أدت لاندلاع حرب عالمية... ما عملية «الراية الزائفة» التي تُتهم روسيا باستخدامها؟

آليات عسركية روسية تتجهز للعودة الى قواعدها الأساسية بعد المشاركة في تدريبات (أ.ب)
آليات عسركية روسية تتجهز للعودة الى قواعدها الأساسية بعد المشاركة في تدريبات (أ.ب)
TT

أدت لاندلاع حرب عالمية... ما عملية «الراية الزائفة» التي تُتهم روسيا باستخدامها؟

آليات عسركية روسية تتجهز للعودة الى قواعدها الأساسية بعد المشاركة في تدريبات (أ.ب)
آليات عسركية روسية تتجهز للعودة الى قواعدها الأساسية بعد المشاركة في تدريبات (أ.ب)

انضم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الخميس إلى العديد من القادة الغربيين الذين يتهمون روسيا بالتآمر لخلق ذريعة للحرب مع أوكرانيا من خلال تنفيذ ما يسمى بعمليات «الراية الزائفة»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الموالية لروسيا قصفت روضة أطفال في منطقة دونباس الانفصالية بجنوب شرقي أوكرانيا، فيما وصفه بـ«الاستفزاز الكبير».
وأبرزت لقطات فيديو نشرتها الشرطة الأوكرانية ثقباً في جدار من الطوب في غرفة مبعثرة بالحطام حيث تظهر لعب الأطفال على الأرض. لم يصب أي طفل بأذى، ولكن عانى ثلاثة بالغين من ارتجاج في الدماغ.

وقال الكرملين إن موسكو «قلقة للغاية» بشأن تقارير عن تصعيد بعد أن اتهم الانفصاليون في وقت سابق القوات الحكومية الأوكرانية بفتح النار على أراضيهم أربع مرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
ومع ذلك، أكد جونسون أن الحلفاء الغربيين «يعرفون» أنها كانت عملية «راية زائفة»، والتي «تهدف إلى تشويه سمعة الأوكرانيين، وخلق ذريعة، والاستفزاز».

*ما هي عملية الراية الزائفة؟
تشير «الراية الزائف» إلى عملية سرية مصممة للظهور كما لو كانت قد نفذتها مجموعة أو دولة أخرى - تستخدم مثل هذه العمليات عموماً لوضع ذريعة للحرب.
كما تشير إلى الأنشطة التي يقوم بها الأفراد أو المنظمات الحكومية لتقويض الخصوم السياسيين والعسكريين.

*من أين جاء المصطلح؟
تمت صياغة العبارة في الأصل لوصف ممارسة سفن القراصنة التي تحمل ألوان دول أخرى لخداع السفن التجارية للاعتقاد بأنها تتعامل مع سفينة صديقة، وفقاً لبحث أجرته قناة «هستوري».
في حين أن القراصنة عادةً ما يكشفون عن ألوانهم الحقيقية قبل الهجوم مباشرة، إلا أن الراية الزائفة تستمر أحياناً في الظهور خلال الهجوم، ومن هنا جاء مصطلح «الهجوم تحت راية كاذبة - زائفة».
مع مرور الوقت، تم تطبيق المصطلح على أي عملية سرية سعت إلى نقل المسؤولية إلى طرف مختلف عن الطرف الذي ينفذها، كما حدث في الماضي.

*متى تم استخدام الاستراتيجية من قبل؟
ربما كانت أشهر عملية راية زائفة هي تلك التي نفذها النازيون الألمان فيما أصبح يعرف باسم حادثة جلايفيتز.
في عام 1939، أمر أدولف هتلر بعض ضباطه بالتظاهر بأنهم جنود بولنديون لشن هجوم على محطة إذاعية في البلاد.
نتج عن هذه الخطوة دعم أقسام من الجمهور الألماني لغزو بولندا، مما أدى في النهاية إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.
في خطاب شهير الآن، ألقاه هتلر قبل الغزو مباشرة، قال: «المصداقية لا تهم. لن يسأل المنتصر عما إذا كان قد قال الحقيقة».

*ماذا بعد في أوكرانيا؟
في حديثه عن هجوم دونباس اليوم، قال جيمس كليفرلي، وزير الجوار الأوروبي والأميركتين في المملكة المتحدة، إنها كانت «محاولة سيئة» من قبل موسكو «لتلفيق» ذريعة لغزو أوكرانيا.
وقال في اجتماع طارئ لمجلس الأمن في نيويورك «لذلك من الواضح أننا في منعطف حرج لمنع المزيد من التصعيد»، مضيفاً أن عملية العلم الزائف كانت خدعة «مباشرة من كتاب قواعد اللعبة في الكرملين».
شجع كليفرلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الانخراط في «العملية الدبلوماسية» التي بناها الحلفاء الغربيون «على مدى عدة عقود» وحل التوترات مع أوكرانيا «من خلال الوسائل السلمية».
https://twitter.com/JamesCleverly/status/1494441303131701254?s=20&t=rkVjHN0QaGPsbgSwnI4vvA



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.