اليمن يطالب بحزم دولي لتحقيق السلام: الحوثيون متمسكون بخيار الحرب

تحرير مواقع في صعدة... وضربات التحالف تدمر 14 آلية عسكرية

يمنيون يتسلمون مساعدات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في محافظة الحديدة (إ.ب.أ)
يمنيون يتسلمون مساعدات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في محافظة الحديدة (إ.ب.أ)
TT

اليمن يطالب بحزم دولي لتحقيق السلام: الحوثيون متمسكون بخيار الحرب

يمنيون يتسلمون مساعدات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في محافظة الحديدة (إ.ب.أ)
يمنيون يتسلمون مساعدات من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في محافظة الحديدة (إ.ب.أ)

على وقع التصعيد المستمر للميليشيات الحوثية، ورفض كل المساعي الدولية والأممية للتهدئة، جددت الحكومة اليمنية دعوتها المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة لإجبار الميليشيات، ومن ورائها إيران، على القبول بخيار السلام.
جاء ذلك في وقت أعلن فيه الجيش اليمني تحرير مواقع جديدة في محافظة صعدة حيث المعقل الرئيسي للميليشيات الحوثية، وذلك بالتزامن مع إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن استمراره في تنفيذ الضربات الجوية المساندة ضد الميليشيات في محافظتي حجة ومأرب.
وأفاد التحالف، في تغريدة بثتها «واس»، بأنه نفذ 17 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب وحجة خلال 24 ساعة، وأن عمليات الاستهداف دمرت 14 آلية عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية.
من جهته، ذكر الإعلام العسكري أن قوات الجيش الوطني حررت (الأربعاء) مواقع جديدة في جبهة الرزامات بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة حيث مسقط رأس زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله: «إن قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير مواقع شرقان وتباب العزابي والهديبي في عملية هجوم خاطفة أسفرت عن مقتل وجرح كثير من عناصر الميليشيا الحوثية المتمركزين في تلك المواقع».
وبحسب المصدر، استهدفت مدفعية الجيش الوطني بشكل دقيق تعزيزات الميليشيات الحوثية، وقصفت التحركات القادمة إلى المواقع المحررة.
هذه التطورات جاءت مع استمرار معارك الكر والفر في جبهات مأرب، وفي جبهات حجة، حيث تسعى قوات الجيش إلى تحرير مدينة حرض ضمن العملية التي أطلقت قبل نحو أسبوعين.
إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري بأن الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف، كبّد (الأربعاء) ميليشيات الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد جنوب مأرب في معارك متواصلة لليوم الثالث على التوالي.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله: «إن الجيش والمقاومة تمكنوا من دحر ميليشيا الحوثي من عدّة مواقع في قرون البور والفليحة». مؤكداً سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا.
وبحسب المصدر نفسه، «استهدف طيران التحالف مواقع للميليشيا بذات الجبهة، وألحق بها خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها تدمير دبابة وعربة (بي تي آر) مع مصرع من كانوا على متنهما من العناصر الحوثية الإرهابية».
على الصعيد السياسي، اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران «بالتمسك بخيار الحرب»، وبأنها «تحاول زعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وترفض كل مقترحات ومبادرات السلام وتهدر كثيراً من الفرص المواتية للدفع قدماً بمسار العملية السياسية، مع استمرارها في التصعيد والعدوان العسكري على الشعب اليمني ومقدراته». وقالت إن ذلك «لا يطيل من أمد الصراع فحسب، بل يجعل الطريق إلى السلام أكثر صعوبة وأكثر كلفة إنسانياً وسياسياً واقتصادياً».
التصريحات اليمنية جاءت في بيان ألقاه المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن) حيث أكد البيان «أن السلام تصنعه الإرادة ولا تصنعه الأمنيات».
وأشار البيان اليمني إلى دعم الحكومة وانخراطها بإيجابية مع الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبيرغ، وتسهيل مهامه، في الوقت الذي تعرقل الميليشيات الحوثية جهوده وترفض استقباله في صنعاء.
وقال السفير السعدي: «ما كان للتعنت الحوثي الاستمرار في رفض فرص السلام لولا تدخل النظام الإيراني في شؤون بلادي الداخلية وزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، بشكل يسهم في إطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية من خلال خرق وانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر توريد الأسلحة؛ حيث أثبتت الأدلة والتقارير الدولية استمرار النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية بالسلاح والخبرات العسكرية ومختلف أنواع الصواريخ التي تستخدمها الميليشيات في حربها ضد الشعب اليمني، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وآخرها احتجاز السفينة الإماراتية (روابي) التي لا تزال قيد الاحتجاز، رغم دعوات هذا المجلس للإفراج عنها وعن طاقمها».
وعلاوة على ذلك، قال السعدي إن الميليشيات الحوثية تستخدم الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لمهاجمة المدنيين والمنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشدد البيان اليمني «على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في مواجهة الأعمال الإرهابية التي تهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي». ودعا مجلس الأمن «إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حاسم لوقف الاعتداءات الحوثية وأعمال الجماعة الإرهابية المتكررة في اليمن والمنطقة، وممارسة مزيد من الضغط وفرض العقوبات على تلك الميليشيات لردع سلوكها الإرهابي؛ حيث إن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات التنديد لم يثنِ ولن يثني الميليشيات الحوثية عن الاستمرار في حربها وهجماتها الإرهابية».
وأبلغ المندوب اليمني أعضاء مجلس الأمن أن «الحرب تستمر في مضاعفة حجم المعاناة الإنسانية؛ حيث تواصل الميليشيات الحوثية هجماتها العشوائية على المناطق السكنية ومخيمات النازحين في مأرب، ما يضطر المدنيين للنزوح أو النزوح مجدداً هرباً من جرائم تلك الميليشيات التي تقتل الأبرياء وتزرع الألغام وتفجر المنازل والمدارس ودور العبادة، وتعيق جهود إيصال المساعدات الإنسانية، مع سرقتها وتحويل مسارها بعيداً عن مستحقيها، بل تستخدم المساعدات لابتزاز المواطنين والمتاجرة بدمائهم»، وفق قوله.
واتهم السعدي الميليشيات بأنها «تعمل على تعقيد الوضع الإنساني والاقتصادي من خلال فرض الجبايات والضرائب والجمارك على التجار والمستوردين، ما يتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء، ويضعف القدرة الشرائية للمواطنين» حيث يدفع ذلك بمزيد من اليمنيين إلى ما دون خط الفقر.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.