صفاء الصبري
تحظى الاستعدادات لاستقبال رمضان بأهمية كبيرة لدى المغاربة عبر التحضير المسبق لعدد من الحلوى التقليدية والفواكه الجافة ولوازم بعض الأكلات والحساءات المرتبطة بالشهر الفضيل. ورغم أن رمضان هذا العام يأتي في خضم فرض حالة الطوارئ الصحية جراء انتشار فيروس «كورونا»، فإن طقوس الاستعداد له حافظت على مستواها، وغلب عليها الهاجس الصحي أكثر من السابق، إما رغبة في زيادة مناعة الجسم، وإما لاستغلال هذه الفترة في اكتساب عادات صحية كان يصعب تحقيقها تحت مبرر الانشغال بالعمل وضيق الوقت. جولة عابرة في المحال تظهر جلياً أن أجواء رمضان على الأبواب، لكنها تختلف عما مضى.
خلقت أزمة الطوارئ الصحية في المغرب حالة استثنائية بين أفراد المجتمع، فبينما كانت مظاهر التضامن تتجلى في المساعدات المادية، تطلبت المرحلة أيضاً احتياجات خاصة تلقاها الشباب المغاربة بذكاء وابتكروا لها طرقاً للتخفيف من معاناة بعض الفئات الاجتماعية، سواء على المستوى المادي أو المعنوي أو غيرها، التي طرأت فور تنفيذ قرار الحظر. ولعل جولة صغيرة على بعض المجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي تبرز بشكل جلي مختلف أنواع التضامن، كون هذا المجال الافتراضي كان أفضل وسيلة للتواصل، لتقديم أو لطلب الدعم، من دون التعرض لخطر الإصابة بالمرض.
المغرب بالنسبة لكثيرين شمس ودفء فحسب. يأتون إليه في فصل الشتاء هرباً من البرد ومن الازدحام، فضلاً عن أملهم في الحصول على تذاكر وحجوزات. وقلما يتوقعون أن شتاءه لا يقل جمالاً عن ربيعه وصيفه. فكما أن هناك بحراً، هناك جبال تكسوها الثلوج، الأمر الذي يجعل الصورة مختلفة ومميزة. لا يختلف اثنان على أن شتاء المغرب ليس كأي مكان آخر في العالم، إذ على الزائر أن يدرك أنه لن يجد طقساً موحداً في كل أرجائه. فبينما هناك طقس شديد البرودة يروق لمحبي الرياضات الشتوية في الجبال والمرتفعات، هناك آخر معتدل في وسط البلاد، يلبي رغبة سائح هارب من قرص البرد في بلاده، ويلوذ بالمغرب بحثاً عن الشمس في مدن الجنوب.
زيارة المغرب تجربة فريدة من نوعها، سواء كانت إلى مدن الشمال، كطنجة مثلاً، أو في الوسط، كمدينة الدار البيضاء، أو جنوباً، بمراكش والنواحي. كل هذه الجهات تتيح للزائر الاستمتاع بالمناظر الخلابة، وتعلمه كثيراً عن ثقافة السكان المحليين، من خلال طرق عيشهم التقليدية؛ خصوصاً أن معظم منتجاتهم المصنوعة يدوياً وبخامات طبيعية، لا تتوفر سوى في المغرب. الجلود من المنتجات المثيرة للاهتمام في الأسواق العتيقة منتجات الجلود. ميزتها تكمن في أنها مدبوغة بطريقة تعود إلى القرون الوسطى، رغم التقدم الذي عرفه العالم في صناعة الجلود ودباغتها.
يتوفر المغرب على واجهتين بحريتين، واحدة تطل على البحر الأبيض المتوسط، والثانية على المحيط الأطلسي. الأمر الذي يجعله يتمتع بشواطئ خلابة تجذب عشاق الاستجمام والراحة، كما عشاق السباحة وركوب الأمواج. وخلافاً للشواطئ المعروفة في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة وغيرها، هناك شواطئ بعيدة عن الازدحام والضجيج، يقصدها غالباً الباحثون عن أماكن بعيدة عن صخب المدن وكثرة السياح، وما تزال محافظة على طبيعتها العذراء ونقائها المميز.
«إكسير الشباب، زيت الجمال، التفاح الذهبي والذهب الأخضر»، كلها أسماء تطلق على زيت الصبار أو التين الشوكي الذي أحدث ثورة في عالم العناية بالبشرة. وبينما كان المغرب مصدرا لزيت أرغان النادر الذي دخل في الكثير من منتجات التجميل والعناية بالبشرة، بدأ زيت بدور التين الشوكي ينافسه أهمية ومكانة. فقد تم اكتشاف أنه يتمتع بخصائص كثيرة، منها أنها مضاد للتجاعيد وغني بفيتامين «إي» المركز بنسبة أكبر من جميع الزيوت الأخرى.
زينب وريم شقيقتان مغربيتان تعيشان في مدينة نيويورك منذ طفولتهما. عن والدتهما ورثتا عشق الحلي التقليدية المغربية؛ الأمر الذي شجعهما على إطلاق مشروع يحمل عنوان «moroccanbirds» ليكون جسراً يربطهما بجذورهما المغربية. تقول الأختان لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان لوالدتهما الفضل الكبير في تعريفهما بالثقافة المغربية، وبالخصوص الحلي التقليدية التي كانت في البداية مجرد وسيلة للمتعة تستهويهما بجمالها وتفاصيلها وهما طفلتان.
كثُر الحديث عن مدينة شفشاون أو «الشاون» المغربية في السنوات الأخيرة، وانتعشت سياحتها. السبب أنها لم تعُد سراً لا يعرفه سوى قلة من الناس، بعد أن تغنى الشعراء والمغنون بجمالها، وبعد أن احتلت المركز السادس ضمن أجمل مدن العالم. حتى المغاربة لم يكونوا يعرفون عنها الشيء الكثير منذ أكثر من عقد من الزمن، ثم جاء المغني نعمان لحلو فغنى أغنيته الشهيرة «شفشاون يا النوارة»، أي «يا وردة»، في فيديو كليب صُور في أزقتها وبين بيوتها ليفتح عيونهم على سحرها وجاذبيتها. والحقيقة، أن السفر إليها، تجربة فريدة تُغذي كل الحواس.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة