جو أشقر لـ «الشرق الأوسط»: بيروت تبدلت وصارت تنام باكراً

أطلق مؤخراً أغنيته الجديدة «قلبي دقلها»

تحصد أغنية أشقر الجديدة «قلبي دقلها» نجاحاً واسعاً
تحصد أغنية أشقر الجديدة «قلبي دقلها» نجاحاً واسعاً
TT

جو أشقر لـ «الشرق الأوسط»: بيروت تبدلت وصارت تنام باكراً

تحصد أغنية أشقر الجديدة «قلبي دقلها» نجاحاً واسعاً
تحصد أغنية أشقر الجديدة «قلبي دقلها» نجاحاً واسعاً

يعدّ المغني جو أشقر رقماً صعباً في عالم الحفلات الغنائية، إذ يستقطب بحضوره وصوته شريحة لا يستهان بها من المعجبين. فيطلب بالاسم لإحياء حفلات الأعراس بشكل كثيف، كما أن أغانيه تحاكي جمهوراً من مختلف الأعمار كونه يحرص على أن تخاطبهم ببساطة. مؤخراً، وفي مؤتمر صحافي عقده في أحد مطاعمه الواقعة على الواجهة البحرية في منطقة ضبية، أطلق أشقر أغنيته الجديدة «قلبي دقلها». وهي من كلمات وألحان نبيل خوري وتوزيع سليمان دميان. وحصدت منذ طرحها في الأسواق أعداداً هائلة من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعية فاقت المليون مشاهدة.
«قلبي دقلها» التي تنقل مشاهد رومانسية لموضوع محوره الحب والتغزل بالحبيب، يخبرنا جو أشقر كيف ولدت معه بالصدفة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «خلال دعوة على العشاء أقمتها لبعض أصدقائي المقربين في منزلي، اقترب مني صديقي نبيل خوري يقول لي اسمع هذه الأغنية، لقد ولدت معي الآن».
ويتابع أشقر: «أعجبت بنغمات الأغنية وبكلماتها البسيطة ووافقت فوراً عليها لأنها لامستني عن قرب. فأنا من النوع الذي يختار أغانيه بسرعة كبيرة، وفي اللحظة التي استمع بها إلى اللحن والكلام، أو تستغرق مني وقتاً طويلاً يستغرق أشهراً طويلة، «ما في حل وسط عندي».
ويؤكد جو أشقر صاحب لائحة طويلة من الأغاني التي حققت نجاحاً كبيراً على الساحة الفنية، أنه عادة ما يختار الأغنية التي تشبهه. «فعندما أرتاح معها وأشعر أنها مفصّلة على قياسي، لا أتردد أبداً في غنائها».
«قلبي دقلها» كما يقول، لفتته ببساطتها إن باللحن أو بالكلام، وجاء التوزيع الموسيقي ليكمل هذه الدائرة. «إنه لمن الصعب جداً هذه الأيام أن نتقن فن البساطة، في ظل محاولة البعض لإحداث التجديد. فبعض هؤلاء يفلسفون الأمور ويعطونها أكثر مما تتحمل، فتأتي الإصدارات مصطنعة لا تلامس الناس. لا أقول ذلك من باب التجريح أو الأذية أبداً، إذ إن هناك فنانين كثراً في المقابل يعرفون كيف يصلون قلوب معجبيهم بأغانٍ تحاكيهم. كما نلاحظ أن هناك نوعاً من الملل يصيب المستمع اليوم من الأغاني التي تتجاوز الثلاث دقائق، فكلما كانت قصيرة ومباشرة استطاعت أن تحقق النجاح بشكل أفضل».
ويرى جو أشقر أن التوزيع الموسيقي يلعب دوراً كبيراً اليوم في الترويج لأغنية ونجاحها. «ممنوع الفلسفة فيها واللجوء إلى آلات موسيقية نافرة إذ يجب أن تلحق تغليفتها بروح الكلمة التي تنقلها».
لا يمكن لجو أشقر رغم نجاحات كثيرة حققها في أغانيه، أن يتوقع سلفاً نجاح أغنية أو العكس. صاحب أغاني «حبيبة قلبي» و«ميلي ميلي» و«قالوا القمر» و«رجعتلها» وغيرها يقول: «أستطيع أن أعلم مسبقاً إذا كانت الناس ستحب العمل، ولكن لا أستطيع الجزم بأنها ستكون أغنية ضاربة. وأغنية (حبيبة قلبي) مثلاً التي صارت عنواناً لحفلات الأعراس للنجاح الذي حصدته، توقعت أن تعجب الناس ولكن ليس إلى هذا الحد». ويرى من ناحية ثانية أن هذا الأمر يصعب على أهم الموسيقيين والمغنيين. «أعتقد أنها بمثابة (رزقة) لا أحد يكمن لأحد أن يتنبأ بها».
جو أشقر الذي يرتبط اسمه ارتباطاً مباشراً بحفلات السهر، وبليل لبنان المضيء بالفرح والأغاني، يرى أن حال ليل السهر في لبنان تبدل تماماً. ويوضح في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تغيرت مظاهر السهر بدءا من الموسيقى التي نستمع إليها وصولاً إلى مزاج الساهرين. ففي الماضي لم تكن موسيقى الـ(هيب هوب) والراب وغيرها موجودة أو تجذب كثيرين. حتى أجواء الدبكة اللبنانية من الفولكلور الوطني تغيرت، إذ برزت آلات موسيقية نافرة فيها للسمع. كما أن الناس كانت تبتسم وتسهر بفرح، إننا في الحقيقة نفتقد هذه الأجواء الإيجابية».
وبحسب أشقر فإن ليل السهر قصر وقته مع انتشار الجائحة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني. «صار السهر يبدأ مبكراً وينتهي في وقت مبكر أيضاً، بحيث صارت بيروت تهدأ وتنام هي أيضاً قبل موعدها. فالإيجابية التي كانت عنوان السهر عندنا باتت تميل أكثر إلى السلبية. وهو أمر مؤسف. ولكني متأكد أنها قريباً جداً ستعود إلى ما كانت عليه».
يرفض جو الذي يملك عدة أماكن للسهر الاستسلام لمشاعر الإحباط المسيطرة على غالبية اللبنانيين في ظل أوضاع معيشية سيئة. ويؤكد أنه سيبقى يكافح ويجاهد لإبقاء بيروت مستيقظة ويسودها الفرح. «عرضت علي مشاريع عديدة خارج لبنان، ولكني رفضتها متمسكاً بإقامة مشاريع في مدينتي بيروت. وأتأمل خيراً في هذا البلد مهما جارت عليه الأيام. والمثال على ذلك موسم الصيف الماضي الذي فاجأنا، فعج بالزوار والمغتربين وأعاد الحركة والحياة إلى قلب بيروت. إيماناً مني ببلدي وأهله فأنا أنوي توسيع مشاريعي فيه هذا الصيف. أنا على قناعة تامة بأن لبنان سيجتاز أزمته ويعود عنواناً للسهر والليالي الملاح».
يستقطب جو أشقر محبيه في حفلات الغناء التي يحييها في مطاعمه ومحلاته ونسأله هل تغني حالياً أعمالاً رائجة كـ«الغزالة رايقة»؟ يرد: «إنها بالفعل أغنية ناجحة جداً فكلماتها إضافة إلى لحنها واللمسة الكوميدية التي تغلفها أسهموا في ذلك. المصريون معروفون بروحهم الجميلة والأغنية تعكس هذا الأمر، وتستأهل كل هذا النجاح. ولكن تعقيباً على سؤالك لم أحفظ كلماتها بعد كي أغنيها».
وبالعودة إلى أغنيته «قلبي دقلها» فقد صورت في فيديو كليب بسيط من إخراج رجا نعمة، فأعاد إلى الأذهان جو أشقر المعروف بالنمط الرومانسي في أغنيات اشتهر فيها.
«تغليفة الأغنية تلعب دوراً أساسياً في وصولها بسرعة للناس»، يقول جو أشقر الذي يضيف: «نعيش أوضاعاً اجتماعية واقتصادية مزرية ونحتاج الأغنية كي تكون متنفساً لنا. وكلما كان العمل الغنائي تحيط به تغليفة بسيطة ومريحة أحبه الناس أكثر. وهنا لا بد أن أرفع القبعة لكل لبناني أو فنان لا يزال يكافح وينتج كي يستمر في مهنته. الأغنية اليوم هي بقعة الضوء الوحيدة التي تزود مستمعها بذبذبات إيجابية في خضم أجواء قاتمة. الشعب اللبناني يقاوم بصلابة ويجب تقديره على كفاحه هذا. وأنا على يقين بأنه عندما يستقر وضعه السياسي، سيعود إلى ما كان عليه. وتعود الساحة الفنية إلى كامل وهجها».
يرى جو أشقر أن الهوية الغنائية اللبنانية باتت مفقودة اليوم، إذ يغلب عليها النمطان الخليجي والمصري. وأن الفنان بالنهاية يلحق برزقه، سيما وأن معظم حفلاته تجري خارج لبنان وفي بلدان الخليج بالذات. لا أتكلم من باب النقد بل من باب الواقع الذي نعيشه». وماذا عنك هل ستؤدي الأغنية الخليجية قريباً؟ يرد: «على طريق تنفيذ أغنية عراقية، ولكني أنتظر أن أجيد اللهجة بشكل متقن كي أسجلها، وهي بعنوان (دفيني واحضني). فهي جاهزة كلاماً ولحناً منذ 4 سنوات ولكن جاءت الجائحة لتؤخرها. اليوم عدنا إلى سكة العمل واتخذت قراري بالعودة إلى نشاطي بشكل أقوى».
وعن أعماله المستقبلية يخبرنا أن هناك عملاً سينزله بعد أسابيع قليلة. «إنه من نوع الـ(كوفر)، أي إعادة غناء أعمال معروفة لي. سأدمج فيه أغنيتي «وينك» و«بعتل همّك» في أغنية واحدة مع الموزع الموسيقي جورج قسيس. صورتها فيديو كليب في باريس وسيكون عملاً قريباً إلى القلب».
ومن أغانيه المستقبلية «خطوة لقدام» من ألحان وكلمات نبيل خوري ومن بعدها ينوي إطلاق أغنية أخرى مصرية. «لدي كم كبير من الأغاني المنفذة التي تنتظر رؤية النور والفرصة المناسبة. واليوم وبعد أن ركزت بشكل أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي ودوزنت صفحاتي عليها، سأقوم بانطلاقة أتوقع لها الانتشار بفضل تنظيمي لهذه الصفحات وحساباتي فيها. أوليت هذه المهمة إلى اختصاصيين وهو فريق نشيط. ومع الوقت سيلاحظ الناس هذه التغييرات على الـ(سوشيال ميديا). كما سيلمسون نقلة نوعية في مشواري في فترة لا تتجاوز السنة الواحدة».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.