القفطان المغربي يتخلى عن التفاصيل الكثيرة ويتجه نحو البساطة

كل التغييرات فيه جائزة إلا المساس بالعمل اليدوي الأصيل

التجديدات طالت الأكمام والتطريزات أيضا ... التجديد في القصات يبدو واضحا على قفاطين اليوم
التجديدات طالت الأكمام والتطريزات أيضا ... التجديد في القصات يبدو واضحا على قفاطين اليوم
TT

القفطان المغربي يتخلى عن التفاصيل الكثيرة ويتجه نحو البساطة

التجديدات طالت الأكمام والتطريزات أيضا ... التجديد في القصات يبدو واضحا على قفاطين اليوم
التجديدات طالت الأكمام والتطريزات أيضا ... التجديد في القصات يبدو واضحا على قفاطين اليوم

تتجه تصاميم القفطان المغربي عادة نحو التركيز على التفاصيل الكثيرة كالتطريز والترصيع باللآليء أو الخرز، فضلا عن القصات الواسعة والأثواب المتدرجة التي تعطي المرأة إطلالة شرقية فخمة، إلا أن المهتمين بتصميم القفطان أجمعوا على التغيير. فالتصاميم السائدة حاليا تميل نحو البساطة أكثر لتمنح المرأة إطلالة منطلقة ومريحة لا تفقدها طابعها الساحر.
ورغم أن الآراء تباينت ما بين رافض للتخلي عن التفاصيل الكثيرة تمسكا بمقوماته الأصيلة وفخامته، وبين مناد لانتهاج التبسيط في التصميم من أجل الراحة والحداثة فإنهم أجمعوا على أن تكون الألوان المتفتحة بألوان الطبيعة هي السائدة. يقول المصمم عبد الوهاب بنحدو في هذا الصدد إن تصاميم القفطان الحالية تخاطب المرأة العملية والعاملة، وتتوجه نحو البساطة والسهولة. كانت الخطوة الأولى تقديمه لها بقطعة واحدة بدل التدرجات في الأثواب، كما كان سائدا في المواسم السابقة، والثانية بتخليه عن الأكمام الطويلة والتطريزات الغنية. يعلق: «قفطان هذا الموسم قطعة خفيفة تعتمد على القصة أكثر من التطريزات، كما يمكن أيضا أن تكون قصيرة».
بساطة القفطان فتحت المجال، حسب بنحدو، للتركيز على الإكسسوارات التي ترافقه، مثل الحزام والحذاء وحقيبة اليد فضلا عن الجواهر التي تسمح للمرأة باستعمالها حسب الإطلالة التي تتوخاها.
طابع البساطة ينطبق كذلك على الأقمشة، التي يفضل أن تكون هي الأخرى، خفيفة مثل حرير الساتان بأنواعه، على أن تكون مطبوعة بورود أو خطوط تجعل القفطان في غنى عن أي تفاصيل إضافية.
من جهته، يرى المصمم أمين المراني، أن شهرة القفطان المغربي على الصعيد العالمي جعلته يتأثر بتوجهات الموضة العالمية، مضيفا أن تصاميمه الحالية تراعي ذوق المرأة، أينما كانت في العالم، وبغض النظر عن جنسياتهن. فحتى في المغرب تختلف أذواق النساء وآراؤهن فيه من مدينة لأخرى مما يستوجب من المصمم مراعاة هذا الاختلاف. وأكد أيضا أن هذا الزخم في خلفيته الثقافية ومحاكاتها للعصري يزيد من جماله وتميزه، وفي الوقت ذاته يعطي مجالا واسعا للإبداع.
هذا الإبداع لا يتنصل من شخصيته التقليدية الأصيلة، لا سيما في العمل اليدوي المتقن الذي يمثل واحدا من أساسياته، ويلعب الدور الأكبر في جعله قطعة مميزة ومثيرة. هذا العمل اليدوي، أو ما يسمى بطرز المعلم، يحتل مكانة كبيرة في صناعته ويتجذر في ثقافته حسب قول المصممة أمينة البوصيري، التي تعمل في هذا المجال منذ 20 عاما. وتؤكد أنها طوال سنوات عملها وتخصصها في تصميم القفطان عايشت صموده أمام كل محاولات التغيير، مشيرة إلى أن العصرنة الزائدة عن حدها تحوله إلى فستان عادي لا يحمل معه أي لمسة من السحر الذي يملكه القفطان ويبرز بالدرجة الأولى حسب رأيها من خلال العمل اليدوي التقليدي.
لكنها لا تمانع توجهه الجديد نحو البساطة من خلال الأقمشة الخفيفة والألوان الباستيلية الخفيفة التي لمست وترا حساسا بدخل المرأة الشابة والمواكبة للموضة على حد سواء، خصوصا وأنها لم تؤثر على أساسياته وفنيته، التي يشرف عليها حرفيون يطلق عليه لقب «المعلمين»، الأمر الذي يصبغ عليه طابع الفخامة والأصالة وإن بلغة عصرية.



5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.