إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

- بلوغ مرحلة انقطاع الطمث
عمري 46 سنة، والدورة الشهرية مضطربة وغير منتظمة لدي، هل بلغت مرحلة انقطاع الطمث؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظي أن المرأة تولد بكامل عدد بويضاتها في المبايض. ويحصل خروج بويضة واحدة مكتملة النمو من أحد المبيضين مرة كل شهر. كما لاحظي أن المبيضين ينتجان أيضاً هرموني الإستروجين والبروجسترون، وهما هرمونان أنثويان يضبطان عمليات تكوين وخروج نزيف طمث الدورة الشهرية، وكذلك عملية خروج البويضات.
إن بلوغ سن اليأس يحدث عندما تتوقف المبايض عن إطلاق بويضة كل شهر، ويتوقف خروج نزيف الحيض، وينخفض إنتاج هرمون الاستروجين من المبيضين. أي عند حدوث هذه الأمور الثلاثة مجتمعة.
وهناك بلوغ طبيعي لمرحلة سن اليأس، وبلوغ آخر غير طبيعي. والبلوغ غير الطبيعي هو الذي يحصل نتيجة استئصال المبيضين أو تعرضهما للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. ومتوسط العمر الطبيعي للبلوغ الطبيعي لسن اليأس هو 50 سنة تقريباً. ويُصنف انقطاع الطمث الطبيعي بأنه سابق لأوانه إذا حدث قبل سن 40 عاماً، ومبكرٌ إذا حصل بين سنّي 40 و45 عاماً.
الانقطاع الطبيعي للطمث يحصل ببطء وعلى مراحل. والمرحلة الأولى تُسمى «فترة ما حول انقطاع الطمث»، وهي مرحلة تستغرق في الغالب سنوات عدة (4 - 8 سنوات). وخلالها يحصل اضطراب في عمل المبايض لإفراز النسب الطبيعية من هرمون الاستروجين الأنثوي. وبالتالي، قد يرافق ذلك عدد من الأعراض، كعدم انتظام الدورة الشهرية، أو الهبّات الساخنة، أو التعرق الليلي، أو اضطرابات النوم، أو خفقان نبض القلب، أو ألم الثدي، أو فقدان امتلاء الثدي، أو جفاف المهبل، أو جفاف الجلد، أو تكرار التبول، أو التقلبات النفسية العاطفية والمزاجية، أو سهولة الشعور بالتعب، أو الاكتئاب، أو الصداع، أو آلام المفاصل والعضلات، أو زيادة الوزن، أو تساقط الشعر، أو البرود الجنسي.
وتختلف النساء في مدى حصول هذه الأعراض لديهن، كما قد لا يتنبه بعضهن إلى أن اضطرابات الهرمونات هي السبب فيها لديهن. ولكن تجدر ملاحظة أنه على الرغم من عدم انتظام دورات الحيض الشهرية في هذه الفترة، فإن من الممكن أن تحمل المرأة.
وبلوغ سن اليأس بعد ذلك، يتم تشخيصه عندما ينقطع نزيف حيض الدورة الشهرية تماماً لمدة 12 شهراً متتابعاً. وذلك نتيجة التوقف التام من المبايض عن إطلاق البويضات وعن إنتاج معظم هرمون الاستروجين. أي أنه بعد مرور عام كامل على آخر دورة شهرية، تعتبر المرأة «في سن اليأس». ولا يوجد تحليل أو فحص معين يُمكن إجراؤه لتشخيص بلوغ سن اليأس، بل هو ما تم ذكره من انقطاع الحيض لمدة عام.

- النوم ووزن الجسم
هل يساعد النوم الكافي في خفض الوزن؟
- هذا ملخص أسئلتك عن علاقة النوم الليلي بالمساعدة في خفض الوزن، وعن التعليل الطبي لذلك إن كان صحيحاً. ولاحظ معي أن أحد الأسباب الرئيسية للسمنة هو تناول سعرات حرارية أكثر من اللازم للجسم. وتوصلت الدراسات الاكلينيكية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من النقص في نوم الساعات الليلية الكافية، من المرجح أن يستهلكوا سعرات حرارية أكثر مما قد يستهلكونه لو كانوا ينامون بشكل صحي في عدد ساعات النوم وفي فترة الليل بالذات. كما أثبتت ذلك دراسات أخرى أفادت بأن الذين يعانون من زيادة الوزن والذين لم يكونوا يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، انخفض وزنهم عند تعويدهم على النوم الكافي بالليل.
وكان تعليق أطباء جامعة هارفارد على هذا الأمر بإفادتهم أننا أصبحنا نستيقظ على حقيقة لم نكن ندركها، وهي أن للنوم دوراً في التحكم بالوزن وأن النوم الجيد ليلاً ليس فقط أحد مفاتيح الصحة الجيدة، بل قد يكون أيضاً مفتاحاً للحفاظ على وزن صحي. كما أن هناك أدلة متزايدة على أن الأشخاص الذين يحصلون على القليل من النوم الليلي يكونون عرضة لزيادة الوزن والسمنة بشكل أكبر من الأشخاص الذين ينامون سبعاً إلى ثماني ساعات كل ليلة. ولذا؛ يمكن أن تكون قلة النوم مساهماً رئيسياً في وباء السمنة.
وهناك طرق عدة يمكن أن يؤدي بها الحرمان المزمن من النوم إلى زيادة الوزن، وذلك إما عن طريق زيادة كمية الطعام التي يأكلها الإنسان أو تقليل الطاقة التي يحرقها. وأوضحها أن عدم النوم الليلي الكافي يُسهم في زيادة الشعور بالجوع؛ لأن الحرمان من النوم يتسبب بالاضطراب في الهرمونات التي تتحكم في الجوع.
كما أن السهر الليلي يُعطي مزيداً من الوقت لتناول الطعام دون حاجة الجسم إلى ذلك. وقد لاحظت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون أقل كل ليلة، يأكلون بالفعل أكثر من الأشخاص الذين ينامون طوال الليل؛ وذلك فقط لمجرد أن لديهم وقتاً أطول للاستيقاظ.
ولاحظت دراسات أخرى، أن الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم ليلاً يشعرون بإرهاق أكثر أثناء النهار؛ ما قد يحدّ من نشاطهم البدني، وقضائهم وقتاً أقل في ممارسة الرياضة بشكل يومي، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم الليلي.
وثمة ملاحظة لا تزال في حاجة إلى مزيد من البحث، مفادها أن الأشخاص الذين يعانون من الحرمان من النوم تميل درجة حرارة أجسامهم إلى الانخفاض؛ ما قد يؤدي بدوره إلى انخفاض حرق الطاقة.

- الغدة الدرقية واليدان
ما تأثير كسل الغدة الدرقية على اليدين؟
- هذا ملخص أسئلتك عن إصابتك بكسل الغدة الدرقية وملاحظتك عدداً من التغيرات في اليدين. ولاحظي أن قصور الغدة الدرقية يحدث عندما تفرز الغدة الدرقية هرمونات غير كافية لتلبية احتياجات الجسم. وهذا يمكن أن يسبب ظهور عدد من الأعراض في مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك في اليدين. كما لاحظي أن هرمون الغدة الدرقية يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على عمل عدد من الأعضاء بشكل صحيح، مثل القلب والدماغ والأمعاء والمفاصل والعضلات والجلد وغيره. وأيضاً ينظم العمليات الكيميائية ـ الحيوية للتمثيل الغذائي، والتنفس، ودرجة حرارة الجسم، ومستويات الكوليسترول وغيره.
وعندما تكون ثمة مستويات منخفضة من هذا الهرمون، قد تظهر أعراض متنوعة في اليدين، تختلف من خفيفة إلى شديدة وفق مدى مستوى ذلك النقص الهرموني. وبعضها لا يتداخل مع الأداء الوظيفي لليدين، والبعض الآخر قد يعيق ذلك.
وعليه، قد يعاني الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية من برودة اليدين، وألم وتنميل وإحساس بالوخز في اليدين والأصابع، وهو ما يعرف بمتلازمة النفق الرسغي. وكذلك من تقصف الأظافر، وظهور حواف بيضاء على الأظافر، وانقسام تشقق الأظافر، وبطء نمو الأظافر. وفي أحيان عدة، يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية أيضاً ألماً في المفاصل والعضلات باليدين. كما أنه في حالات أخرى متقدمة من طول مدة كسل الغدة الدرقية وتأخر علاج ذلك، قد يؤثر هذا الألم على اليدين لدرجة التسبب بتصلب المفاصل باليدين، والألم عند لمس أجزاء من اليدين، وتورم مفاصل الأصابع.
والجيد في الأمر، أنها تغيرات تزول في الغالب مع بدء تناول الهرمون التعويضي للغدة الدرقية.

استشاري باطنية وطب قلب للكبار
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]


مقالات ذات صلة

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
TT

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)
امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن أسلوب تناول الطعام الطازج المدعم بزيت الزيتون يمكن أن يعزز صحة الدماغ من خلال تعزيز بكتيريا أمعاء معينة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة تولين الأميركية أن الفئران المعملية التي اتبعت النظام الغذائي المتوسطي طوّرت أنماطاً مختلفة من بكتيريا الأمعاء عن تلك التي التزمت بالنظام الغذائي الغربي.

وجدت الدراسة، التي نُشرت في Gut Microbes Reports، أن التغييرات البكتيرية المرتبطة بالنظام الغذائي المتوسطي أدت إلى تحسن الأداء الإدراكي.

قالت الدكتورة ريبيكا سولش أوتايانو، المؤلفة الرئيسية للدراسة من مركز أبحاث الأعصاب السريرية بجامعة تولين: «لقد علمنا أن ما نأكله يؤثر على وظائف المخ، لكن هذه الدراسة تستكشف كيف يمكن أن يحدث ذلك».

وتابعت: «تشير نتائجنا إلى أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر على الأداء الإدراكي من خلال إعادة تشكيل ميكروبيوم الأمعاء».

النظام الغذائي المتوسطي، الذي تُوج أفضل نظام غذائي على الإطلاق لمدة 8 سنوات متتالية من قبل US News & World Report، قائم على النباتات ويعطي الأولوية للخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية والمكسرات والبذور مع الحد من اللحوم الحمراء والسكر.

وثبت أن النظام الغذائي المتوسطي يساعد في إنقاص الوزن وتحسين نسبة السكر في الدم وخفض ضغط الدم والكوليسترول. كما ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف وأنواع معينة من السرطان.

هذه الدراسة الأخيرة في جامعة تولين هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين النظام الغذائي المتوسطي والغربي، والميكروبات والوظيفة الإدراكية.

لنمذجة تأثيرات النظام الغذائي خلال فترة حرجة من التطور، استعان الباحثون بفئران. ووجدوا أن الفئران التي تغذت على نظام غذائي متوسطي، مع تناول كميات كبيرة من زيت الزيتون والأسماك والألياف، أظهرت زيادة ملحوظة في البكتيريا المعوية المفيدة مقارنة بتلك التي تناولت نظاماً غذائياً غربياً عالي الدهون ومنخفض الخضار وغني جداً باللحوم.

وقد ارتبطت التحولات البكتيرية في الفئران المتوسطية، التي تضمنت مستويات أعلى من البكتيريا مثل Candidatus Saccharimonas، بتحسن الأداء الإدراكي والذاكرة. وعلى النقيض من ذلك، ارتبطت المستويات المتزايدة من بعض البكتيريا، مثل Bifidobacterium، في الفئران التي اتبعت نظاماً غربياً بضعف وظيفة الذاكرة.

وقد أثبتت دراسات سابقة وجود صلة بين النظام الغذائي الغربي والتدهور المعرفي، فضلاً عن السمنة والقضايا العاطفية والسلوكية.

ولاحظ الباحثون أن مجموعة النظام الغذائي المتوسطي أظهرت أيضاً مستويات أعلى من المرونة المعرفية، أي القدرة على التكيف واستيعاب المعلومات الجديدة، مقارنة بمجموعة النظام الغذائي الغربي.

وتشير الفوائد الواضحة للالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي إلى أن التأثيرات المماثلة قد تنعكس على الشباب الذين لا تزال أدمغتهم وأجسامهم في طور النمو.

وقال المؤلف المشارك الدكتور ديميتريوس م. ماراجانوري: «تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المتوسطي أو تأثيراته البيولوجية يمكن تسخيرها لتحسين الأداء الدراسي لدى المراهقين أو أداء العمل لدى الشباب».

وتابع: «في حين أن هذه النتائج تستند إلى نماذج حيوانية، إلا أنها تعكس الدراسات البشرية التي تربط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف».

واستناداً إلى هذه النتائج، يدعو الباحثون إلى إجراء دراسات بشرية واسعة النطاق للتحقيق في العلاقة بين الوظيفة الإدراكية والنظام الغذائي وبكتيريا الأمعاء.