إطلاق سراح أسيرين فلسطينيين بعد إضراب طويل عن الطعام

استقبال الأسير المحرر هشام أبو هواش (40 عاماً) في بلدة دورا جنوب الخليل (وفا)
استقبال الأسير المحرر هشام أبو هواش (40 عاماً) في بلدة دورا جنوب الخليل (وفا)
TT

إطلاق سراح أسيرين فلسطينيين بعد إضراب طويل عن الطعام

استقبال الأسير المحرر هشام أبو هواش (40 عاماً) في بلدة دورا جنوب الخليل (وفا)
استقبال الأسير المحرر هشام أبو هواش (40 عاماً) في بلدة دورا جنوب الخليل (وفا)

أطلقت إسرائيل سراح أسيرين فلسطينيين، أمس، بعد اتفاق سابق بالإفراج عنهما مقابل وقف إضراب طويل عن الطعام.
وقال نادي الأسير إن المعتقلين هشام أبو هواش (40 عاماً)، ومقداد القواسمة (24 عاماً) من الخليل، اللذين أطلق سراحهما من سجن «النقب الصحراوي»، خاضا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهما الإداري، إذ استمرّ إضراب هشام 141 يوماً، ومقداد 113 يوماً.
وجاء الإفراج عن أبو هواش والقواسمة فيما تشهد السجون توتراً متصاعداً ودعوات للتصعيد، بعدما تراجعت إدارة السجون عن اتفاقات سابقة. وقال نادي الأسرى إن لجنة الطوارئ الوطنية العليا المنبثقة عن الفصائل كافة في سجون الاحتلال تطالب إدارة السجون بإخراج جميع الأسرى المرضى وكبار السن من الأقسام. وأضاف النادي أنّ هذه المطالبات تأتي تحسّباً للتصعيد المقبل، اليوم (الجمعة).
ونفّذ الأسرى في سجن «عوفر» الأربعاء خطوات احتجاجية إضافية، تمكّنوا من خلالها، الضغط على الإدارة، وإلغاء العقوبات التي فرضتها بحقّهم، والمتمثلة بحرمانهم من الزيارة والكانتينا لمدة شهر، إضافة إلى غرامات مالية على كل أسير، وذلك في محاولة منها لثنيهم عن الاستمرار في معركتهم المستمرة منذ 18 يوماً ضد إجراءات إدارة السجون.
ويواصل الأسرى في السجون كافة خطوات متصاعدة، رفضاً لسياسات إدارة السجون التنكيلية التي تهدف إلى سلب الأسرى منجزاتهم السابقة. وكانت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال قد توصلت لتفاهمات مع إدارة السجون بعد عملية نفق جلبوع، من أجل عودة الأمور إلى سابق عهدها قبل 5 سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو تاريخ فرار الأسرى من سجن جلبوع. ودخل الأسرى وقتها إضراباً عن الطعام، وهددوا بتصعيد كبير، رداً على إجراءات إدارة مصلحة السجون القمعية التي تنوعت بين تفريق أسرى، وعزل آخرين، وسحب امتيازات.
وعادت إدارة مصلحة السجون إلى تنفيذ إجراءات جديدة في الفترة الأخيرة، من بينها تقليص مدة الفورة (الفسحة) إلى أكثر من نصف المدة الزمنية، وتخفيض عدد الأسرى الذين سيسمح لهم بالخروج دفعة واحدة إلى هذه الفسحة. ويعيش الأسرى في ظروف حياتية صعبة، ويناضلون من أجل تحسين ظروفهم.
وقالت المنظمة الحقوقية «أطباء لحقوق الإنسان» إن سلطات السجون الإسرائيلية تتجاهل المعايير المتعارف عليها، التي يسود إجماع بشأنها في جهاز الصحة الإسرائيلي، وتلحق أضراراً صحية بآلاف الأسرى والمعتقلين، من خلال احتجازهم في زنازين العزل الانفرادي لفترات طويلة، وتستمر لأشهر حتى سنوات، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الخميس.
واستناداً إلى معطيات سلطة السجون، فإنه في العام الماضي، حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول)، احتجز 1587 أسيراً في ظروف العزل الكامل، بينهم 64 قاصراً. وحتى شهر أغسطس (آب) من العام نفسه، احتجز 1334 أسيراً، بينهم 57 قاصراً، في ظروف تصفها سلطة السجون بأنها «عزل فردي أو عزل زوجي».
وعلى الرغم من أن «العزل»، بحسب تعريف إدارة مصلحة السجون، يعني الاحتجاز في زنزانة لمدة 7 أيام متواصلة، قالت منظمة «أطباء لحقوق الإنسان» إن استخدام مصطلح «العزل» لا يعكس الواقع، إذ إن للعزل تأثيراً ضاراً على الأسير، وقد استمر عزل 63 أسيراً أكثر من شهرين، و17 أسيراً أكثر من نصف سنة، وجرى عزل 19 أسيراً لفترات تتراوح ما بين سنة و3 سنوات، وتم عزل 18 أسيراً لمدة تزيد عن 3 سنوات. ولا تشير معطيات سلطة السجون إلى عدد حالات العزل الانفرادي، وتلك التي يكون فيها أسير آخر في زنزانة العزل. واحتجاز أسير في عزل انفرادي يُفترض أن يتم بموجب طلب واضح من سلطة السجون أو الشرطة أو الشاباك، بادعاء أن الأسير يشكل مصدر خطر غير عادي، أو عندما يطلب الأسير نفسه العزل، خوفاً على أمنه الشخصي. لكن نائبة رئيسة دائرة الدفاع العام، د. حاغيت لرناو، قالت إن التدوين المتعلق بعزل الأسرى ليس منظماً ويتم بشكل يدوي.
وقالت مديرة دائرة السجناء في «أطباء لحقوق الإنسان»، عنات ليتفين، إن «سلطة السجون تحتجز مئات السجناء في ظروف عزل، على الرغم من تأثيرها الهدام على صحتهم. متجاهلة مجدداً المعايير المتعارف عليها في جهاز الصحة في إسرائيل، حيث تتعامل مع القانون بحسب أهوائها، من خلال التسبب بأضرار لصحة السجناء». وأفادت «أطباء لحقوق الإنسان» بأن إدارة مصلحة السجون «لم تكن قادرة على معرفة معلومات حول عدد المحتجزين في العزل الانفرادي، وأي منهم يعاني من مشكلات نفسية أو يخضع لمتابعة نفسية».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.