مقتل وإصابة 25 صومالياً في تفجير انتحاري نفذته «الشباب»

إلغاء اتفاق لوزير النفط مع شركة أميركية

طفل يمر أمام حطام مركبة دمرت بهجوم شنته «حركة الشباب» على الشرطة في مقديشو أول من أمس (أ.ب)
طفل يمر أمام حطام مركبة دمرت بهجوم شنته «حركة الشباب» على الشرطة في مقديشو أول من أمس (أ.ب)
TT

مقتل وإصابة 25 صومالياً في تفجير انتحاري نفذته «الشباب»

طفل يمر أمام حطام مركبة دمرت بهجوم شنته «حركة الشباب» على الشرطة في مقديشو أول من أمس (أ.ب)
طفل يمر أمام حطام مركبة دمرت بهجوم شنته «حركة الشباب» على الشرطة في مقديشو أول من أمس (أ.ب)

ألغى الصومال بشكل مفاجئ، اتفاقاً للتنقيب عن النفط مع شركة أميركية، بينما سقط 25 شخصاً ما بين قتيل وجريح في هجوم انتحاري استهدف مطعماً بمدينة بلدوين في إقليم هيران وسط البلاد.
وبعد ساعات من إعلان عبد الرشيد محمد وزير النفط الصومالي، عن سعادته بتوقيع اتفاقية لاستكشاف النفط في 7 حقول مع شركة «كوستلاين إكسبلوريشن» الأميركية، ألغى الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، الاتفاقية، وقال إنها لن تكون سارية المفعول. وكشف فرماجو النقاب في بيان أصدره مساء أول من أمس عن أن الوزير لم يتشاور معه بشأنها، ودعا المؤسسات الحكومية إلى الابتعاد عن استغلال الثروة الوطنية في هذا التوقيت بما لا يخدم مصلحة البلاد.
واستند فرماجو إلى مرسوم رئاسي في شهر أغسطس (آب) الماضي يمنع مؤسسات الدولة من إبرام أي اتفاقيات رسمية خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. بدوره، أكد محمد حسين روبلي رئيس الحكومة الصومالية، أن الاتفاق غير قانوني، كونه يخالف الدستور والأعراف الوطنية، وبالتالي فهو باطل لا أساس له، وتعهد باتخاذ كافة الإجراءات القانونية رداً على ما وصفه بهذا العمل الذي ينتهك التزامات الثروات الوطنية وإرث الأجيال القادمة، وذلك للحفاظ على الأمانة. كما أعلن روبلي تعليق إجراء عملية انتخابات المقاعد النيابية التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم في مقديشو، بعد تلقيه شكاوى من بعض وجهاء وشيوخ عشائر القبائل البناديرية، وذلك بخصوص انتخابات المقاعد النيابية بمجلس الشعب.
وشكل روبلي لجنة تضم 7 أعضاء من اللجنة الفيدرالية للانتخابات، ومكتبه، للتحقيق في الأمر، وتقديم تقرير في أقرب وقت ممكن. وبموجب نظام الانتخاب غير المباشر المعمول به في الصومال، ينتخب مندوبون، من بينهم شيوخ قبائل، أعضاء البرلمان الذين سينتخبون بدورهم رئيساً جديداً للبلاد في موعد سيُحدد فيما بعد. وتتبع الانتخابات الصومالية نموذجاً معقداً غير مباشر. إذ يتم اختيار حوالي 30 ألف مندوب عشائري لاختيار 275 عضواً في مجلس النواب فيما تنتخب خمس هيئات تشريعية في الولايات أعضاء مجلس الشيوخ. ثم تصوت غرفتا البرلمان لانتخاب الرئيس المقبل. واستكملت انتخابات مجلس الشيوخ العام الماضي، فيما اختار مندوبو العشائر 159 من أعضاء مجلس النواب الـ275.
ويثير المأزق الانتخابي القلق لدى داعمي الصومال الدوليين الذين يخشون من أن ينصرف الانتباه عن المعركة ضد «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، التي تقاتل الحكومة المركزية الضعيفة منذ أكثر من عقد. إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية عن مصدر طبى أن 10 قتلوا، بينما أصيب 15 آخرون بعدما فجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه في مطعم يوجد به عدد كبير من المسؤولين والساسة المحليين في مدينة بلدوين بوسط الصومال، بينما قال سكان إن أحد القتلى مرشح في الانتخابات البرلمانية الجارية حالياً. وأعلنت «حركة الشباب»، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيان لها إن انتحارياً من عناصرها دخل الموقع، مشيرة إلى أن من بين القتلى مساعد حاكم منطقة حيران ومساعد رئيس الشؤون الاجتماعية في منطقة بلدوين ومساعد رئيس أجهزة الاستخبارات في بلدوين. ووقع الهجوم رغم التدابير الأمنية المشددة التي فرضت في بلدوين عشية الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في الدائرة التي تبعد 340 كيلومتراً شمال العاصمة مقديشو. وفي واقعة أخرى، أعلنت الشرطة مقتل شخص وإصابة ستة آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدف مقهى في بوساسو، العاصمة التجارية لولاية بونتلاند.
ورغم طرد «حركة الشباب» من مقديشو عام 2011 بعد هجوم شنته قوة من الاتحاد الأفريقي، لكنها ما زالت تسيطر على مساحات شاسعة من المناطق الريفية في الصومال، وتشن بانتظام هجمات في العاصمة التي تعرضت حديثاً لسلسلة هجمات.



قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
TT

قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

بينما واصلت السلطات السورية الجديدة حملاتها لملاحقة خلايا تتبع النظام السابق في أحياء علوية بمدينة حمص وفي الساحل السوري، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، بأن قتالاً عنيفاً يدور بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد في منطقة منبج شمال سوريا.

وأشار «المرصد السوري» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا في الاشتباكات في محيط مدينة منبج. وذكر «المرصد» أيضاً أن الجيش التركي قصف بعنف مناطق تسيطر عليها «قسد».

وجاء ذلك في وقت قالت فيه «قوات سوريا الديمقراطية» إن القوات الموالية لتركيا شنّت هجوماً واسع النطاق على عدة قرى جنوب منبج وشرقها، مؤكدة أنها نجحت في التصدي للمهاجمين الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على المنطقة المحيطة بسد تشرين على نهر الفرات.

جانب من تشييع مقاتلَيْن كرديين قُتلا في معارك منبج ودُفنا في القامشلي بشمال شرقي سوريا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وتريد تركيا طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكّل عماد «قوات سوريا الديمقراطية» من المنطقة؛ بحجة أنها فرع سوري لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف إرهابياً.

إلى ذلك، في حين كان التوتر يتصاعد في الأحياء ذات الغالبية العلوية في حمص خلال عمليات دهم بحثاً عن عناصر من النظام السابق وتصل ارتداداته إلى الساحل السوري، اجتمع نحو خمسين شخصية من المجتمع الأهلي بصفتهم ممثلين عن طوائف دينية وشرائح اجتماعية في محافظة طرطوس مع ممثلين سياسيين من إدارة العمليات العسكرية (التي تولت السلطة في البلاد الآن بعد إطاحة نظام الرئيس السابق بشار الأسد). وعلى مدى أربع ساعات، طرح المشاركون بصراحة مخاوف المناطق الساحلية؛ حيث تتركز الغالبية الموالية للنظام السابق، وتم التركيز على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي في سوريا عموماً والساحل السوري خصوصاً، بعد تقديم إحاطة سياسية حول الوضع في الداخل السوري والوضع الدولي، والتطورات الحالية وتأثيرها في الواقع السوري.

قوات أمنية خلال عمليات التمشيط في حمص الجمعة (أ.ب)

قالت ميسّرة الجلسة الصحافية، لارا عيزوقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاركين في الجلسة التي نظّمتها «وحدة دعم الاستقرار» (s.s.u) مثّلوا أطيافاً واسعة من المجتمع المحلي، من مختلف الطوائف الدينية، والشرائح الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين سياسيين من إدارة العمليات. وأكدت لارا عيزوقي أن أبرز مطلب للوفد الأهلي كان ضرورة إرساء الأمن، مشيرة إلى تقديم اقتراح بتفعيل لجان حماية محلية؛ بحيث تتولى كل منطقة حماية نفسها في المرحلة الراهنة لمنع الفوضى، مع الاستعداد لتسليم المطلوبين، على أن تُمنح ضمانات فعلية لمنع الانتقامات.

معتقلون يُشتبه بأنهم من النظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

وتابعت لارا عيزوقي أن الافتقار إلى الأمن، وحالة الانفلات على الطرقات، أديا إلى إحجام كثير من الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدارس والجامعات، وبالتالي حرمانهم من التعليم. وأشارت إلى أن الجلسة الحوارية تضمّنت مطالبات بالإفراج عن المجندين الإلزاميين الذين كانوا في جيش النظام السابق رغماً عنهم، وجرى اعتقالهم من قِبل إدارة العمليات.

ولفتت إلى أن الوفد الأهلي شدد أيضاً على ضرورة وضع حد لتجاوزات تحدث، مضيفة أنه جرت مناقشة مطولة لما جرى في قرية خربة معزة؛ حيث أقر الأهالي بخطأ حماية المطلوبين، وأن ذلك لا يبرر التجاوزات التي حصلت أثناء المداهمات.

يُشار إلى أن اشتباكات حصلت في طرطوس في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي لدى ملاحقة قوى الأمن الضابط في جيش النظام السابق محمد حسن كنجو الملقب بـ«سفاح سجن صيدنايا»، وهو رئيس محكمة الميدان العسكري التي تُتهم بأنها السبب في مقتل آلاف المعتقلين.

ومما طرحه أهالي طرطوس، في الجلسة، مطلب صدور عفو عام، إذ إن هناك مئات من الشباب المتعلم اضطرهم الفقر إلى العمل في الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام. ويريد ممثلو الأهالي بحث إمكانية ضم هؤلاء إلى وزارة الدفاع مجدداً، لتجنّب الانعكاسات السلبية لكونهم عاطلين عن العمل. وحسب لارا عيزوقي، كشف ممثل الإدارة الجديدة عن نية «إدارة العمليات» إصدار عفو عام يستثني المتورطين بشكل مباشر في جرائم النظام السابق.

مواطنون في حمص خلال قيام قوات أمن الحكم الجديد بعمليات دهم الجمعة بحثاً عن عناصر من النظام السابق (أ.ب)

ولفتت لارا عيزوقي إلى وجود ممثلين عن شباب بأعمار تتراوح بين 20 و30 سنة، وقالت إنهم يعتبرون أنفسهم ينتمون الى سوريا، لا إلى طائفة معينة ولا يريدون الهجرة ويتطلعون الى لعب دور في مستقبل سوريا، متسائلين عن كيف يمكن أن يحصل ذلك إذا تمّ تأطيرهم داخل مكوّن طائفي.

وحول تسريح الموظفين، عبّر مشاركون عن مخاوف من تسريح آلاف الموظفين لا سيما النساء من ذوي قتلى النظام واللواتي تعلن عائلاتهن -مع لفت النظر إلى اتساع رقعة الفقر وتعمّقها في الساحل خلال سنوات الحرب- حالة الإفقار الممنهجة التي طالت محافظة طرطوس بصفتها محافظة زراعية تدهورت زراعتها في السنوات الماضية.

أطفال في شاحنة بمدينة حمص الجمعة (أ.ب)

وشهدت مدينة طرطوس، بين مساء الخميس وصباح الجمعة، حالة توتر مع توارد أنباء عن جريمة قتل وقعت قرب «شاليهات الأحلام» حيث تستقر مجموعات من «فصائل إدارة العمليات». وحسب المعلومات، أقدم مجهولون على إطلاق نار على شخصين، مما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الأهالي طالبوا «هيئة تحرير الشام» التي تقود إدارة العمليات العسكرية، «بوضع حد للاعتداءات والانتهاكات التي تُسهم في زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي الذي تعيشه المنطقة».

وأشار «المرصد» إلى أن ملثمين مسلحين أعدموا أحد أبناء حي الغمقة الشرقية في مدينة طرطوس، وهو شقيق شخص مطلوب بقضايا جنائية، وذلك خلال تفقد القتيل شاليهاً يملكه في منطقة «شاليهات الأحلام».

وتشهد مناطق تركز العلويين في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية انفلاتاً أمنياً بسبب انتشار السلاح، وتحصّن مطلوبين من عناصر النظام السابق في أحياء وقرى، مما يثير مخاوف من تأجيج نزاع مناطقي.

يُشار إلى أن «إدارة العمليات العسكرية» استكملت، الجمعة، حملة التمشيط التي بدأتها في حمص يوم الخميس، وشملت أحياء العباسية والسبيل والزهراء والمهاجرين، بحثاً عن فلول ميليشيات النظام السابق. وأفيد باعتقال عشرات الأشخاص بينهم من أُفرج عنهم بعد ساعات فقط.