ترقب مليون زائر خلال المعرض الدولي للزراعة بمكناس

يتزامن مع توقعات بتحقيق المغرب منتجًا استثنائيًا من القمح

ترقب مليون زائر خلال المعرض الدولي للزراعة بمكناس
TT

ترقب مليون زائر خلال المعرض الدولي للزراعة بمكناس

ترقب مليون زائر خلال المعرض الدولي للزراعة بمكناس

أكثر من مليون شخص يرتقب أن يزوروا المعرض الدولي للزراعة بمكناس خلال الأيام الستة المقبلة. المعرض الذي افتتح الأمير الحسن، ولي العهد المغربي، فعالياته أمس، أصبح يشكل أكبر سوق للتجهيزات والآليات الزراعية في المغرب، فخلال الدورة السابقة شهد المعرض بيع زهاء 1500 جرار فلاحي جديد، وينتظر بيع عدد أكبر خلال هذه الدورة التي تتزامن مع تحقيق منتج زراعي استثنائي قدرته وزارة الزراعة بنحو 110 ملايين قنطار من القمح.
ويشارك في المعرض هذا العام 1200 عارض من 55 دولة، ويترأس وفود كثير من الدول المشاركة وزراء الزراعة والقطاعات المتعلقة بالتغذية والصناعات الزراعية. ويشكل المعرض كل سنة فرصة لإبرام كثير من اتفاقيات الشراكة والتعاون بين الحكومة المغربية وحكومات الدول المشاركة، إضافة إلى إبرام صفقات وشراكات بين الشركات ورجال الأعمال والمهنيين. كما سيشهد المعرض تنظيم زهاء 30 ندوة علمية وتقنية.
واختار منظمو المعرض هذا العام الاحتفاء بمؤسسة التحالف العالمي للأراضي الجافة بقطر (غلوبال درايلاند). وقال جواد الشامي: «كل سنة كنا نختار دولة صديقة ضيف شرف. لكننا هذه السنة قررنا الاحتفاء بمؤسسة دولية، وهي (غلوبال درايلاند)، اعترافا بدورها الكبير في إرساء أسس التعاون الدولي في مجال توفير الأمن الغذائي لبلدان المناطق الجافة وشبه القاحلة، ومواجهة المخاطر التي تواجهها هذه الدول بسبب انعدام الأمن الغذائي، ومساعدتها على مواجهة المشكلات المترتبة على ذلك». وأضاف أن هذا الاحتفال يشكل أفضل طريقة للاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق المعرض من خلال وضع الممارسات الفضلى في مجال تحقيق الأمن الغذائي في الواجهة، وتسليط الضوء على مشكلات المناطق القاحلة وشبه الجافة باعتبارها مشكلات تتجاوز حدود الدول المعنية وتتطلب تعاونا دوليا لمواجهتها، خاصة في أفريقيا التي تشكل هذه المناطق 45 في المائة من مساحتها.
ويضيف الشامي أن المعرض الدولي للزراعة بمكناس استطاع على مدى الأعوام العشرة الماضية أن يفرض نفسه بوصفه ملتقى دوليا وإقليميا مميزا، وموعدا أساسيا لمهنيي القطاع الزراعي في المغرب، مستفيدا من الدفعة القوية التي أعطاها «مخطط المغرب الأخضر» للتنمية الزراعية في المغرب خلال العقد الماضي. وأشار إلى أن مساحة المعرض ارتفعت لتبلغ 100 ألف متر مربع في 2013، ثم 172 ألف متر مربع في 2014. وارتفع عدد الدول المشاركة فوق عتبة الخمسين دولة. وقال: «من أبرز مؤشرات نجاح المعرض نسبة عودة المشاركين الدوليين التي تفوق 85 في المائة». كما يتجلى الإشعاع الدولي للمعرض في تشكيلة الدول المشاركة، ومنها 21 دولة من أوروبا، و14 دولة من أفريقيا، و12 دول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و7 دول من آسيا، وأميركا وكندا والأرجنتين والبرازيل وبيرو.
وأشار الشامي إلى أن النجاح الذي شهده المعرض دفع كثيرا من الدول الأفريقية إلى استلهام تجربته وإبرام اتفاقيات من أجل الاستفادة منه في إطلاق معارض وملتقيات مشابهة في عدة دول أفريقية، وأول تجربة رأت النور في هذا الصدد هي معرض الزراعة والموارد الحيوانية الذي سينظم خلال هذا العام في أبيدجان بساحل العاج.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.