أعلن الجيش المالي، مساء أول من أمس، «تحييد» و«توقيف» عدد من «الإرهابيين» في عمليات نفّذتها قواته مؤخراً في مناطق تقع شمال شرقي العاصمة باماكو بمؤازرة قوات أوروبية خاصة.
وفي بيان، قالت هيئة أركان القوات المسلّحة التي أعلنت، الأسبوع الماضي، مقتل 60 «إرهابياً» في شمال مالي، إن «القوات المسلّحة المالية تواصل تدعيم مكاسب تحققت في مواجهة إرهابيين يزدادون اضطراباً وتسود الفوضى صفوفهم». وفي مناطق سيغو وموبتي وباندياغارا «تم تحييد 19 إرهابياً» و«تم تفكيك 15 قاعدة للإرهابيين». كذلك أعلن الجيش «استعادة 34 دراجة نارية وتدمير 15 أخرى» و«استعادة 37 هاتفاً».
وفي منطقة تمبكتو «أفضت معلومات استخبارية دقيقة إلى توقيف ثمانية إرهابيين».
من جهة أخرى، أوضح البيان أن هذه العمليات نُفّذت بالتعاون من قوة تاكوبا الأوروبية. والخميس، أعلنت فرنسا وشركاؤها الأوروبيون، رسمياً، انسحابهم عسكرياً من مالي، ما دفع بلاعبين دوليين آخرين إلى طرح تساؤلات بشأن انخراطهم في البلاد، كما دفع بقوة «مينوسما» التابعة للأمم المتحدة إلى إجراء تقييم لتداعيات هذا الانسحاب.
وتنشط في مالي جماعات إرهابية تابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وتشهد البلاد أعمال عنف طائفية وكذلك أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية عميقة. وفي عام 2013 تدخلت فرنسا لكبح تقدّم الجماعات المتطرفة التي كانت تهدد باماكو ثم أنشأت قوة «برخان» الإقليمية ونشرت آلاف الجنود لمكافحة الفرعين المحليين للقاعدة وتنظيم «داعش». لكن رغم ذلك، لم تتمكن الدولة المالية من السيطرة فعلياً على الأرض. وأوصل انقلابان في 2020 و2021 مجموعة عسكرية إلى الحكم قامت بتأجيج المشاعر المناهضة للفرنسيين.
وكان الجيش قد حدد في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2020 مدة الفترة الانتقالية بثمانية عشر شهراً، قبل أن يتراجع المجلس العسكري عن تعهده بالإسراع في تنظيم الانتخابات ويعلن عزمه على مواصلة الحكم لمدة أربع أو خمس سنوات إضافية. واعتبرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) هذا التأخير غير مقبول على الإطلاق، وفرضت في 9 يناير (كانون الثاني) عقوبات اقتصادية ودبلوماسية مشددة على مالي.
وفي نجامينا قُتل خمسة جنود تشاديين في هجوم شنّه إرهابيون في منطقة بحيرة تشاد التي أصبحت في السنوات الأخيرة معقلاً مهماً لـ«بوكو حرام» وتنظيم «داعش»، وفق ما أعلن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إيتنو، أول من أمس.
وفي منشور على «فيسبوك» كتب الجنرال الشاب الذي تولى رئاسة مجلس عسكري يقود البلاد منذ وفاة والده إدريس ديبي إيتنو في أبريل (نيسان) 2021 أنّ «هذه الخسارة الجديدة جراء كمين إرهابي نصبته جماعة بوكو حرام تذكّرنا بالتحديات الأمنية التي يفرضها الإرهاب ولا نزال نواجهها». وتنشط جماعة بوكو حرام النيجيرية وتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا (ايسواب) الذي انشق عنها في منطقة بحيرة تشاد (غرب) المكونة من مساحة شاسعة من المياه والمستنقعات تنتشر فيها جزر صغيرة مأهولة. وهاتان الجماعتان اللتان تطلق عليهما السلطات التشادية اسم «بوكو حرام» تهاجمان بانتظام الجيش والمدنيين في المنطقة.
ووقع هجوم، الثلاثاء، في بلدة كايغا - كنجيريا التي تبعد نحو 150 كيلومتراً شمال العاصمة نجامينا، بحسب ديبي الذي لم يقدّم أي معلومات أخرى عن ملابسات الكمين، ولا حتى السلطات المحلية التي اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد الرئيس الشاب (37 عاماً) الذي يحارب جيشه المتطرفين في منطقة الساحل إلى جانب الجيش الفرنسي أنّ «دماء جنودنا التي سُفكت لن تذهب هدراً. سننتصر في هذه الحرب ضد بوكو حرام». وفي أغسطس (آب) قُتل 26 جندياً في هجوم لجماعة «بوكو حرام» على جزيرة في البحيرة، بالقرب من كاميرون.
القوات المالية تعلن «تحييد» و«توقيف» عدد من «الإرهابيين»
مقتل خمسة جنود في غرب تشاد في كمين لـ«بوكو حرام»

شعار العمليات الخاصة بقيادة فرنسا لفرقة عمل برخان الجديدة «تاكوبا» وهي مهمة عسكرية متعددة الجنسيات في منطقة الساحل المضطربة في أفريقيا جنوب الصحراء (أ.ف.ب)
القوات المالية تعلن «تحييد» و«توقيف» عدد من «الإرهابيين»

شعار العمليات الخاصة بقيادة فرنسا لفرقة عمل برخان الجديدة «تاكوبا» وهي مهمة عسكرية متعددة الجنسيات في منطقة الساحل المضطربة في أفريقيا جنوب الصحراء (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة