قصف يستهدف مناطق تنتشر فيها {ميليشيات إيران} بالجولان

إسرائيل تحذّر جنود الجيش السوري من تسهيل نشاط «حزب الله»

منشور وزعه موقع «إنتل تايمز» الإسرائيلي يحذّر جنود الجيش السوري من تسهيل نشاط «حزب الله» في الجولان (الشرق الأوسط)
منشور وزعه موقع «إنتل تايمز» الإسرائيلي يحذّر جنود الجيش السوري من تسهيل نشاط «حزب الله» في الجولان (الشرق الأوسط)
TT

قصف يستهدف مناطق تنتشر فيها {ميليشيات إيران} بالجولان

منشور وزعه موقع «إنتل تايمز» الإسرائيلي يحذّر جنود الجيش السوري من تسهيل نشاط «حزب الله» في الجولان (الشرق الأوسط)
منشور وزعه موقع «إنتل تايمز» الإسرائيلي يحذّر جنود الجيش السوري من تسهيل نشاط «حزب الله» في الجولان (الشرق الأوسط)

أعلنت سوريا، أمس (الأربعاء)، أن إسرائيل استهدفت بهجوم صاروخي «عدداً من النقاط» بمحافظة القنيطرة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية فقط. وبينما لم توضح وسائل الإعلام السورية الرسمية طبيعة هذه «النقاط» المستهدفة، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القصف الإسرائيلي طال مناطق تنتشر فيها ميليشيات تابعة لإيران، بينما وزعت مواقع إعلامية إسرائيلية صوراً لمنشور أُلقي فوق مناطق بمحافظة القنيطرة، يحذّر الجيش السوري من تسهيل نشاط استخباراتي يقوم به «حزب الله» اللبناني.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية عن «مصدر عسكري» قوله: «حوالي الساعة الثانية عشرة و30 دقيقة من فجر اليوم (أي فجر الأربعاء)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً بعدد من صواريخ أرض- أرض من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً بعض النقاط في محيط القنيطرة، ما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية».
وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل نفذت في 16 من فبراير (شباط) الجاري، هجوماً آخر بصواريخ أرض- أرض، استهدفت «بعض النقاط في محيط بلدة زاكية جنوب دمشق».
من جانبه، أفاد «المرصد السوري» بأن «انفجارات دوت في ريف القنيطرة جنوب سوريا، نتيجة ضربات إسرائيلية»؛ مشيراً إلى أن القصف قرب الحدود مع الجولان استهدف «مواقع عسكرية». وأوضح أن القصف استهدف مبنى المالية في مدينة البعث، المركز الإداري لمحافظة القنيطرة، ومواقع في محيط قرية الرويحينة، جنوب غربي مدينة القنيطرة، والمحاذية لشريط وقف إطلاق النار مع الجولان. وأضاف أن القصف خلف خسائر مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
ولفت «المرصد» إلى أن الرويحينة والبعث ينشط فيهما «حزب الله» وميليشيات أخرى تابعة لإيران. ووفق «المرصد»، فإن هذا هو خامس استهداف إسرائيلي للأراضي السورية خلال 2022.
وامتنع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الهجوم، حسب وكالة «رويترز»؛ لكن مواقع إعلامية إسرائيلية وزعت نسخة من منشور أُلقي فوق جنوب سوريا، وجاء فيه تحذير مباشر من مغبة تسهيل عمليات يقوم بها قادة في «حزب الله» بالجولان. وجاء في المنشور: «إلى قادة وعناصر الجيش السوري... حذرناكم ونحذركم دائماً، لن نتوقف طالما تعاونكم مع (حزب الله) قائم ومستمر. كما أنه لن نرضى باستغلال جيشكم من قبل الحاج هاشم وابنه هاشم لجمع المعلومات الاستخباراتية، بحيث يخدم ذلك مخطط (حزب الله) الإرهابي في الجنوب السوري». وتابع المنشور: «إن جزءاً منكم فقدوا كرامتهم لدعم الحاج جواد هاشم، بالسماح له مراراً وتكراراً بخرق البنى التحتية التابعة للجيش السوري، بما في ذلك تقديم مشروعات الرصد لصالح (حزب الله) في بناء المالية وقاعدة الرويحينة، مكلفاً ذلك حياتهم وحياة عائلاتهم». وختم المنشور بالقول: «إن التعامل مع (حزب الله) والداخل ضمن مخططاته الإرهابية مستهدف!».
من جهتها، ذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية» أن جندياً سورياً قُتل، بينما أصيب 5 آخرون بجروح في قصف إسرائيلي جوي وبرّي، استهدف في التاسع من فبراير الحالي مواقع عسكرية في محيط دمشق. وقالت الدولة العبرية حينها إنه جاء ردّاً على صاروخ أطلق باتجاهها من سوريا. وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري، وأهدافاً إيرانية، وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا؛ لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.