كيف يفيد «أن تكون لطيفاً» صحتك؟

وجد الباحثون أن اللطف يمكن أن يعزز السعادة في أقل من 3 أيام.
وجد الباحثون أن اللطف يمكن أن يعزز السعادة في أقل من 3 أيام.
TT

كيف يفيد «أن تكون لطيفاً» صحتك؟

وجد الباحثون أن اللطف يمكن أن يعزز السعادة في أقل من 3 أيام.
وجد الباحثون أن اللطف يمكن أن يعزز السعادة في أقل من 3 أيام.

يصادف يوم «أعمال اللطف العشوائية» للعام الثاني على التوالي خلال جائحة «كورونا»، لكن أساس الفكرة هو كيفية أن تكون لطيفاً كل يوم.
وبحسب تقرير نشرته قناة «سي إن إن»، لا يقتصر نشر اللطف على مساعدة الآخرين على الشعور بالرضا عن أنفسهم فحسب، بل يمكن أيضاً أن يعزز صحة وسعادة المانح. إنه فوز للجميع، وإليكم الأسباب...

«مساعدة الآخرين»

أظهرت الدراسات أن وضع رفاهية الآخرين على رفاهنا دون توقع أي شيء في المقابل يحفز مراكز المكافأة في الدماغ. وتغرق هذه المواد الكيمائية التي تبعث على الشعور بالرضا نظامنا. لقد ثبت أن العمل التطوعي، على سبيل المثال، يقلل من التوتر ويحسن الاكتئاب.
هذا ليس كل شيء، يمكن للنشاط نفسه أيضاً أن يقلل من خطر الإصابة بالضعف الإدراكي، حتى مساعدتنا على العيش لفترة أطول.
يقول الخبراء إن أحد أسباب ذلك هو أن اللطف يساهم في إحساسنا بالانتماء للمجتمع. ووجدت الدراسات أن هذا هو عامل أساسي في حياة صحية أطول.

انخفاض ضغط الدم

ثبت أن التبرع للآخرين، أو «الإنفاق الاجتماعي الإيجابي»، يقلل من ضغط الدم، ويحسن صحة القلب. طلبت إحدى الدراسات من مجموعة من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم إنفاق 40 دولاراً على أنفسهم، بينما طُلب من مجموعة أخرى من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم إنفاق الأموال على الآخرين. وجد أن أولئك الذين أنفقوا المال على الآخرين انخفض ضغط الدم لديهم أكثر من البقية في نهاية الدراسة التي استمرت 6 أسابيع.

تقليل الآلام

يبدو أن العطاء يخفف من آلامنا. وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين قالوا إنهم سيتبرعون بأموال لمساعدة الأيتام كانوا أقل حساسية للصدمة الكهربائية من أولئك الذين رفضوا العطاء. بالإضافة إلى ذلك، كلما اعتقد الناس أن تبرعهم سيكون مفيداً، قلّ الألم الذي يشعرون به. كيف يمكن حصول هذا؟ وجدت الدراسة أن مناطق الدماغ التي تتفاعل مع التحفيز المؤلم تتعطل على الفور من خلال تجربة العطاء.

السعادة

وجد باحثون في المملكة المتحدة أن اللطف يمكن أن يعزز السعادة في أقل من 3 أيام. وحددت الدراسة الأشخاص في 3 مجموعات؛ كان على المجموعة الأولى أن تقوم بعمل طيب كل يوم؛ والمجموعة الثانية جربت نشاطاً جديداً. والمجموعة الثالثة لم تفعل شيئاً. المجموعة الأولى والثانية شهدتا زيادة كبيرة في السعادة.
ستشعر بمتعة أكبر إذا كنت مبدعاً في تصرفاتك اللطيفة. لقد وجد باحثا السعادة سونيا ليوبوميرسكي وكينون شيلدون أن الأشخاص الذين قاموا بمجموعة متنوعة من الأعمال اللطيفة على مدار الأسبوع أظهروا زيادة أكبر في السعادة من أولئك الذين أجروا نفس النشاط مراراً وتكراراً.
وإليكم الأخبار السارة، يبدو أن أفعال اللطف يمكن أن تكون مجهولة أو مرئية، عفوية أو مخططة، ويمكن أن تكون بسيطة مثل إعطاء مجاملة أو فتح باب لشخص ما.

اقتراحات اللطف

إذا أردتم أن تصبحوا أشخاصاً أكثر لطفاً وإفادة. هناك مئات الأفكار على الإنترنت، وإليك قليلاً منها...
- أثناء القيادة، قوموا بإفساح المجال للسيارة التي تريد دخول مساركم.
- قدموا مجاملة حقيقية لأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء (عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو الدردشة المرئية).
- افعلوا الشيء نفسه مع رئيسكم في العمل، من المحتمل أنه لا يحصل على الإطراءات أبداً!
- تخلَّ عن الضغينة وأخبروا شخصاً أنكم تسامحوه (ما لم يكن إخباره يزيد الأمر سوءاً).
- كونوا موجودين مع صديق يمر بوقت عصيب.
- اعطوا عامل التوصيل بقشيشاً إضافياً.



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.