وجد تحليل للأدبيات البحثية نُشر العام الماضي، قبل أن يترسخ متغير «أوميكرون»، أنه في حين أن لقاحات «كوفيد – 19» تفقد بعض الفاعلية في الوقاية من عدوى كورونا المستجد، فإن اللقاحات تحتفظ تقريباً بكل قدرتها على الوقاية من المرض الشديد لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد التطعيم الكامل.
وخلال الدراسة، التي نشرت في 21 فبراير (شباط) الجاري بدورية «ذا لانسيت» وقادها باحثون في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، قام الباحثون بتحليل بيانات فاعلية التطعيم المنشورة العام الماضي من 17 يونيو (حزيران) إلى 2 ديسمبر (كانون الأول) في كل من المجلات التي راجعها النظراء وعلى مواقع ما قبل الطباعة، والتي تنشر الأوراق قبل مراجعة الأقران. وغطت البيانات - المفصلة في 24 ورقة - العشرات من تقييمات اللقاح الفردية التي سبقت ظهور متغير «أوميكرون» السائد حالياً. ووجد الباحثون أن مستوى الحماية من عدوى كورونا المستجد انخفض بنحو 21 نقطة مئوية، في المتوسط، من شهر إلى 6 أشهر بعد التطعيم الكامل، في حين انخفض مستوى الحماية ضد «كوفيد– 19» الشديد بنسبة نحو 10 نقاط مئوية في نفس الفترة الزمنية، وعرّف الباحثون التطعيم الكامل، بأنه الحصول على جرعة واحدة من لقاح جونسون أو جرعتين من لقاحات أخرى، ولم يتم تقييم الجرعات المنشطة.
وتعد المدة التي تحمي فيها اللقاحات من العدوى والأمراض الشديدة، أحد الأسئلة الأكثر إلحاحاً التي تواجه المتخصصين في الصحة العامة وصانعي السياسات في جائحة «كوفيد–19». وللإجابة عن هذا السؤال، حدد الباحثون 24 دراسة، نُشرت في المجلات أو نُشرت على مواقع ما قبل الطباعة في الفترة من 17 يونيو إلى 2 ديسمبر العام الماضي، وغطت هذه الدراسات اللقاحات الأربعة الرئيسية المطورة في الغرب «فايزر» و«موديرنا» و«جونسون» و«أسترازينيكا»، وقام الباحثون بدمج البيانات من الدراسات المختلفة باستخدام أدوات إحصائية لتقدير متوسط التغيير في فاعلية اللقاح بمرور الوقت.
ووفق هذه الأدوات، فإن اكتشاف انخفاض الحماية من العدوى المكتشفة بمتوسط 21.0 نقطة مئوية على مدى خمسة أشهر، يعني أن اللقاح الذي يوفر حماية بنسبة 90 في المائة من العدوى في شهر واحد سيوفر حماية بنسبة 69 في المائة فقط في 6 أشهر.
وبالمثل، انخفضت الحماية من الأمراض المصحوبة بأعراض من العدوى، التي تشمل المرض الخفيف والشديد، بمعدل 24.9 نقطة مئوية بين الأشخاص من جميع الأعمار، و32.0 نقطة مئوية بين كبار السن، من شهر واحد إلى ستة أشهر بعد التلقيح. وغالباً ما يؤكد مسؤولو الصحة العامة على التطعيم للحماية من «كوفيد» الحاد، وبالنسبة لهذه النتيجة الأكثر خطورة، كان من الواضح أن حماية اللقاح كانت أكثر ديمومة، حيث انخفضت الفاعلية في المتوسط بمقدار 10 نقاط مئوية فقط خلال الفترة الممتدة من شهر إلى ستة أشهر، وكان الانخفاض الطفيف مشابهاً لكبار السن الذين هم في خطر متزايد لنتائج «كوفيد – 19» الحادة. وتتوافق الدراسة بشكل عام مع الدراسات الأخرى التي نظرت في فاعلية اللقاح بمرور الوقت، وتشير إلى أن اللقاحات الأربعة في المتوسط، خلال موجات ما قبل أوميكرون، وفّرت حماية جيدة ضد النتائج الشديدة الأكثر صلة بمخاوف الصحة العامة.
تقول ميليسا هيجدون، عضو في المركز الدولي لتلقي اللقاحات والباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لكلية جونز هوبكنز، إنه «في وقت لا يزال متغير أوميكرون سائداً في أجزاء كبيرة من العالم، سيكون من الأهمية بمكان بالنسبة لواضعي السياسات الانتباه إلى دراسات فاعلية اللقاح وتقييم الفاعلية على المدى الطويل بعد فترات من الوقت بعد التطعيم، بما في ذلك التطعيم بجرعات معززة».
حماية لقاحات «كورونا» من المرض الشديد لا تزال قوية عند 6 أشهر
حماية لقاحات «كورونا» من المرض الشديد لا تزال قوية عند 6 أشهر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة