مصر وقبرص واليونان يتوافقون في قمة ثلاثية حول مكافحة الإرهاب

اتفاق على التوصل إلى حلول عادلة للقضية الفلسطينية.. وإحياء جهود السلام

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس خلال لقائهم في نيقوسيا أمس (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس خلال لقائهم في نيقوسيا أمس (إ.ب.أ)
TT

مصر وقبرص واليونان يتوافقون في قمة ثلاثية حول مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس خلال لقائهم في نيقوسيا أمس (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس خلال لقائهم في نيقوسيا أمس (إ.ب.أ)

اختتمت أعمال القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان بالعاصمة القبرصية، أمس، التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، بصدور «إعلان نيقوسيا»، الذي تضمن التأكيد على مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث من أجل تنمية واستقرار منطقة شرق المتوسط، وأهمية تكاثف جهود المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب، وكشف مصادر الدعم المالي والسياسي الذي تحصل عليه الجماعات الإرهابية، والاستفادة من الاحتياطيات الهيدروكربونية في منطقة الشرق المتوسط، وكذا تعزيز التعاون في مجالات السياحة والملاحة البحرية لنقل الركاب والبضائع.
وعلى الصعيد الإقليمي، تناول «إعلان نيقوسيا» عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي جاء في مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن والعراق.
وعلى هامش هذه القمة، أكد رئيس الوزراء اليوناني أن بلاده ستبدأ مشاورات مع كل من مصر وقبرص لترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط، قائلا إن «هذه الحدود التي سيتم ترسيمها في مناطق من المياه الإقليمية لا تحتاج إلى موافقة دول أخرى»، في إشارة واضحة إلى دولة تركيا، وهي طرف مشترك في نزاعات بحرية مع كل من اليونان وقبرص.
وتتنازع تركيا واليونان منذ عقود على ترسيم الحدود البرية والبحرية والجوية بينهما في مناطق داخل بحر إيجه، في وقت اكتشفت فيه قبرص وجود غاز طبيعي في المياه قبالة سواحلها عام 2011، في خطوة اعترضت عليها أنقرة بدورها.
وقال تسيبراس، بعد محادثات مع السيسي وأناستاسيادس: «لقد توافقنا على إجراء المزيد من المشاورات لترسيم مناطقنا البحرية الخالصة أينما نجد هذا الأمر ضروريا، ومن الواضح أن هذا الأمر سيحصل في أماكن لا تحتاج إلى تفاهمات وتعاون مع دول أخرى».
من جانبه، أشاد الرئيس السيسي في كلمته خلال المؤتمر الصحافي الثلاثي الذي أعقب المحادثات، بالعلاقات الوطيدة مع قبرص واليونان. مؤكدا على الموقف المصري الثابت من القضية القبرصية، القائم على الحرص على وحدة الشعب القبرصي بكل طوائفه وسيادة واستقلال وتكامل أراضيه. وقال إن مصر «تتمسك بدورية آلية المشاورات السياسية بين دولنا الثلاث، التي انطلقت على مستوى القمة في القاهرة في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014».
وأوضح السيسي أنه «جرى مناقشة فتح آفاق جديدة للتعاون بين بلادنا، في المجالات الاقتصادية والتجارية منها والاستثمارية، وكذا في مجالات الطاقة والسياحة والنقل البحري، خاصة في أعقاب مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي، والذي أظهر الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الكامنة للاستثمار فيها»، مؤكدا وجود توافق في الرؤى يساهم بمستوى التعاون، ويتناسب مع مستوى العلاقات والتنسيق السياسي القائم لتعزيز التعاون بين أفريقيا وأوروبا.
وفى مجال مكافحة الإرهاب، قال السيسي إن «الإرادة جماعية لدحر الإرهاب والقضاء عليه، وذلك من خلال رؤية شاملة تشمل كل الأبعاد السياسية والاجتماعية والتنموية، وتأتي مدعومة بجهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب، ووقف إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح. ويؤلمنا جميعًا أن تقوم جماعات التطرف والإرهاب التي تستقي أفكارها المتطرفة والعنيفة من مصدر واحد، بارتكاب جرائمها تحت ستار الدين، الذي هو منهم براء، ونرى تلك الجرائم البشعة في صورة مجازر جماعية آثمة يتم اختيار ضحاياها وفقًا للهوية والديانة».
وأعلن الرئيس المصري أنه اتفق على الاستمرار في العمل سويًا للإسهام في التوصل إلى حلول دائمة وتسويات عادلة لقضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وإحياء جهود السلام بهدف تحقيق حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما اهتم زعماء الدول الثلاث بضرورة تكثيف الجهود الدولية بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا ودعم شرعية المؤسسات الوطنية، وأعربوا عن القلق العميق إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والتهديدات الإرهابية التي تلقى بظلالها على أمن واستقرار دول الجوار والدول المتوسطية، واتفقوا على ضرورة المضي قدمًا في مواجهة الجماعات الإرهابية بالتوازي مع الجهود السياسية الدولية الحالية لتحقيق الوفاق الوطني، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وخلال زيارته إلى قبرص، عقد السيسي لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني. وبهذا الخصوص صرح السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بأن الرئيس المصري أكد حرص القاهرة على دفع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، سواء ثنائيًا أو في الإطار الثلاثي مع قبرص. مشيدا بالزخم الذي تشهده العلاقات عبر كثير من الزيارات الثنائية التي تمت في الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها زيارة الرئيس اليوناني لمصر أخيرا، وكذا زيارة وزير الدفاع اليوناني. ونوه الرئيس بأن الحرص المصري على تطوير العلاقات مع اليونان يأتي على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدًا أهمية استشراف آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات على المستوى الثنائي من خلال اللجنة المشتركة بين البلدين، وأبدى موافقة مصر على المقترح اليوناني برفع مستواها لتكون برئاسة رئيسي وزراء البلدين.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليوناني على أهمية استثمار العلاقات المتميزة التي تجمع بين بلاده وكل من مصر وقبرص لدفع العلاقات المتوسطية قدمًا، ولا سيما في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ومواجهة كل التحديات التي تشهدها منطقة المتوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن السيسي وافق على اقتراح طرحه رئيس الوزراء اليوناني لتشكيل لجنة فنية لدفع التعاون في المجالات الاقتصادية المختلفة، وأخرى لترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي عقب وصوله إلى مطار لارنكا الدولي، تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، حيث شارك من الجانب المصري كل من المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، وسامح شكري، وزير الخارجية، وأشرف سالمان، وزير الاستثمار.
من جانبه، أكد الرئيس القبرصي دعم بلاده الكامل لمصر وجهودها، سواء لتحقيق التقدم الاقتصادي ومكافحة الإرهاب في سيناء على الصعيد الداخلي، أو لإرساء الاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة، معربًا عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الوثيق القائم بين البلدين، ورغبتها في تكثيف التعاون والتنسيق في كثير من المجالات، ولا سيما الطاقة والسياحة.
ومن جهته، وجه الرئيس المصري الشكر للرئيس القبرصي على مواقف بلاده المساندة لمصر في الأطر المختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، معربا عن تطلعنا لاستمرار الدعم القبرصي لمصر.
وفي ختام المباحثات الثلاثية، وجه رئيس وزراء اليونان الدعوة للرئيسين؛ المصري والقبرصي، لعقد الدورة القادمة للقمة الثلاثية في اليونان.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».