قالت الفنانة السورية كندة علوش، إن مشاركتها في 3 أفلام عربية وعالمية أخيراً، أكسبتها خبرات مهمة، لا سيما بعد غيابها عن التمثيل لمدة 3 سنوات، عقب إنجابها طفلتها «حياة» والتفرغ لرعايتها. واعتبرت علوش، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط» أن هذه المشاركات «نقلة نوعية في مشوارها الفني».
ويعد فيلم (The Swimmers) أول تلك الأفلام، وهو من إنتاج منصة «نتفليكس»، ويتناول قصة سباحتين سوريتين شابتين، وتقول كندة: «رغم أن دوري بهذا الفيلم، الذي تخرجه المخرجة المصرية البريطانية سالي الحسيني، لم يكن أساسياً، لكن المشاركة في مثل هذا العمل كانت مهمة جداً بالنسبة لي».
كما انتهت علوش كذلك من تصوير فيلم «نزوح» للمخرجة السورية سؤود كعدان وتوضح قائلة: «ينتمي الفيلم إلى نوعية الكوميديا السوداء، وهو عن عائلة سورية تعرضت لضغوطات في الحرب، ويقدم العمل ابتسامة رغم الوجع، وتم تصويره أيضاً خارج مصر».
وفي تجربتها الثالثة، تشارك علوش بالفيلم العالمي (The Yellow Bus) «الأتوبيس الأصفر» للمخرجة الأميركية ويندي بيدنارز، وبمشاركة النجمين الهنديين تانيتشا تشاتيرجي، وإميت سيال، بطل مسلسل (InsideEdge) الشهير، بالإضافة إلى ممثلين عرب وأوروبيين، والفيلم من إنتاج «أو إس إن» وشركاء آخرين، وتدور أحداثه في بلد خليجي.
وتعلق الفنانة السورية على الفيلم قائلة: «تتركز قصة الفيلم على عائلة هندية تفقد طفلتها في حادث سيارة مدرسية، ويخلق ذلك صراعاً بيني كصاحبة مدرسة، وبين والدة الطفلة، حيث أدافع عن مصالحي وسمعة مدرستي، لكنني أيضاً تأثرت كأم بما حدث للطفلة، وهو عمل مؤثر جداً، وله صبغة إنسانية مميزة».
القضايا الإنسانية التي تطرحها الأفلام الثلاثة كانت وراء موافقة كندة على المشاركة بها: «هذه الأفلام عرضت علي في وقت واحد، وهي تطرح قضايا إنسانية جداً ليس فقط عن سوريا، وبالنسبة لي، لو أن هناك عملاً يتناول أوضاعاً إنسانية أو يسلط الضوء على ظاهرة معينة يكون حماسي له أكبر، والعامل المشترك بينها أنها من إخراج نساء، لكن ما يهمني في هذه الأفلام التي أقدمها ألا تنطوي على تعالٍ على الجمهور في الطرح، وأن تكون سلسة للناس فتشعر بمصداقية ما تشاهده، وقد جاءت الأعمال الثلاثة شبيهة بما أحب تقديمه وأحب أيضاً مشاهدته».
الفنانة السورية كندة علوش
تشعر علوش بأن هذه التجارب السينمائية أضافت لها خبرات إنسانية وفنية كبيرة: «أشعر في كل تجربة أتجه إليها، وكأنني ذاهبة للحصول على كورس تمثيل، لأن العمل مع جنسيات متعددة لكل منها تقاليد مختلفة، تجارب تعلمني المرونة والانفتاح على أساليب عمل جديدة، وأشعر أنها فرصة لأتعلم، وكنت أذهب للتصوير كما لو كنت أمثل لأول مرة».
وتعتبر علوش تحدثها باللغة الإنجليزية في معظم مشاهدها بفيلم (The Yellow Bus)، تحدياً نجحت فيه، وتوضح ذلك بنبرة تمتزج بالسعادة: «لقد مثلت بلهجات عربية متعددة، لكنني لم أمثل فيلماً كاملاً بلغة أخرى، ويعد هذا تحدياً بالنسبة لي، ليس من خلال حفظ الحوار بل في التعبير بإحساس يصدقه الناس، وكانت فرصة مهمة لكي أجرب نفسي في الأداء بالإنجليزية، وقد ذهبت لمدرب في التمثيل لأشتغل على أداء مشاهدي».
ومن خلال تجاربها الثلاث، لا ترى علوش أن هناك فارقاً تقنياً بين السينما المصرية والأجنبية: «نحن نقدم أفلاماً ذات طابع إنساني، الفرق الحقيقي بيننا كبلاد عربية عموماً والشركات الأجنبية أن لديهم تنظيماً أكبر وساعات عمل محددة بالثانية، وهي أشياء لها علاقة بالدقة والتنظيم وكيفية استغلال الوقت».
وجسدت كندة علوش شخصية سيدة ترتكب جريمة قتل في فترة الستينات من القرن الماضي، عبر مسلسل «ستات بيت المعادي» الذي جرى عرضه أخيراً على منصة «شاهد»: «كنت قد قدمت منذ فترة في مسلسل (حجر جهنم) شخصية امرأة تقتل زوجها، وحينما عرض على (ستات بيت المعادي) قلت لن أكرر الدور، وعندما شاهدت فورمات العمل أعجبني، لأنه مسلسل مبهج يتناول جرائم قتل لكن ليس بشكل قاتم، كأنه كرتوني ممتع، وبعدما شاهدت النسخة الأصلية، وقرأت النسخة العربية، شعرت بأنني أرغب في عمل هذا الدور لأنه مختلف، وشخصيتي ممتعة لامرأة تعشق زوجها لدرجة الغباء، كما أن مرحلة الستينات جذابة في الديكور والأزياء، واستمتعت بالفعل بهذا العمل لأنه يحمل خط (لايت كوميدي)».
وتؤكد علوش أن ابنتها «حياة» غيرت حياتها تماماً، وجعلتها إنسانة أخرى: «كنت أعيش قبل ذلك لنفسي، وفجأة اكتشفت أنني أعيش بالدرجة الأولى لأجلها، لقد جعلتني صبورة عن ذي قبل، صرت أتعلم أشياء من أجلها وأقوم بكل ما يخصها بنفسي، واتخذت قراراً لأتفرغ لها منذ لحظة مولدها، كان هذا اختياري منذ البداية، فأنا لا أحب أن أعمل بنصف عقل، وقلت لن أقبل أي عمل مهما كانت المغريات، ولم أعد للتمثيل إلا بعدما شعرت بأنها كبرت نسبياً وأصبح عمرها ثلاث سنوات».
ولا تمانع النجمة السورية مشاركة زوجها الفنان عمرو يوسف، في عمل فني مشترك، مؤكدة أن «شرطهما الوحيد لفعل ذلك هو أن يكون مناسباً تماماً لهما».
تؤمن علوش بأن شهرتها كفنانة ليست ترفاً بل مسؤولية كبيرة تحتم عليها أن تلعب أدواراً إيجابية في المجتمع، لذا تهتم بشكل خاص بقضايا اللاجئين: «الشهرة بالنسبة لي مسؤولية كبيرة، وأرى أنه طالما يوجد لدي منابر تصل لأعداد كبيرة من الناس، فإن من واجبي، إيصال أصوات أشخاص ليس لديها صوت ولا منابر».
مشيرة إلى أن «مشكلة اللاجئين السوريين طالت، ولا بد أن نذكر الجميع بها، وأنا أستغل شهرتي بشكل مفيد في مبادرات إنسانية تعود بالخير على البشر، وعلى حياتي، لأنها تمنحني طاقة إيجابية».