توجه لإقامة طوق أمني محكم حول بغداد

وزير الداخلية العراقي يتعهد بمطاردة «الخارجين عن القانون»

توجه لإقامة طوق أمني محكم حول بغداد
TT

توجه لإقامة طوق أمني محكم حول بغداد

توجه لإقامة طوق أمني محكم حول بغداد

في وقت أقر فيه وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان بنجاح تنظيم داعش في استخدام «الحرب النفسية» كسلاح في الحرب ضد العراق فقد اتهم سياسيين حتى داخل البرلمان العراقي بتمرير خطاب «داعش».
وأعلن الغبان في لقاء مع عدد من وسائل الإعلام العراقية والعربية ومن بينها «الشرق الأوسط» في مبنى وزارة الداخلية أمس أن «معركة تكريت كانت انتصارا أبيض للمؤسسة الأمنية والعسكرية العراقية لكن هذا الانتصار ونتيجة لبراعة العدو في حسن استخدام الحرب النفسية فقد تحول إلى نصر باهت من خلال التركيز على السلبيات».
وفيما يخص ضمان أمن العاصمة العراقية، قال الغبان: إن «الحكومة ستعمل على إقامة طوق أمني محكم حول بغداد من خلال نصب سيطرات نموذجية وبآليات وتقنيات جديدة تضمن انسيابية في حركة السير بالإضافة إلى عدم تسلل المجاميع الإرهابية والمفخخات إلى داخل المدينة».
وتابع وزير الداخلية العراقي: «المسألة الثانية المهمة التي تتصل بأمن العاصمة بغداد هي الأمن المناطقي حيث سيتم تقسيم بغداد إلى مناطق من خلال آمرين مسؤولين عن هذه المناطق مع إشراك الأهالي عبر المجالس البلدية والمخاتير بالإضافة إلى تفعيل الجهد الاستخباري والبدء بعملية رفع تدريجي للسيطرات داخل العاصمة».
وبشأن ما وقع في الثرثار أكد الوزير أن «الحادث الذي وقع في ناظم التقسيم يبعد عن الثرثار بنحو 28 كيلومترا».
وأشار الوزير إلى ما ردده بعض السياسيين ووسائل الإعلام كان مجرد ترديد لما بثته وسائل إعلام «داعش» حيث تم التركيز على ما سمي بالمجزرة بينما بلغ عدد الشهداء في كل قاطع العمليات 25 شخصا.
وقال: «العراق يخوض حربا ليست نظامية بل هي حرب عصابات وحرب مدن وهذه كلها تحصل فيها عمليات قتالية تؤدي إلى حصول خسائر هنا وهناك»، وتابع: «لكن هناك من يحاول تثبيط الهمم والعزائم ببث شائعات لا أصل لها».
وأكد الغبان أن هناك خروقات حصلت بالفعل كما حصلت اعتداءات على ممتلكات المواطنين وهو ما كنا نتمنى عدم حصوله لكن تنظيم داعش شن حربا نفسية جعلت سياسيين ووسائل إعلام حتى وطنية تمرر ما يريد إيصاله من رسائل. وأضاف الوزير: «وقد شارك في ذلك سواء عن حسن نية أم وفق أجندات سياسيين وأعضاء برلمان بحيث يمكنني القول إننا جميعا وقعنا في الفخ الذي نصبه هذا التنظيم المتشدد لنا».
وفي السياق نفسه فقد تعهد الغبان بعدم السماح بجعل السلاح خارج إطار الدولة قائلا: «لن نسمح بأن يكون السلاح خارج الدولة، وسنتصدى للخارجين عن القانون والذين يريدون العبث بمؤسسات الدولة»، وأكد الغبان أن «الدولة ستتصدى لهم وستطبق القانون لأن هؤلاء أخطر من تنظيم داعش».
وكشف الغبان عن قرب بدء الإجراءات الخاصة بقيام وزارة الداخلية بتسلم الملف الأمني في العاصمة بغداد التي يقطنها نحو ثلث سكان العراق، 9 ملايين نسمة، مبينا أن الوزارة ستعمل وضمن خططها في بغداد على رفع جميع نقاط التفتيش من شوارع العاصمة وبناء ثكنات عسكرية في عدد من مناطق العاصمة. وأضاف الغبان أن «القوات الموجودة في تلك الثكنات ستكون مستعدة للتدخل إذا حصل أي طارئ»، لافتًا إلى «وجود 120 ألف عنصر يمثلون القوى القتالية لوزارة الداخلية وستعمل على محاربة المتشددين والخارجين عن القانون».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.