مصر: «تجاوزات» إعلاميين تضعهم في مرمى المحاسبة

اتهموا بمخالفة «مدونة السلوك المهني وميثاق الشرف»

مقدم البرامج هاني حتحوت (حساب حتحوت على «فيسبوك»)
مقدم البرامج هاني حتحوت (حساب حتحوت على «فيسبوك»)
TT

مصر: «تجاوزات» إعلاميين تضعهم في مرمى المحاسبة

مقدم البرامج هاني حتحوت (حساب حتحوت على «فيسبوك»)
مقدم البرامج هاني حتحوت (حساب حتحوت على «فيسبوك»)

أوقفت نقابة الإعلاميين المصرية 4 مذيعين خلال أسبوعين فقط، وأحالتهم إلى التحقيق، لمخالفتهم «مدونة السلوك المهني، وميثاق الشرف الإعلامي»، بالإضافة إلى بحثها اتخاذ إجراءات مع اثنين آخرين اتُّهما بإثارة الجدل وبلبلة الرأي العام أخيراً، بحسب النقابة.
وشهد شهر فبراير (شباط) الحالي، صدور قرارات عدة بإيقاف مذيعين عن العمل، كان أحدثها قرار منع هاني حتحوت من الظهور في أي وسيلة إعلامية داخل مصر، لمخالفته «ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني، ولعدم تقنين أوضاعه مع النقابة»، بحسب وصف بيان النقابة.
ولم توضح النقابة في بيانها، مساء أول من أمس، الفقرات أو تواريخ الحلقات التي ارتكب فيها حتحوت مقدم برنامج «الماتش»، عبر قناة «صدى البلد»، هذه المخالفات، لكنها طالبت القناة بالتنبيه على كل من يمارس نشاطاً إعلامياً بها في الشعب الخمسة (تقديم برامج - الإخراج - الإعداد - التحرير - المراسلة) سرعة التوجه إلى مقر «نقابة الإعلاميين» لتقنين أوضاعهم.
ورغم توقع خبراء ومتابعين صدور قرارات ضد مذيعين ارتكبوا مخالفات مهنية أثارت جدلاً واسعاً في البداية بمواقع «السوشيال ميديا»، على غرار حسام حداد، مقدم برنامج «صباح الخير يا مصر»، الذي اتهم بـ«إثارة التعصب الكروي»، وشريف عادل ونوران محمود اللذين اتهما بـ«فبركة مكالمة تلفزيونية مع جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب»، فإن صدور قرار منع حتحوت جاء مفاجئاً، بشكل لافت، حيث أبدى عدد من الإعلاميين والرياضيين استغرابهم من القرار، بعدما وصفوا مقدم برنامج «الماتش» بأنه «أحد أبرز المذيعين الرياضيين المحترفين والمهنيين»، حيث كتب نجم منتخب مصر السابق أحمد حسن على صفحته على «فيسبوك»: «بعد إيقاف هاني حتحوت الأكثر مهنية في الوسط الرياضي... إحنا آسفين يا حتحوت»، على حد تعبيره.
وتواصلت «الشرق الأوسط» مع حتحوت، لكنه رفض التعليق على قرار إيقافه، قبل اطلاعه على المخالفات التي ارتكبها ببرنامجه ودعت النقابة إلى إيقافه بناء عليها.
فيما قال نقيب الإعلاميين طارق سعدة لـ«الشرق الأوسط» إنه «سوف تتم مواجهة حتحوت بالمخالفات التي ارتكبها خلال التحقيق معه، بعد الانتهاء من إجراءات تقنين أوضاعه المهنية».
وأصدرت نقابة الإعلاميين قراراً بمنع ظهور المذيع حسام حداد، مقدم برنامج «صباح الخير يا مصر»، علي أي وسيلة إعلامية داخل مصر، في 8 فبراير (شباط) الحالي، وقالت النقابة إن «مقدم البرنامج، خالف ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني في باب المبادئ العامة مادة (4) التي تنص على تأكيد دور الإعلامي في حماية الوحدة الوطنية والتماسك القومي، والمادة رقم (9) التي تلزمه باحترام حقوق الجماهير مستمعين ومشاهدين».
وفي 9 فبراير الحالي، أيضاً، تم إيقاف مقدمي برنامج «الحياة أحلى»، شريف عادل ونوران محمود، بعد بث محادثة هاتفية كاذبة للدكتور مجدي يعقوب، وقال سعدة إن «الشؤون القانونية سوف تقدم دعوى قضائية للنائب العام ضد مقدمي البرنامج والقناة الناقلة، بعد منعهما من الظهور في إعلامياً».
ووفق الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، فإن «عدم تأهيل وتدريب كثير من المذيعين، وعدم فهمهم للمعايير المهنية والأخلاقية والقانونية، وراء تكرار حدوث الأخطاء والأزمات، بالساحة الإعلامية المصرية».
وتقول عبد المجيد، لـ«الشرق الأوسط»: «المخالفات الإعلامية الأخيرة تُعدّ حالات فردية تم الوقوع فيها من دون وعي، أو تأهيل»، مطالبة بـ«ضرورة تسجيل جميع الإعلاميين في جداول النقابة، ليسهل محاسبتهم في حال وقوعهم في أي خطأ»، وأشارت إلى «سعي بعض المذيعين المصريين إلى تعمد الإثارة للفت أنظار المشاهدين إليهم، على حساب القيم المهنية والموضوعية».
ورغم أن التهم التي وجهت لبعض المذيعين المخالفين أخيراً، تتركز على ما قالوه في برامجهم، التي تخالف رؤى قطاعات عدة من الجمهور والمؤسسات، فإن خبراء إعلام يطالبون أولاً بـ«محاسبة هؤلاء المذيعين للعبهم دور المنظرين وأصحاب الرأي، بدلاً من القيام بدورهم الأساسي، وهو نقل الخبر بتوازن ودقة وشمولية».
وتبحث نقابة الإعلاميين أزمة تصريحات الإعلامية المصرية ياسمين عز على واقعة ضرب «عروس الإسماعيلية»، حيث دعت إلى «تحمل غضب الرجل لتجنب الطلاق». وهو ما رفضه المجلس القومي للمرأة؛ إذ أعربت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس، في بيان لها، عن «بالغ استيائها من هذه التصريحات، وقالت: كان أولى بها أن ترفض مثل هذه الجرائم التي تسيء إلى المرأة المصرية وإلى المجتمع بأسره».
وتحث مدونة السلوك المهني للأداء الإعلامي في مصر على «احترام الدستور المصري، والالتزام بالحقائق، والامتناع عن اختلاق الوقائع أو إطلاق الأخبار المفبركة أو المصطنعة أو المضللة، بجانب الاعتماد على مصادر معلنة وواضحة ومسؤولة، بالإضافة إلى عدم خلط الخبر بالرأي، والالتزام بعرض وجهات النظر، بما يحقق التوازن في طرح المادة الصحافية والإعلامية، مع عدم الدخول في ملاسنات أو مشاحنات إعلامية، والامتناع عن إثارة الكراهية والتمييز والتحريض بكل أنواعه بين أطياف الشعب وفئاته».
كما يُعدّ الالتزام بقيم المجتمع وأخلاقه وأعرافه في الحوار والخطاب الصحافي والإعلامي، وعدم استخدام أو السماح باستخدام اللغة والإيماءات المسيئة أو التدني اللفظي من أهم بنود مدونة السلوك المهني، فضلاً عن التأكيد على القيم الروحية والأخلاقية التي ترسخها الأديان السماوية ويؤمن بها ويحترمها المجتمع المصري، وعدم الطعن في أشخاص أو جهات، أو الحط من شأنهم بسبب انتماءاتهم الدينية.



«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.

شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.

وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.

المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)

وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.

وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.

وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.

الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)

وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.

وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».

ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.

كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».

بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».