النيابة العامة الليبية تكشف عن مخالفات في السجون

TT

النيابة العامة الليبية تكشف عن مخالفات في السجون

كشف النائب العام الليبي، الصديق الصور، عن أن فريقاً من النيابة العامة رصد مجموعة من المخالفات والتجاوزات، تتعلق بقانونية إيداع النزلاء وتصنيفهم ومعاملتهم في بعض سجون مؤسسات الإصلاح والتأهيل.
وأوضح مكتب النائب العام، مساء أول من أمس، أن فريق النيابة عاين مؤسستي «الكويفية» و«بودزيرة»، والتقى نزلاءهما، وتبين للجنة المكلفة وجود قصور في تنفيذ أحكام القانون، المتعلقة بتوفير المياه الصالحة للشرب؛ وجودة دورات المياه؛ وتصنيف النزلاء وتشغيلهم ومنحهم الإجازات، مشيراً إلى أنه لوحظ «عدم توفير الرعاية الصحية للسجناء، أو للأطفال المصاحبين للنزيلات».
كما نوهت النيابة إلى أنه «تبين لها تشغيل نزلاء بالمخالفة للقانون، ومنحهم إجازات في غير الأحوال المنصوص عليها؛ أفضت إلى هروب نزلاء، أغلبهم من المدانين عن جرائم خطيرة»، لافتة إلى «سوء حالة المصحتين المرافقتين للسجنين»، وأنهما «غير مؤهلتين لتقديم الرعاية الصحية للنزلاء؛ وذلك لافتقارهما إلى العناصر الطبية والطبية المساعدة والأدوية». وبحسب مكتب النائب العام، تبين للجنة أن «التغذية في السجنين جيدة ومحل إشادة من النزلاء، وروعي فيها متطلبات التنوع والنظافة وحسن التحضير».
ولبحث المخالفات التي أشار إليها النائب العام، اجتمع أعضاء لجنة النيابة العامة مع مسؤولين في جهاز الشرطة القضائية وهيئة الشرطة، ومكتب الرعاية الصحية ببنغازي؛ وتوصل الاجتماع إلى التوجيه بنقل نزلاء من مؤسسة الكويفية إلى مؤسسة بودزيرة؛ والتوصية بضرورة تخفيف الاكتظاظ.
وقالت النيابة، إنه تم تسليم إدارة مؤسسة بودزيرة عشر غرف، كانت مشغولة من جهات أخرى، «كحل مؤقت، إلى حين خروج السجناء من المؤسسة نهائياً في مدة ثلاثة أشهر»؛ كما تم توفير فريق كامل من عناصر طبية وطبية مساعدة للعمل في المصحتين، وبدأ في عمله مع توفير الأدوية إلى حين معالجة الوضع جذريا من الجهات المختصة.
وفي إطار معالجة مشكلة الاكتظاظ، قالت اللجنة، إنها فحصت ملفات النزلاء المحكومين، ممن قضوا ثلاثة أرباع المدة المقضي بها عليهم، وكلفت عدداً من الاختصاصيين الاجتماعيين لبحث حالتهم؛ تمهيداً للنظر في ضوابط الإفراج المشروط عنهم وفقاً للقانون «لمن تنبئ حالتهم عن استجابتهم للإصلاح وتأهلهم للاندماج في الحياة العامة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.