توجه لتداول عقود الخيارات في السوق المالية السعودية

مؤشر الأسهم الرئيسية يسجل أعلى إغلاق أسبوعي منذ 15 عاماً

سوق الأسهم السعودية تواصل أداءها الصعودي (رويترز)
سوق الأسهم السعودية تواصل أداءها الصعودي (رويترز)
TT

توجه لتداول عقود الخيارات في السوق المالية السعودية

سوق الأسهم السعودية تواصل أداءها الصعودي (رويترز)
سوق الأسهم السعودية تواصل أداءها الصعودي (رويترز)

ذكرت مصادر مالية مطلعة، أمس، أن السعودية تعتزم السماح بتداول عقود الخيارات على أسهم محددة، قريبا بهدف تحسين مستوى السيولة النقدية في أكبر سوق أوراق مالية بالشرق الأوسط.
وفي وقت تعد فيه الخطوة، إن تم الإعلان عنها، هي الأولى من نوعها التي تطبقها السوق المالية السعودية، ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مصادرها القول إن سوق الأوراق المالية السعودية «تداول» تعتزم السماح بتداول عقود الخيارات على أسهم ما بين 5 و10 شركات بصورة أولية خلال الأسبوعين المقبلين، مضيفة أنها ستسجل المزيد من الأسهم في هذه الفئة عندما تحقق هذه الأسهم معايير محددة.
وأشارت «بلومبرغ» إلى أن هذه الخطوة هي الأحدث في اتجاه تحرير سوق الأسهم السعودية، الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وتشجيع المزيد من المستثمرين الأجانب على الاستثمار فيها.
وفتحت السعودية واحدة من أكبر أسواق الأسهم المغلقة في العالم بهدف زيادة مشاركة الأجانب في السوق منذ خمس سنوات فقط، بينما كانت قد سمحت للمستثمرين الأجانب بشراء الأسهم في عمليات الطرح العام الأولي للشركات السعودية.
ومعلوم أن عقود الخيارات، هي نموذج تداول تنبني على التنبؤات بمستقبل سعر الورقة المالية، وتعمل بآلية منح الحق لشراء أو بيع أصل ما بسعر محدد في أي وقت قبل التاريخ المُحدد مسبقًا، إلا أنها غير ملزمة.
وتفصيلا، يسمح خيار الشراء للمشتري بالحق في شراء الأصل مع توقع أن قيمته ستزداد قبل الوقت المحدد، وبالتالي شراؤه مبكرًا يكون أرخص بكثير، بينما يمنح خيار البيع للبائع فرصة لبيع الأصل مع توقع انخفاض قيمته قبل الوقت المحدد، فكلما باع مبكرًا ربح أكثر.
بيد أن عملية تداول عملية تداول عقود الخيارات في الأسواق العالمية، تنطوي على درجة عالية من المخاطر، لذلك يجب قبل الاستثمار بها استيعاب العملية كاملة.
من جانب آخر، تواصل سوق الأسهم السعودية تسجيل مؤشرات أداء صعودية حيث أنهت تداولات السوق السعودية الرئيسية، تعاملات الأسبوع على ارتفاع بـنسبة 1.7 في المائة 208 نقاط مغلقا عند 12477 نقطة، ليسجل بذلك أعلى إغلاق أسبوعي محقق منذ يوليو (تموز) من عام 2006 أي منذ ما يقارب 15 عاما.
ووفق بيانات السوق، صعد معدل التداول اليومي بشكل بارز خلال تداولات الأسبوع وتحديدا بنسبة 55 في المائة ليصل إلى 8.8 مليار ريال (2.3 مليار دولار) بتداولات إجمالية على مدار 5 جلسات بلغت 44.2 مليار ريال مقابل 5.7 مليار ريال بقيمة 28.5 مليار ريال، في الأسبوع المنصرم.
وحققت 15 قطاعا ارتفاعا خلال الأسبوع الماضي تصدرها قطاع البنوك الصاعد بنسبة 4.3 في المائة، ثم قطاع الرعاية الصحية المرتفع 1.9 في المائة، بينما سجلت 6 قطاعات تراجعات جاء أعلاها قطاع السلع طويلة الأجل المنخفض بنسبة 3.3 في المائة، بينما سجل قطاع المواد الأساسية نسبة هبوط قوامها واحد في المائة تقريبا.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».