النائبة العربية لرئيس الكنيست قنصلاً عاماً في شنغهاي

لبيد تخلص من نائب «متعب» وسجل إنجازاً لدعم امرأة عربية

النائبة الإسرائيلية العربية غيداء ريناوي زعبي
النائبة الإسرائيلية العربية غيداء ريناوي زعبي
TT

النائبة العربية لرئيس الكنيست قنصلاً عاماً في شنغهاي

النائبة الإسرائيلية العربية غيداء ريناوي زعبي
النائبة الإسرائيلية العربية غيداء ريناوي زعبي

في خطوة مفاجئة لقيت تفسيرات متضاربة، عين وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، النائبة العربية لرئيس الكنيست (البرلمان)، غيداء ريناوي زعبي، قنصلاً عاماً في شنغهاي، لتكون أول امرأة عربية ترأس بعثة دبلوماسية إسرائيلية ضخمة في الخارج.
وقالت ريناوي زعبي (49 عاماً)، أمس الأربعاء، إنها تعتبر هذا التعيين «تحدياً جديداً في مسيرتها السياسية وتعزيزاً لمكانة الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل». مضيفة: «إنه لشرف عظيم أن أكون أول امرأة عربية تعمل في مثل هذا الدور الدبلوماسي الرفيع المستوى. وسأكون مسرورة للتمكن من المساهمة في المهمة المتمثلة بتعزيز تعاوننا الاقتصادي والتجاري والثقافي، مع أحد أهم شركاء إسرائيل الاقتصاديين».
وقال لبيد، مفسراً قراره: «عضو الكنيست ريناوي زعبي تتمتع بخبرة إدارية خلفية اقتصادية وخدمة عامة متنوعة. أنا متأكد من أنها ستقود القنصلية العامة لإسرائيل في شنغهاي إلى إنجازات جديدة ومهمة، في العلاقات مع الصين بشكل عام وشنغهاي على وجه الخصوص. فعلاقاتنا الاقتصادية مع الصين هي محرك نمو مهم للاقتصاد الإسرائيلي ويجب أن يستمر تعزيزها».
ولكن هذا التعيين، على أهميته السياسية، يعتبر «حلاً سياسياً ذكياً» للمشاكل التي واجهت علاقات غيداء زعبي ريناوي مع الائتلاف الحكومي. فهي تعتبر في نظر اليمين المشارك في قيادة الحكومة، «مشاغبة»، بسبب انتقاداتها العديدة ورفضها التصويت مع قرارات وقوانين عدة. ففي شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، هاجمت الحكومة بشدة على عقدها جلستها في إحدى المستعمرات الإسرائيلية، في هضبة الجولان السورية المحتلة. وصرّحت بالقول: «هضبة الجولان أرض محتلة وهي أرض سورية. وعلى هضبة الجولان أن تكون جزءاً من أي اتفاق سياسي ومفاوضات مستقبلية، حتى لو كان الوضع السياسي في سوريا حالياً لا يسمح بذلك».
المعروف أن غيداء زعبي من مواليد وسكان مدينة الناصرة. تعتبر ناشطة بارزة في مجال الحقوق العربية الإسرائيلية. حصلت على ماجستير في الأدب العبري وآخر في إدارة الأعمال، وأدارت عدة مؤسسات عربية، وعربية يهودية، بنجاح. وفي عام 2018 صنفت زعبي واحدة من أكثر 50 امرأة نفوذاً في إسرائيل من قبل مجلة «فوربس». في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إسرائيل، انضمت إلى حزب «ميرتس» اليساري، وانتخبت لعضوية الكنيست. وبرزت كنائب مستقل، لا تتردد في الوقوف ضد الحكومة، خصوصاً في القرارات التي تمس بالمواطنين العرب (فلسطينيي 48) وتمس بعملية السلام. ومع مغادرتها إلى الصين، ستحل محلها في الكنيست، كاتي بياسيكي، وهي حاليا عضو في مجلس بلدية مدينة بات يام. وقال مصدر سياسي لصحيفة «هآرتس»، إن هذه الخطوة تمثل «مكسباً للوزير لبيد، حيث قرر ترقية امرأة عربية إلى منصب دبلوماسي رفيع، كما حصل على عضو كنيست جديد جدير في الكنيست يعزز الائتلاف بدلا من تقويضه».
ومن المواقف البارزة لغيداء، قولها إنه «في ظل واقعنا المركب كان لا بد لنا كعرب فلسطينيين، أن نعمل على صياغات مختلفة في التعريف الذاتي لكياننا، ولصيغة علاقتنا مع الدولة ومع شعبنا الفلسطيني والعالم العربي عموماً. نحن بتنا نعيش في صراعين، داخلي وخارجي: الداخلي هو وضع مجتمعنا العربي الاجتماعي في ظل تفكك قيمنا ومبادئنا التي اعتمدناها سابقاً، ما تسبب بفوضى داخلية وتفشي ظاهرة العنف كناتج عن الصراع الخارجي. وأوضحت أن الخارجي، هو كل ما يتعلق بسياسة الدولة العنصرية تجاهنا، والصراع الناتج عن تشبثنا بهويتنا القومية أمام يهودية الدولة، ناهيك عن شح الميزانيات ومشاكل التخطيط والبناء وتعاظم قوى اليمين المتطرف خاصة بعد الحروب الأخيرة منذ 2006 فلها تبعيات سلبية وأثمان باهظة ندفعها من خلال النضال من أجل الحصول على أبسط الحقوق كمواطنين. ونقف الآن أمام مفترق طرق تاريخي يدفعنا للعمل على تطوير وصياغة هويتنا الجماعية المدنية، ومفهوم المواطنة التي لا تمس هويتنا القومية الفلسطينية بل تعززها وتترجمها لممارسات تتمحور في دوائر اتخاذ القرارات السياسية».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.