التهديدات للحيتان تتزايد على طول «الطرق السريعة» للهجرة

اعتبر التقرير أن التهديد الأهم للحيتان والدلافين هو الوقوع في معدات الصيد و«شباك الأشباح» (رويترز)
اعتبر التقرير أن التهديد الأهم للحيتان والدلافين هو الوقوع في معدات الصيد و«شباك الأشباح» (رويترز)
TT

التهديدات للحيتان تتزايد على طول «الطرق السريعة» للهجرة

اعتبر التقرير أن التهديد الأهم للحيتان والدلافين هو الوقوع في معدات الصيد و«شباك الأشباح» (رويترز)
اعتبر التقرير أن التهديد الأهم للحيتان والدلافين هو الوقوع في معدات الصيد و«شباك الأشباح» (رويترز)

حذر تقرير من أن الحيتان في العالم تواجه تهديدات متزايدة في موائلها الرئيسية و«الممرات الزرقاء» التي تستخدمها للهجرة عبر المحيطات.
وبحسب التقرير الذي نشرنه صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية، دعت جمعية «WWF» الخيرية لحماية الثدييات البلدان إلى اتخاذ إجراءات على طول «الطرق السريعة للحيتان».
تلعب الحيتان أدواراً رئيسية في الحفاظ على صحة المحيطات ومجموعات الأسماك، فضلاً عن تخزين الكربون، لكن ستة من أصل 13 نوعاً من الحيتان الكبيرة معرضة للخطر أو معرضة للانقراض رغم عقود من الحماية من صيد الحيتان.
ويظهر تقرير أعدته الجمعية بالتعاون مع علماء البحار، بما في ذلك من جامعة ساوثهامبتون، وجامعة ولاية أوريغون وجامعة كاليفورنيا سانتا كروز، تفاصيل هجرات الحيتان والتهديدات التي يواجهونها على طول الطريق.
يعتمد التقرير على بيانات تتبع الأقمار الصناعية لـ845 حوتاً تم جمعها على مدى الثلاثين عاماً الماضية لرسم خريطة لكيفية انتقال الحيتان الحدباء والحيتان ذات الزعانف والزرقاء، عبر المحيطات بدءاً من منطقة التكاثر وصولاً إلى مناطق التغذية الرئيسية.
ويسلط التقرير الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهونها من النشاط البشري، سواء في موائلهم الحرجة وأثناء الهجرة على طول السواحل وعبر المحيطات مثل المحيط الهادي والهند والمحيط الأطلسي، بما في ذلك مياه المملكة المتحدة.
وقال التقرير إن التهديد الأهم للحيتان والدلافين هو الوقوع في معدات الصيد و«شباك الأشباح»، التي يتخلص منها الصيادون أو يفقدونها أو يتركونها، مما يقتل ما يقدر بنحو 300 ألف حوت سنوياً.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الحيتان: الصيد الجائر الذي يحد من إمداداتهم الغذائية، وحركة السفن المتزايدة التي ترفع من مخاطر تعرضهم للصدم، والضوضاء تحت الماء، والتلوث الكيميائي والبلاستيكي، والتنقيب عن النفط والغاز في البحر.
لا تزال حفنة من البلدان تصطاد الحيتان تجارياً، كما أن الثدييات معرضة أيضاً لخطر تغير المناخ، مما يؤثر على فرائسها وأوقات الهجرة ويقلل من الموائل المهمة مثل الجليد البحري.
وقال كريس جونسون، الذي يقود مبادرة «WWF» لحماية الحيتان والدلافين إن «الآثار التراكمية للأنشطة البشرية - بما في ذلك الصيد الصناعي، وضربات السفن، والتلوث الكيميائي والبلاستيك والضوضاء، وفقدان الموائل وتغير المناخ - تخلق عقبة خطيرة وأحياناً مميتة للحيتان».
وتدعو الجمعية المجتمع الدولي إلى العمل معاً لتقديم مناطق بحرية محمية شاملة تتداخل مع «الممرات الزرقاء» الدولية.
تريد الجمعية أن ترى السفن تتحرك بعيداً عن موائل الحيتان كما تدعو إلى اتخاذ تدابير للحد من الضوضاء تحت الماء وضربات السفن. كما تسعى لتكثيف الجهود المبذولة للتخلص من «شباك الأشباح» وتنظيفها وتقليل التلوث البلاستيكي والعمل على إنهاء اصطياد الحيتان «للصيد العرضي» في مصايد الأسماك.
يشير التقرير إلى تقييم من صندوق النقد الدولي يقدر القيمة الجوهرية لكل حوت كبير بأكثر من مليوني دولار (1.5 مليون جنيه إسترليني)، مما يجعل قيمة الحيتان في العالم نحو التريليون دولار.
قال التقرير إن صناعة مشاهدة الحيتان العالمية وحدها تقدر بأكثر من ملياري دولار سنوياً.
وتدعو الجمعية المجتمع الدولي للعمل معاً لحماية الممرات الزرقاء في العالم، من خلال دعم معاهدة أعالي البحار التابعة للأمم المتحدة، والمقرر التفاوض النهائي حولها في مارس (آذار) المقبل، وإنشاء شبكات من المناطق البحرية المحمية في المحيط المفتوح.



افتتاح «مركز الدرعية» الوجهة الأولى لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا

المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)
المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)
TT

افتتاح «مركز الدرعية» الوجهة الأولى لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا

المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)
المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)

نحو إثراء المشهد العالمي لفنون الوسائط الجديدة عبر تقديم وجوه إبداعية من المنطقة، تجمع بين الفن، والتكنولوجيا، والابتكار، افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل أبوابه رسمياً، اليوم (الثلاثاء)، بوصفه أول مركز مخصص لفنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، متخذاً من منطقة الدرعية التاريخية المسجّلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي موقعاً له.

ويأتي المركز في مبادرة تجمع بين وزارة الثقافة، وهيئة المتاحف، وشركة الدرعية في السعودية، في الوقت الذي انطلق ببرنامج متنوع يشمل أنشطة ومعارض فريدة ومبادرات تفاعلية مع الجمهور، مع التركيز على تمكين الفنانين والباحثين ومتخصصي التكنولوجيا من داخل المنطقة وخارجها، في بيئة إبداعية مجهزة بأحدث المختبرات والاستوديوهات الرقمية ومساحات العرض المبتكرة.

وقالت منى خزندار المستشارة في وزارة الثقافة السعودية إن «مركز الدرعية لفنون المستقبل يجسّد التزامنا بتطوير الإنتاج الفني المبتكر واحتضان أشكال جديدة من التعبير الإبداعي، فمن خلاله نسعى إلى تمكين الفنانين والباحثين ودعمهم لإنتاج أعمال بارزة والخروج بأصواتهم الإبداعية إلى الساحة العالمية».

وأشارت إلى أن المركز سيُوظّف مساحاته للتعاون والإبداع لترسيخ مكانة المملكة في ريادة المشهد الثقافي والتأكيد على رؤيتها في احتضان أشكال التعبير الفني محلياً وعالمياً.

من جانبه، بين الدكتور هيثم نوار مدير مركز الدرعية لفنون المستقبل أن افتتاح المركز يمثّل منعطفاً في السردية القائمة حول فنون الوسائط الجديدة، لكونه يخرج بالمرئيات والتصوّرات الإقليمية إلى منابر الحوار العالمية.

المركز يقدم وجوهاً إبداعية تجمع بين الفن التكنولوجيا والابتكار (واس)

وقال: «إن المركز سيتجاوز حدود الإبداع المتعارف عليها نحو آفاق جديدة، وسيقدّم للعالم مساحة للابتكار والنقد الفني البنّاء عند تقاطع الفن والعلوم والتكنولوجيا».

وتتزامن انطلاقة مركز الدرعية لفنون المستقبل مع افتتاح معرضه الأول بعنوان «ينبغي للفنّ أن يكون اصطناعياً... آفاق الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية» خلال الفترة من 26 نوفمبر (تشرين ثاني) إلى 15 فبراير (شباط) المقبل، حيث يستكشف المعرض، الذي أشرف عليه القيّم الفني جيروم نوتر، تاريخ فن الحاسوب منذ نشأته في ستينات القرن الماضي وحتى يومنا الحاضر، من خلال أعمال فنية متنوعة تحمل توقيع أكثر من 30 فناناً إقليمياً وعالمياً.

وسيحظى الزوار بفرصة استكشاف أعمال من صنع قامات في الفن أمثال فريدر نايك (ألمانيا) وفيرا مولنار (هنغاريا/فرنسا) وغيرهما من المُبدعين في ميادين الابتكار المعاصر مثل رفيق أناضول (تركيا) وريوجي إيكيدا (اليابان).

وسيكون للفنانين السعوديين لولوة الحمود ومهند شونو وناصر بصمتهم الفريدة في المعرض، حيث يعرّفون الزوّار على إسهامات المملكة المتنامية في فنون الوسائط الجديدة والرقمية.

وبالتزامن مع الافتتاح، يُطلق المركز «برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة»، بالتعاون مع الاستوديو الوطني للفن المعاصر - لوفرينوا في فرنسا. ويهدف البرنامج، الذي يمتد لعام كامل، إلى دعم الفنانين الناشئين بالمعدات المتطورة والتوجيه والتمويل اللازمين لإبداع أعمال متعددة التخصصات.

وأعلن المركز عن برنامج «مزرعة» للإقامة الفنية، المخصص لفناني الوسائط الرقمية، في الفترة من فبراير (شباط) حتى أبريل (نيسان) 2025، ويهدف إلى استكشاف العلاقة بين الطبيعة والتكنولوجيا والمجتمع من خلال موارد المركز.

ويجسد مركز الدرعية لفنون المستقبل «رؤية السعودية 2030»، التي تسعى إلى تعزيز الابتكار، والتعاون العالمي، وترسيخ مكانة المملكة بوصفها وجهة رائدة في الاقتصاد الإبداعي العالمي.