تعميم «المستقبل» بعدم استخدام اسمه في الحملات الانتخابية يربك المقربين

TT

تعميم «المستقبل» بعدم استخدام اسمه في الحملات الانتخابية يربك المقربين

أربك تعميم «تيار المستقبل» على نوابه ومحازبيه بضرورة استقالة الأعضاء من «التيار» إذا رغبوا بخوض الانتخابات، وعدم استخدام اسم «التيار» في حملاتهم الانتخابية، المسار الانتخابي، بين ممثلي ثاني أكبر الكتل النيابية في البرلمان الحالي، وانقسم الأعضاء بين مَن حسم قراره بعدم الترشح للانتخابات، ومن «يدرس الوضع»، بينما يبحث آخرون فرص التحالف مع القوى السياسية والشخصيات الفاعلة في المناطق.
وينقسم أعضاء كتلة «المستقبل» بين منتسبين إلى التيار وحلفاء له انضموا إلى «الكتلة» بعد نهاية الانتخابات الماضية. وتضم «الكتلة» قياديين في «المستقبل»، مثل النائبة بهية الحريري والنواب باسم الجسر وطارق المرعبي ورولا الطبش وسامي فتفت وبكر الحجيري ومحمد الحجار وعثمان علم الدين، إلى جانب حلفاء تكررت عضويتهم في «الكتلة»، وباتوا جزءاً من النشاط النيابي للتيار، مثل عاصم عراجي وهادي حبيش ومحمد كبارة، فيما تحالف «التيار» في الانتخابات الماضية مع عدد من الشخصيات، مثل وليد البعريني ومحمد سليمان ومحمد قرعاوي وهنري شديد ونزيه نجم.
ولم يتلقَّ «تيار المستقبل» بعد طلبات استقالة من نواب، حاليين وسابقين، أو محازبين يرغبون بالترشح للانتخابات، بالنظر إلى أنه لم يمضِ سوى يومين على تعميم «التيار»، فيما تستمر مهلة الترشح حتى 15 مارس (آذار) المقبل.
وحسم بعض نواب «المستقبل» قرارهم بعدم الترشح، مثل النواب بهية الحريري ومحمد كبارة وسمير الجسر ونزيه نجم ومحمد قرعاوي ورولا الطبش وديما جمالي، فيما حسم آخرون قرارهم بالترشح بشكل مستقل عن «المستقبل»، مثل النائب وليد البعريني الذي قال في تصريح سابق إنه يستعد لترؤس لائحة في عكار. أما النائب طارق المرعبي فلم يحسم قراره بعد بالترشح، ما يتطلب منه الاستقالة من «تيار المستقبل»، وهو يدرس خياراته، كما قال لـ«الشرق الأوسط».
وبمعزل عن قرار «المستقبل»، كان هناك اتجاه لدى بعض النواب بعدم الترشح. وقالت مصادر في مدينة طرابلس في شمال لبنان إن النائب محمد كبارة كان سيعزف من الأساس عن الترشح لصالح ابنه كريم، حسب ما أسرّ لمعارفه، وذلك «لعدم إقفال البيت السياسي في المدينة»، على ضوء التجربة السياسية التي راكمها النائب كبارة.
وأكد النائب محمد كبارة لـ«الشرق الأوسط» أن نجله كريم سيترشح للانتخابات المقبلة، لكنه شدد على أن التحالفات لم تستقر بعد، ولا يزال من المبكر الجزم بها.
وكان «تيار المستقبل» طلب، أول من أمس، في تعميمه من كل منتسب أو منتسبة في حال العزم على المشاركة في الانتخابات النيابية كمرشحين، توجيه طلب استقالة من التيار خطياً إلى الهيئة التي ينتمي إليها أو إلى هيئة الشؤون التنظيمية المركزية، كما طالبهم وطالب الحلفاء بـ«الامتناع عن استخدام اسم (تيار المستقبل) أو أحد شعاراته أو رموزه في الحملات الانتخابية»، و«الامتناع عن أي ادعاء بتمثيل (تيار المستقبل) أو مشروعه خلال أي نشاط انتخابي».
وقال منسق الإعلام في تيار «المستقبل»، عبد السلام موسى، إن التعميم يمثل رسالة بأن التيار لا يحرمهم من حقهم في المشاركة بالاستحقاق، لكنه يجدد التأكيد أن «التيار» والرئيس سعد الحريري لا يدعم ترشيح أحد، وأن حق «المستقبل» عليهم ألا يستخدموا اسم «التيار». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التيار» لا يدعم أحداً، ولا يتبنى أي مرشح، لأن قرار الرئيس الحريري «نهائي ولا يناور فيه، وعلى الراغبين بالترشح ألا ينتظروا دعماً من (التيار)».
وتعد «كتلة المستقبل» من أكثر الكتل النيابية تعدداً طائفياً، وتجمع أطيافاً من المحازبين والشخصيات النافذة محلياً في البقاع والشمال وبيروت والجبل، فإلى جانب شخصيات مارونية وأرثوذوكسية وكاثوليكية، ضمت في أوقات سابقة شخصيات علوية وأرمنية ومن الأقليات المسيحية، فضلاً عن أنها جمعت شخصيات من الأطراف تمثل العشائر والعائلات في الشمال والبقاع تحالفت مع «الحريرية الوطنية»، كما يصفها قياديون في «المستقبل».
وبدأت الشخصيات التي كانت مقربة من «المستقبل» بالبحث عن تحالفات جديدة مع شخصيات وقوى سنية ومسيحية في المناطق، لم تتبلور حتى الآن، لتشكيل قوائم انتخابية تجمع أطيافاً متعددة طائفياً وسياسياً، لخوض الانتخابات بعد انكفاء «المستقبل» عن المشهد الانتخابي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.