إدارة بايدن تفرض عقوبات على «نورد ستريم 2»... وتحذر من غزو روسي شامل خلال 48 ساعة

أعمال جارية في موقع بناء لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» بألمانيا (أ.ف.ب)
أعمال جارية في موقع بناء لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» بألمانيا (أ.ف.ب)
TT

إدارة بايدن تفرض عقوبات على «نورد ستريم 2»... وتحذر من غزو روسي شامل خلال 48 ساعة

أعمال جارية في موقع بناء لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» بألمانيا (أ.ف.ب)
أعمال جارية في موقع بناء لخط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» بألمانيا (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ظهر أمس الأربعاء توقيع العقوبات على خط أنابيب نورد ستريم 2 والمسؤولين الروس عن هذا الخط، وهو الخط الذي يمر منه الغاز الروسي إلى ألمانيا. ومن المحتمل أن تزيد هذه الخطوة من أزمة أسعار الوقود في أوروبا وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وقال البيت الأبيض في بيان إنه «منذ أن بدأت روسيا في نشر قواتها على الحدود الأوكرانية، عملت الولايات المتحدة عن كثب مع حلفائنا وشركائنا لتقديم رد قوي وموحد». مشيراً إلى جهود واشنطن وبرلين لتنسيق الجهود لوقف خط أنابيب نورد ستريم 2 إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وأشار البيان إلى أن بايدن تشاور مع المستشار الألماني أولف شولتز حول هذه العقوبات وأن هذه الخطوة هي جزء آخر من الشريحة الأولية للعقوبات رداً على تصرفات روسيا في أوكرانيا. ولوح البيت الأبيض في البيان بأن إدارة بايدن لن تتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات في تحميل روسيا المسؤولية عن أفعالها.
في الوقت نفسه، حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحكومة الأوكرانية من أنه سيكون هناك غزو روسي واسع النطاق لبلادهم خلال الـ48 ساعة القادمة، وأوضحت أنه سيبدأ بهجوم إلكتروني «ضخم» يستهدف أجهزة الحكومة والمصارف الأوكرانية، بحيث يتسبب في شلل موسع لأجهزة الحكومة، ثم يعقبه توغل بري عسكري للقوات الروسية مدعوم بالدبابات والصواريخ الهجومية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض: «لقد تم تحذير رئيس أوكرانيا من أن روسيا ستبدأ على الأرجح غزواً في غضون 48 ساعة بناءً على معلومات استخبارية أميركية». وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الجيش الروسي جاهز لغزو أوكرانيا، حيث يتجمع 80 في المائة من القوات الروسية الآن في جميع أنحاء البلاد في مواقع هجومية. وأكد المسؤول الدفاعي للصحافيين بشرط عدم الكشف عن هويته: «نقدر اليوم أنه (بوتين) يقترب من 100 في المائة من جميع القوات التي توقعنا أنه سينتقل إليها. إنه قريب بنسبة 100 في المائة». وأضاف أن 80 في المائة من القوات الروسية التي تقدر بنحو 150 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية في (مواقع جاهزة): منتشرون في تشكيل هجوم على بعد بضع كيلومترات من الحدود».
ويخشى قادة المخابرات الأميركية من أن خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، معرضة بشكل خاص لخطر الاستهداف في غزو روسي لأنها قريبة من الحدود الأوكرانية الروسية.
وكان بايدن قد أعلن، مساء الثلاثاء، عن الموجة الأولى من العقوبات الأميركية، محذراً من استعداده للمزيد إذا تصاعدت روسيا. كما أمر بنشر المزيد من قوات الناتو في أوروبا - 800 جندي في إيطاليا، وعشرات طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي إلى دول البلطيق وبولندا، وأثار احتمال إنشاء أول قاعدة دائمة للحلف في أوروبا الشرقية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.