اكتشاف لوحة أثرية لأمنحتب الثاني وتحتمس الرابع بالأقصر

البعثة المصرية عثرت على فرن وبقايا منزل قديم

اكتشاف لوحة أثرية لأمنحتب الثاني وتحتمس الرابع بالأقصر
TT
20

اكتشاف لوحة أثرية لأمنحتب الثاني وتحتمس الرابع بالأقصر

اكتشاف لوحة أثرية لأمنحتب الثاني وتحتمس الرابع بالأقصر

حاملاً بيده رغيف خبز، وقف الملك تحتمس الرابع يقدم القرابين للمعبود آمون، بجوار الملك أمنحتب الثاني الذي حمل بيسراه البخور، وفي يده اليمنى الماء، في مشهد صورته لوحة أثرية «نادرة» تم اكتشافها أمس الخميس في معبد الأقصر (جنوب مصر).
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أمس، إن «هذه هي اللوحة الأولى التي تجمع الملك تحتمس الرابع والملك أمنحتب الثاني، وظهر الملكان وهما يقدمان القرابين للمعبود آمون الجالس على العرش»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف يأتي في إطار أعمال الحفائر التي نفذتها البعثة المصرية بعد إزالة منزل توفيق أندراوس، في أغسطس (آب) الماضي».
وأضاف أن «حفائر البعثة كشفت عن أواني قرابين، ولوحة أثرية من الفترة البطلمية يرجح أنها لبطليموس الثالث، إضافة إلى كميات كبيرة من القمح والعدس، ومصحن من الجرانيت».
ومن بين الاكتشافات الأثرية المهمة بالموقع، تم العثور على مائدة قرابين أعيد استخدامها كعتب علوي لمدخل مقصورة أو معبد، وتحولت في فترة أخرى إلى حوض لوضع القرابين والمياه، كما عثرت البعثة الأثرية على فرن أثري تحت الأرض، كان يستخدم في صهر المعادن والزجاج، وفق وزيري.
وقال الدكتور فتحي ياسين مدير آثار البر الغربي بالأقصر، في مقطع فيديو حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «هذا هو الفرن الأول من نوعه الذي يتم العثور عليه في الأقصر، وفي منطقة صعيد مصر، وهو فرن كبير يقع على عمق 4 أمتار ويبلغ حجم فوهته نحو 109 سم، مما يعني أنه كان يستخدم درجات حرق عالية تناسب صهر المعادن والزجاج»، مشيراً إلى أنه «يوجد نموذج مشابه لهذا الفرن في وسط الدلتا، وفي حفائر سيناء، كما يشبه الأفران التي تم العثور عليها في مناطق نفوذ الدولة الرومانية مثل صقلية واليونان، واصفاً الكشف بأنه «إضافة علمية أثرية في منتهى الأهمية».

أعمال الحفائر الأثرية كشفت عن بقايا منزل قديم من طابقين كان موجوداً أسفل بيت أنداروس، يعود للفترة الرومانية، وفقاً للأواني الفخارية المكتشفة بين أنقاضه، ويظهر الاكتشاف تقسيم حجرات المنزل وبعض غرفه، وحتى السلم الرابط بين الطابقين.
وقال وزيري إن «المنزل يرجع للعصر الروماني، وبه سقف مقبى وسلالم تقود للبدروم»، مشيراً إلى أنه «سيتم تدعيم السقف والطوب اللبن لاستكمال أعمال الحفائر والكشف عن بقايا غرف المنزل»، متوقعاً أن تشهد الشهور المقبلة «مفاجآت في معبد الأقصر، لأن الحفائر لم تنته بعد».
في سياق متصل، يواصل الأثريون في معبد الأقصر أعمال التوثيق والترميم، وخلال فرزهم للكتل الحجرية الموجودة داخل المعبد، من نتاج الحفائر القديمة، تم العثور على جزء من قدم تمثال الملك رمسيس الثاني الجالس في المعبد، وإعادة ترميمها في مكانها، ويتوقع الأثريون العثور على باقي القدم خلال أعمال الفرز والتوثيق المستمرة.


مقالات ذات صلة

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

ثقافة وفنون ثلاث قطع فنية حجرية من «متحف أرض اللبان»

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

خرجت من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان مجموعة من المجامر الحجرية المتعدّدة الأشكال، أشهرها مجمرة حجرية يزيّن واجهتها نقش تصويري ناتئ يتميّز برهافة كبيرة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق القطع الأثرية المصرية تحكي تاريخاً من الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

طوكيو تفتح ذراعيها لـ«رمسيس وذهب الفراعنة»

يضم المعرض 180 قطعة أثرية نادرة، تبرز قيمة الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيراً في تاريخ مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق متحف أسوان ينتظر الترميم والتطوير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

بدأت مصر مشروع ترميم وإعادة تأهيل متحفي أسوان والنوبة بجنوب البلاد لتحسين التجربة السياحية بهما

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ثلاثي ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف تمائم وخواتم وحلي ذهبية بمعبد الكرنك

أعلنت مصر اكتشاف مجموعة من الخواتم والحلي الذهبية والتمائم بمعابد الكرنك في الأقصر، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

القضايا الاجتماعية رهان دراما النصف الثاني من رمضان بمصر

دنيا سمير غانم في مسلسل عايشة الدور (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في مسلسل عايشة الدور (الشركة المنتجة)
TT
20

القضايا الاجتماعية رهان دراما النصف الثاني من رمضان بمصر

دنيا سمير غانم في مسلسل عايشة الدور (الشركة المنتجة)
دنيا سمير غانم في مسلسل عايشة الدور (الشركة المنتجة)

يشهد النصف الثاني من شهر رمضان مجموعة جديدة من المسلسلات القصيرة، تحل محل الأعمال التي استهلت الموسم الرمضاني، وتنطلق الأعمال الجديدة بداية من 16 رمضان، في ظل تزايد الإنتاج الدرامي بمصر للمسلسلات المكونة من 15 حلقة، وتفوقها الكبير على المسلسلات الطويلة ذات الـ30 حلقة.

وتراهن أغلب الأعمال الجديدة على قضايا اجتماعية متباينة، ما بين قضايا تتعلق بالأطفال، كما في مسلسل «لام شمسية» وتطرح من خلاله الكاتبة مريم نعوم قضية التحرش بالأطفال داخل المدارس من خلال معلمة تكتشف أن عدداً من الأطفال يتعرضون للتحرش والتنمر في المدرسة فتتصدى لهذا الأمر، فيما تواجه هي نفسها مشكلات عدة مع زوجها تهدد باستقرار حياتها، والعمل من بطولة أمينة خليل، وأحمد صلاح السعدني، ويسرا اللوزي، ومحمد شاهين، والفنانة السعودية آسيل عمران ويخرجه كريم الشناوي.

ويكشف مسلسل «ظلم المصطبة» الذي كتبه أحمد فوزي صالح وإخراج هاني خليفة ومحمد علي عن بعض عادات وتقاليد خاطئة داخل الريف المصري، وتدور الأحداث حول 3 شخصيات يؤديها كل من إياد نصار وريهام عبد الغفور وطارق لطفي.

أحمد مكي في عمل بعيد عن الكوميديا (الشركة المنتجة)
أحمد مكي في عمل بعيد عن الكوميديا (الشركة المنتجة)

وقال الفنان إياد نصار إن المسلسل يطرح موضوعاً شائكاً ويتخذ من المثل الشائع «ظلم المصطبة ولا عدل المحكمة» منطلقاً له، مؤكداً في تصريحات متلفزة أن المرأة في المجتمعات العربية يحاكمها المجتمع إذا اقتربت فقط من الخطأ، وهذا هو ظلم المصبطة لأن القانون لا يحاكمها في هذه الحالة بل الأعراف الاجتماعية.

فيما يجمع مسلسل «عايشة الدور» بين الدراما الاجتماعية والكوميديا العائلية، وهو من بطولة دنيا سمير غانم التي تؤدي من خلاله شخصية امرأة مطلقة وأم لطفل وابنة مراهقة تعيش حياة بائسة، وتجد فرصة للحياة من جديد حين تلتحق بالجامعة بدلاً من ابنة شقيقتها لتعيش حياة مزدوجة، المسلسل من تأليف وإخراج أحمد الجندي وشارك في كتابته كريم يوسف، ويضم بين أبطاله محمد ثروت، ومحمد كيلاني، وفدوى عابد.

ويتناول مسلسل «حسبة عمري» من بطولة روجينا أزمة زوجين يكتشفان بعد سفر ابنتهما صعوبة الحياة معاً وتتفجر أزمات عديدة بينهما، والعمل كتبه محمود عزت وإخراج مي ممدوح ويشارك في بطولته عمرو عبد الجليل، ومحمود البزاوي، ومحمد رضوان، وعلي الطيب.

وبعيداً عن الكوميديا التي اشتهر بها، يقدم الفنان أحمد مكي مسلسل «الغاوي»، الذي تدور أحداثه في إطار من الدراما الاجتماعية والأكشن، من خلال بطل المسلسل الذي تتغير حياته بعد وفاة زوجته ويواجه تحديات عديدة، والعمل من تأليف طارق الكاشف وإخراج ماندو العدل ويشارك في بطولته عائشة بن أحمد، وعمرو عبد الجليل، وأحمد بدير.

ويطرح مسلسل «منتهي الصلاحية» للمخرج تامر نادي والمؤلف محمد هشام عبية، حياة صالح التي تنهار بعدما تقوده مشكلة في عمله لدخوله السجن، ويقوم ببطولته محمد فراج وياسمين رئيس وهبة مجدي.

غادة عبد الرازق ويوسف عمر في مشهد من مسلسل «شباب امرأة» (الشركة المنتجة)
غادة عبد الرازق ويوسف عمر في مشهد من مسلسل «شباب امرأة» (الشركة المنتجة)

وتعيد الفنانة غادة عبد الرازق تقديم قصة «شباب امرأة» التي سبق أن قدمها المخرج صلاح أبو سيف سينمائياً في فيلم بالعنوان ذاته، من بطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان، وتؤدي غادة من خلال المسلسل شخصية «شفاعات» التي تتسم بالقوة والجبروت وتقع في حب شاب ريفي يصغرها بعدة سنوات وتسعى للسيطرة عليه.

وكتب السيناريو والحوار محمد سليمان عبد الملك، وإخراج أحمد حسن، ويضم بين أبطاله يوسف عمر، ومحمد محمود، ومحمود حافظ.

ويطرح مسلسل «نص الشعب اسمه محمد» في إطار اجتماعي رومانسي كوميدي، قصة مهندس يقع في حب فتاتين ويقرر الزواج بهما في الوقت نفسه، وهو من بطولة عصام عمر، وشيرين، ورانيا يوسف، ومايان السيد، ومن تأليف محمد رجاء وإخراج عبد العزيز النجار.

ويعرض مسلسل «قهوة المحطة» للمؤلف عبد الرحيم كمال والمخرج إسلام خيري لغز جريمة قتل غامضة وقعت بقطار، وهو من بطولة أحمد غزي، وبيومي فؤاد، وهالة صدقي، وأحمد خالد صالح.

وترى أستاذة النقد بأكاديمية الفنون الدكتورة سامية حبيب أن «زيادة عدد المسلسلات القصيرة لها ميزة حيث أدت لوجود موسمين للدراما، بأعمال جديدة محققة تنوعاً في الأفكار وفرق العمل، خصوصاً في إطار الدراما الاجتماعية». وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الحلقات القصيرة تمثل تكثيفاً مطلوباً، لكن القضية ليست بعدد الحلقات وإنما بالمحتوى الذي سيقدم في الدراما أياً كان عدد حلقاتها».

وتأمل سامية أن تحمل مسلسلات النصف الثاني من رمضان تغييراً حقيقياً حتى لو كان في إطار الدراما الاجتماعية المتجددة، بعد أن سادت أعمال تشير إلى «ثيمات متكررة» وفق وصفها.