الجيش المالي يقتل 57 إرهابياً في «المثلث الحدودي»

جنود من قوة «برخان» الفرنسية بمنطقة الساحل يغادرون قاعدتهم في جاو بمالي خلال يونيو 2021 (أ.ب)
جنود من قوة «برخان» الفرنسية بمنطقة الساحل يغادرون قاعدتهم في جاو بمالي خلال يونيو 2021 (أ.ب)
TT

الجيش المالي يقتل 57 إرهابياً في «المثلث الحدودي»

جنود من قوة «برخان» الفرنسية بمنطقة الساحل يغادرون قاعدتهم في جاو بمالي خلال يونيو 2021 (أ.ب)
جنود من قوة «برخان» الفرنسية بمنطقة الساحل يغادرون قاعدتهم في جاو بمالي خلال يونيو 2021 (أ.ب)

في أول عملية كبيرة بعد إعلان انسحاب القوات الفرنسية، أعلن الجيش المالي مقتل 8 من جنوده والقضاء على 57 إرهابياً في شمال البلاد، إثر عملية لسلاح الجو استهدفت قاعدة للإرهابيين قرب حدود بوركينا فاسو والنيجر، في المنطقة المعروفة بـ«المثلث الحدودي». وذكر بيان للجيش المالي أن هذا التدخل جاء «لصالح دورية اشتبكت مع مسلحين مجهولين في قطاع أرشام غرب تيسيت» على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود مع بوركينا فاسو والنيجر. وأفادت مصادر محلية مختلفة وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة، بأن نحو 40 مدنياً في مالي قتلوا هذا الأسبوع في هذه المنطقة التي شهدت اشتباكات بين جهاديين وجماعة موالية لتنظيم «داعش».
وبحسب المصادر نفسها، فإن الجهاديين المفترضين المسؤولين عن قتل المدنيين اعتبروا ضحاياهم شركاء لأعدائهم. وتيسيت البلدة الريفية في منطقة غاو كانت مسرحاً للقتال بين هؤلاء الجهاديين في الأسابيع الأخيرة. وسجلت الوقائع في المنطقة المعروفة بالمثلث الحدودي؛ إحدى بؤر العنف التي تهز منطقة الساحل. وينشط هناك بشكل خاص تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى» وجماعة «دعم الإسلام والمسلمين»؛ تحالف جماعات مسلحة منتمية إلى تنظيم «القاعدة». بالإضافة إلى مهاجمة الجيوش الوطنية أو الأجنبية، تخوض هذه الجماعات حرباً فيها للاستيلاء على الأراضي منذ عام 2020. وكانت وحدة الجيش المالي التي اشتبكت مع مسلحين، الجمعة، تبحث عن «ملاجئ إرهابية» لتدميرها. وقال الجيش إن القرار يهدف أيضاً إلى «حماية السكان المدنيين ضحايا التجاوزات التي ارتكبتها جماعات إرهابية تسببت في تهجيرهم قسراً» من مالي إلى مناطق قريبة من بوركينا والنيجر.
في المثلث الحدودي، ينشط أيضاً في الجانب المالي الجيش الوطني والجنود الفرنسيون من قوة «برخان» وكذلك القوات الأوروبية الخاصة من «تاكوبا» وقوة الأمم المتحدة في مالي.
وأعلنت فرنسا وشركاؤها الأوروبيون، الخميس، سحب قواتهم من مالي، مما دفع بالجهات الأجنبية الأخرى للتشكيك في التزاماتها ودفع قوة الأمم المتحدة لدراسة تأثير فك الارتباط هذا. تذرع الفرنسيون والأوروبيون بـ«العراقيل المتعددة التي تضعها السلطات المالية».
تراجع المجلس العسكري في مالي عن التزامه إجراء انتخابات في فبراير (شباط) 2022 لعودة المدنيين إلى السلطة. ويتذرع بالحاجة إلى إصلاحات عميقة والسيادة الوطنية منذ أن فرضت مجموعة دول غرب أفريقيا عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية على مالي في 9 يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال الجيش المالي في بيان إن «التدمير الكامل للقاعدة الإرهابية عقب معارك عنيفة حول الغابة التي لجأوا إليها خلف 8 قتلى و14 جريحاً و5 مفقودين وتدمير مركبتين للقوات المالية المسلحة». وتابع: «قامت القوات الجوية المالية بتحييد أعداد كبيرة من سائقي الدراجات النارية الذين حاولوا مهاجمة وحدة الجيش». وأضاف: «سمحت عملية التمشيط بتحييد 57 وتدمير معدات مختلفة».
وتشهد مالي منذ عام 2012 عمليات لجماعات جهادية مرتبطة بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش»، فضلاً عن أعمال عنف يرتكبها قطاع طرق وميليشيات الدفاع الذاتي. وتُتهم القوات النظامية نفسها بارتكاب تجاوزات. وامتد العنف الذي بدأ في شمال البلاد عام 2012 إلى وسطها ثم إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. وتسبب في مقتل آلاف المدنيين والعسكريين بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف رغم نشر قوات فرنسية وأفريقية وأممية. ولم يساهم استيلاء العسكريين على السلطة في باماكو الذين نفذوا انقلابين في أغسطس (آب) 2020 وفي مايو (أيار) 2021 في لجم دوامة العنف.
إلى ذلك، نظمت السبت في باماكو تظاهرة للاحتفال بخروج الجنود الفرنسيين من مالي، بمبادرة من حركات داعمة للسلطات الانتقالية التي يسيطر عليها الجيش، غير أنها لم تحشد كثيراً من المشاركين، بحسب ما أفاد به صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية. وشارك في التظاهرة بضع مئات من الأشخاص في ساحة الاستقلال وسط العاصمة المالية، وفقاً للصحافيين الذين كانوا موجودين هناك.
وقال عيسى ديارا لوكالة الصحافة الفرنسية: «خرجنا لطرد فرنسا. لسنا في حاجة إلى فرنسا. فلترحل».
وأضاف أنه يقف «خلف (رئيس المجلس العسكري الكولونيل) أسيمي (غويتا) ومالي».
من جهته، قال سيريكي كوياتيه؛ وهو عضو في منظمة مؤيدة للمجلس العسكري، إن «فرنسا طُردت. إذا بقيت تصبح قوة محتلة». وكان الآلاف قد شاركوا في مظاهرات سابقة نظمتها الحركات نفسها دعماً للمجلس العسكري بعد انقلابين في أغسطس 2020 ثم في مايو 2021.
وخلال المظاهرة التي خرجت السبت بمراقبة الشرطة ومن دون أن تسجل خلالها أي حوادث، كُتبت على إحدى اللافتات عبارة: «ماكرون... اخرج من مالي». وطلب المجلس العسكري الحاكم في مالي الجمعة من فرنسا أن تسحب «بلا تأخير» جنودها من البلاد، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن هذا الانسحاب الذي أعلن عنه الخميس سيتم «بطريقة منظمة». وينتشر نحو 2400 عسكري فرنسي في مالي من أصل 4600 في منطقة الساحل. وفك ارتباط هذه القوات وتفكيك قواعدها وكذلك إجلاء معداتها؛ بينها مئات المدرعات، يشكل في ذاته مهمة كبرى وخطرة. وتندد فرنسا والغربيون بما وصفوها باستعانة السلطات المالية بمجموعة «فاغنر» الروسية للخدمات الخاصة التي تعدّ أعمالها مثيرة للجدل. في المقابل تؤكد السلطات المالية عدم لجوئها إلى المرتزقة وتتحدث عن تعاون بين دولة وأخرى مع روسيا.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.