مصر تؤكد أهمية «الدبلوماسية البيئية» لمواجهة تغير المناخ

خلال مشاركة شكري في فعاليات «مؤتمر ميونخ» للأمن

شكري خلال جلسة «تغير المناخ» ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن (الخارجية المصرية)
شكري خلال جلسة «تغير المناخ» ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن (الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد أهمية «الدبلوماسية البيئية» لمواجهة تغير المناخ

شكري خلال جلسة «تغير المناخ» ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن (الخارجية المصرية)
شكري خلال جلسة «تغير المناخ» ضمن فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن (الخارجية المصرية)

أكدت مصر على «أهمية الدبلوماسية البيئية متعددة الأطراف لمواجهة تغير المناخ»، وقالت إن «تغير المناخ يمثل أزمة عالمية ذات تداعيات غير مسبوقة».
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الخارجية المصري، سامح شكري الرئيس المُعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) أمس، خلال جلسة حول «الدبلوماسية البيئية وتغير المناخ»، وذلك في إطار مشاركته الحالية في فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن.
ووفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية فإن الوزير شكري أشاد خلال الجلسة بما توصلت إليه الدورة الأخيرة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، المنعقدة في غلاسكو، من نتائج إيجابية تعزز الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ، وهو ما انعكس في تزايد الزخم الكبير المتولد عن المؤتمر والإرادة السياسية، التي عبر عنها مختلف زعماء العالم خلاله.
وأكد وزير الخارجية المصري أن «بلاده تدرك أنه لا يزال الكثير من العمل في مجال مواجهة تغير المناخ، وهو ما ستسعى معه، من خلال استضافتها للدورة المقبلة للمؤتمر COP27، على تشجيع جميع الدول على تعزيز إسهاماتها المحددة وطنياً لخفض الانبعاثات، المسببة لتغير المُناخ، على نحو يتوافق مع درجة الحرارة المستهدفة، وفقاً لاتفاق باريس حول تغير المُناخ، وبما يتماشى مع آخر ما توصل إليه العلم في هذا الصدد، ممثلاً في تقارير الهيئة الدولية الحكومية لتغير المناخ IPCC، إلى جانب التركيز على الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على الأرض، وخاصة فيما يتعلق بتوفير التمويل اللازم للتكيف مع تغير المناخ».
وأشار الوزير شكري في هذا الصدد إلى مائدة الحوار، التي ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة الأوروبية الأفريقية في بروكسل، والتي كشفت بشكل واضح عن شواغل الدول الافريقية فيما يتعلق بحجم الدعم الموجه إليهم لتعزيز جهود المحافظة على المناخ في أفريقيا.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد حافظ، فقد أشار وزير الخارجية المصري إلى أن «أحد أبرز الدروس، المستفادة من جائحة فيروس (كورونا)، هو أهمية التعاون الدولي لمواجهة الجائحة، التي تمثل أزمة عالمية تمس جميع الدول»، موضحاً أن تغير المناخ «يمثل كذلك أزمة عالمية ذات تداعيات غير مسبوقة، وهو ما تبرز معه أهمية الدبلوماسية البيئية متعددة الأطراف لمواجهة تغير المناخ»، مشدداً على «ضرورة ألا تنعكس التوازنات السياسية على مفاوضات تغير المناخ».
وأكد وزير الخارجية، بوصفه الرئيس المُعين للدورة المقبلة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) في مصر، على «حرصه على التواصل مع جميع الأطراف المعنية بتغير المُناخ، على نحو يعزز من الثقة فيما بينها، ويراعي شواغلها المختلفة»، موضحاً أن «التحول نحو الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة يجب أن يزيد من مستوى التعاون بين الدول، على نحو يحقق مصالحها المشتركة».
ووفق حافظ، فإن «الوزير شكري أوضح أن التصدي لتغير المناخ ليس مسؤولية مقتصرة على الحكومات، بل تشمل أيضاً المجتمع المدني، بوصفه حاملاً لصوت الأطراف الأكثر تأثراً من تداعيات تغير المُناخ، وكلك القطاع الخاص نظرا لدوره المهم في توفير التمويل اللازم، والتكنولوجيا الحديثة لمواجهة تغير المناخ»، مؤكداً «حرص مصر على تمكين الشباب والمجتمع المدني من الاضطلاع بدور فعال في الجهود الدولية لتغير المناخ، وهو ما تعمل معه على تنظيم أول منتدى للشباب حول تغير المناخ، وذلك في إطار التحضير لاستضافتها للدورة المقبلة للمؤتمر (COP27)».
وعلى هامش «مؤتمر ميونخ»، التقى شكري أمس نائب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن، بوريس روجه، والمدير التنفيذي للمؤتمر بينيديكت فرنكه. وبحث اللقاء التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، والدور المصري لدعم استقرار المنطقة.
وفي لقاء آخر مع رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، أكد شكري على «الاهتمام البالغ، الذي توليه مصر لاستقرار لبنان الشقيق، ومواصلة دعمها في مواجهة التحديات المختلفة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.