئين، فقد انتهى به الأمر بالانتقال إلى البلوز».
وأثناء وجوده في تشيلسي، تلقى أوليس أيضاً تدريباً فردياً من شركة «وي ميك فوتبولرز» (نحن نصنع لاعبي كرة القدم)، التابعة لكونلون، وهي شركة متخصصة في تطوير اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و12 عاماً. يقول كونلون: «إنني أقول دائماً إن مايكل منذ أن كان في سن التاسعة وهو أفضل لاعب في مرحلته العمرية بالبلاد. لقد كان دائماً رشيقاً وأنيقاً للغاية في الطريقة التي يتحرك بها داخل المستطيل الأخضر. لكن عندما التحق بأكاديمية الناشئين في تشيلسي، بدأت قدراته تظهر بشكل أكبر. وبعد ذلك ومع تقدمه في السن، تطور معدل ذكائه في كرة القدم، لذلك كان ينجح في كل الاختبارات التي يوضع فيها».
وعلى الرغم من أن أوليس كان يبدو دائماً مصمماً على تحقيق النجاح، فإن رحيله عن تشيلسي في الرابعة عشرة من عمره - وهو الأمر الذي وصفه كونلون بأنه «قرار متبادل»، كان بمثابة تذكير بأنه لا توجد ضمانات في عالم كرة القدم. وبعد أن أمضى بضعة أسابيع في السفر إلى مانشستر للتدريب مع نادي مانشستر سيتي، قضى ستة أشهر من دون نادٍ. يقول كونلون: «في بعض الأحيان لا يعتقد الناس أن الأمور قد تكون صعبة على اللاعبين الموهوبين للغاية، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فاللاعبون الموهوبون أيضاً يواجهون صعوبات من نوعية خاصة. لم تكن الطريق مفروشة بالورود أمام مايكل، لكنني أعتقد أن ذلك الأمر قد أفاده. الرحيل عن تشيلسي في ذلك العمر منحه تلك المرونة والرغبة في تحقيق النجاح».
وقبل انضمامه إلى ريدينغ، الذي لعب معه ما يقرب من 70 مباراة في دوري الدرجة الأولى وتوج معه بجائزة أفضل لاعب شاب في المسابقة في العام الماضي، لعب أوليس كثيراً من المباريات الاستعراضية التي رتبها كونلون، الذي يقول عن ذلك: «كان لدينا كشافة من كل أندية لندن يشاهدون تلك المباريات، وكانوا جميعاً لا يصدقون ما يقوم به مايكل. لقد صورت تلك المباريات بالفيديو، وأخذت أحد مقاطع الفيديو هذه إلى المتجر وكنت أقول لنفسي وأنا أشاهده: يا إلهي، هناك موهبة ذهبية في هذا الفيديو!».
ودفع باتريك فييرا بأوليس في صفوف الفريق الأول لكريستال بالاس بعناية، بعد أن تفوق على مانشستر سيتي وأندية أخرى كانت ترغب في التعاقد مع اللاعب، وتعاقد معه مقابل ثمانية ملايين جنيه إسترليني في الصيف بعد تفعيل الشرط الجزائي في عقده. وقال فييرا الأسبوع الماضي: «إنه يحرز تقدماً هائلاً منذ وصوله قبل ستة أشهر - أعتقد أنه لاعب مختلف». شارك أوليس في التشكيلة الأساسية لكريستال بالاس في ست مباريات فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه عزز مكانته كمعشوق للجماهير بعدما أحرز هدفاً وصنع هدفاً آخر في مرمى الغريم التقليدي ميلوول في مباراة قوية بالدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي، وهي المباراة التي ألقت فيها جماهير ميلوول زجاجة عليه بينما كان يستعد لتنفيذ ركلة ركنية.
يقول كونلون: «أتذكر عندما جاء مايكل للعب مع فريقي المكون من سبعة لاعبين في ألبرتون. شارك في تلك المباراة عدد من اللاعبين شبه المحترفين الذين كانوا يلعبون بقوة وشراسة، لكن مايكل كان أفضل لاعب في تلك المباراة رغم أنه كان في الرابعة عشرة من عمره فقط. وبسبب شخصيته، كان الجميع يحبونه ويحترمونه. قد يكون هادئاً بعض الشيء، لكنه متواضع ومهذب للغاية. لقد سمعت أن بعض زملائه في الفريق يقولون إنه يشبه نجوم موسيقى الروك. إنه يمتلك شخصية فريدة للغاية».
وسجل أوليس أيضاً هدفاً رائعاً في مرمى هارتلبول في الجولة الرابعة لكأس الاتحاد الإنجليزي، وهو الأمر الذي زاد من شعبيته بين الجماهير بجنوب لندن. وكان كونلون قد درب أيضاً لاعب ليفربول الشاب هارفي إليوت، وشقيق أوليس الأصغر ريتشارد - الظهير الأيمن الواعد الذي يلعب بشكل منتظم في صفوف فريق تشيلسي تحت 18 عاماً هذا الموسم - وقدم مؤخراً منحة سميت على اسم الأخوين أوليس، التي تقدم لاثنين من اللاعبين الشباب في هايز فرصة المشاركة في حصص تدريبية مجانية. يقول كونلون: «عندما انتقل أوليس إلى كريستال بالاس، تحدثت إلى والديه وكانوا ممتنين للغاية».
يذكر أن والد أوليس من نيجيريا، كما أن أصول والدته تعني أنه مؤهل للعب بصفوف منتخبات فرنسا والجزائر وكذلك إنجلترا. وكان ظهوره الدولي الوحيد مع منتخب فرنسا في بطولة تولون للشباب لعام 2019، لكن كونلون لديه فضول كبير لرؤية المنتخب الذي سيمثله أوليس في نهاية المطاف. يقول كونلون: «أتخيل أنه قد يكون هناك عدد غير قليل من الخيارات المتاحة أمامه في النهاية. يتعامل مايكل مع كرة القدم على محمل الجد، ويعرف إلى أين يريد الوصول».
مايكل أوليس... رحل عن تشيلسي ليقدم مستويات مذهلة مع كريستال بالاس
المهاجم الشاب مؤهل للعب في صفوف منتخبات فرنسا والجزائر وإنجلترا
مايكل أوليس... رحل عن تشيلسي ليقدم مستويات مذهلة مع كريستال بالاس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة