قمة نارية بين سان جيرمان وريال مدريد... وسيتي مرشح لتجاوز سبورتينغ لشبونة

في افتتاح ذهاب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا اليوم

TT
20

قمة نارية بين سان جيرمان وريال مدريد... وسيتي مرشح لتجاوز سبورتينغ لشبونة

تتجه الأنظار اليوم إلى ملعب «بارك دي برانس» في باريس مسرح القمة النارية بين سان جيرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني في افتتاح ذهاب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما يسعى مانشستر سيتي الإنجليزي الوصيف إلى تأكيد هيمنته المحلية عندما يحل ضيفاً على سبورتينغ لشبونة البرتغالي.
وتستكمل مباريات ثمن النهائي غدا الأربعاء بمباراتي إنترناسيونالي الإيطالي مع ليفربول الإنجليزي، وسالزبورغ النمساوي مع بايرن ميونيخ الألماني، على أن تقام المباريات الأربع الأخرى الأسبوع المقبل، فيلعب فياريال الإسباني مع يوفنتوس الإيطالي، وتشيلسي الإنجليزي حامل اللقب مع ليل الفرنسي، وأتلتيكو مدريد الإسباني مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، وبنفيكا البرتغالي مع أياكس أمستردام الهولندي.
وتكتسي المسابقة القارية العريقة أهمية كبيرة بالنسبة إلى سان جيرمان وريال مدريد، فالنادي الملكي يأمل في لقبه الرابع عشر وتعزيز سجله القياسي بها، فيما يلهث النادي الباريسي وراء لقبه الأول الذي تعززت إمكانية إحرازه بالتعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في صفقة انتقال حر الصيف الماضي.
وستكون المرة الثانية التي يتواجه فيها الفريقان في ثمن النهائي بعد موسم 2017 - 2018 حين فاز الريال 3 - 1 ذهاباً و2 - 1 إياباً وواصل مشواره حتى نال اللقب الثالث توالياً والـ13 في تاريخه بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، قبل أن يسترد سان جيرمان اعتباره في الموسم التالي لكن في دور المجموعات حين فاز ذهاباً على أرضه 3 - صفر قبل التعادل إياباً 2 - 2.
وتجذب هذه المباراة منذ شهرين أنظار متابعي الكرة الأوروبية وتحديداً منذ سحب قرعة ثمن النهائي، وذلك بسبب مستقبل نجم سان جيرمان الدولي كيليان مبابي المرشح للانضمام إلى صفوف النادي الملكي. وكان بقاء مبابي (23 عاماً) مع نادي العاصمة الفرنسية موضع شك منذ الصيف المنصرم بعدما أعرب صراحة عن رغبته بالانتقال إلى ريال مدريد، لكنه لم يحصل على مبتغاه وبقي في الفريق من دون أن يمدد عقده الذي ينتهي في 30 يونيو (حزيران) المقبل.
وتقدم ريال مدريد بعرض مقداره 180 مليون يورو من أجل الحصول على خدمات مبابي خلال الصيف، لكن النادي الفرنسي رفض العرض متشبثاً بأمله في القدرة على إقناع مهاجمه بالتمديد.
وتطرق مبابي إلى المواجهة المرتقبة ضد ريال مدريد قائلاً: «سان جيرمان جاهز ويمتلك الفريق الذي يخوله الفوز، الأمر الوحيد الذي يشغل بالي هو الفوز على ريال مدريد ذهابا وإيابا في دوري الأبطال». وأوضح أنه لا يشعر «بأي ندم» للكشف الصيف الماضي عن رغبته بالانتقال إلى نادي العاصمة الإسبانية، وأوضح: «كنت صريحاً. أنا أبوح بما أشعر به... لكني بطبيعة الحال سعيد بالبقاء واللعب بجانب ميسي وكل الشبان».
واعتبر المدرب الأرجنتيني لسان جيرمان ماوريسيو بوكيتينو أن المواجهة ضد ريال مدريد لن يكون لها أي «تأثير» على قرار مبابي بالبقاء في صفوفه من عدمه، وقال في حديث مع إذاعة «كادينا سير» الإسبانية قبل 4 أيام من المواجهة: «لا أعتقد أن قراراً بهذه الأهمية سيتأثر بمباراة أو مواجهة مزدوجة إقصائية، إنه شاب ذكي، ناضج، يملك كاريزما مدهشة مع قدرة هائلة على التحليل، يعرف تماماً ماذا يريد أن يفعل بمستقبله، يحيط به الكثير من الأشخاص الذين ينصحونه بشكل جيد وأنا واثق من ذلك».
وسيكون مبابي أحد أهم الأسلحة التي سيعول عليها سان جيرمان لرد الاعتبار لخروجه من الدور ذاته على يد ريال مدريد عام 2018، خصوصا أن اللاعب المتوج بطلا للعالم 2018 سجل له هدف الفوز على ضيفه رين (1 - صفر) الجمعة في الدوري المحلي.
ويعقد سان جيرمان الآمال أيضا على ميسي، جلاد الريال لسنوات عديدة خلال الفترة التي قضاها في برشلونة، حيث واجه الأرجنتيني الفريق الملكي الإسباني 44 مرة، فاز في 19 منها وخسر 14 مقابل 11 تعادلا، وسجل 26 هدفا منها 15 في ملعب سانتياغو برنابيو.
ولن يدخر سان جيرمان جهود رفاق الأمس للنادي الملكي الأرجنتيني أنخل دي ماريا والكوستاريكي كيلور نافاس والمغربي أشرف حكيمي، فيما يغيب القائد السابق لريال مدريد الإسباني سيرخيو راموس المنضم إلى الفريق الباريسي الصيف الماضي في صفقة انتقال حر بسبب الإصابة، فيما يحوم الشك حول مشاركة النجم البرازيلي نيمار.
وأشار حكيمي الظهير الأيمن لسان جيرمان إلى أنه يعتقد أن فريقه السابق ريال مدريد «لم يكن يرغب في أن يراهن عليه» قبل أن يرحل عن صفوفه.
وكان المغربي الدولي قد انضم بعقد نهائي إلى إنتر ميلان بعد أن قضى عامين معارا إلى بوروسيا دورتموند، وذلك مقابل نحو 40 مليون يورو قبل أن ينضم إلى سان جيرمان في صفقة كبيرة أخرى بعدها بعام واحد مقابل 68 مليون يورو.
وأكد حكيمي على أنه رغم مشاركته في تسع مباريات فقط في الدوري الإسباني مع ريال مدريد، فإنه لا يحمل أي ضغينة إزاء الفريق الملكي، وقال: «عندما يتم تصعيدك من صفوف الناشئين إلى كبار ريال مدريد من الطبيعي أن النادي لا يغامر كثيرا بمشاركتك، لكن عندما انتقلت إلى دورتموند على سبيل الإعارة وقضيت موسمين رائعين كان علي العودة واتخاذ القرار. وعندها لم يحسم ريال مدريد قراره أيضا». وتابع: «بعدها عندما انتقلت إلى إنتر بعد توقيع عقد نهائي، كان هناك بند يتيح لريال مدريد الشراء ولم يجر تنفيذه أيضا، لذلك اعتقدت أنني خارج حساباتهم».
وعن مواجهة اليوم قال: «هي مباراة يعد خوضها أمرا لطيفا، ومثلما تعرفون، هو فريق له مكانة في قلبي بسبب كل ما قدمه لي. لقد شكلني كشخص وكلاعب وجعلني أتعلم. نحن مستعدون بشكل جيد».
في المقابل، لن يكون ريال مدريد، صاحب الخبرة الكبيرة في المسابقة القارية العريقة، لقمة سائغة أمام النادي الباريسي، وهو بدوره يملك ما يكفي من الأسلحة لتخطي الدور ثمن النهائي أبرزها المخضرمون الكرواتي لوكا مودريتش والألماني طوني كروس والبرازيلي كاسيميرو.
ويستعيد ريال مدريد خدمات مهاجمه وهدافه الدولي الفرنسي كريم بنزيمة بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لمدة ثلاثة أسابيع، ليشكل قوة ضاربة على جانب الواعدين البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو.
كما أن باريس سان جيرمان سيكون مكشوفا أمام المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي الذي كان أول المدربين الذين تعاقد معه صندوق قطر للاستثمارات عندما استحوذ على النادي الباريسي عام 2011، حيث أشرف على إدارته الفنية في الفترة بين يناير (كانون الثاني) 2012 ويونيو 2013، وقاده إلى لقب الدوري في عامه الأخير قبل الانتقال إلى ريال مدريد في ولايته الأولى.
ويدخل ريال مدريد المواجهة بعد تعادله السلبي المخيب أمام مضيفه فياريال في الدوري المحلي الذي يتصدره بفارق 5 نقاط في مباراة شهدت خوض الدولي الويلزي غاريث بيل مباراته الأولى مع النادي الملكي منذ أغسطس (آب) بعد معاناته من إصابات مختلفة.
وتطرق أنشيلوتي إلى مشاركة بيل بالقول: «لقد عانى من إصابة خطيرة. الأمر الأهم أنه حصل على فرصة، وقد أظهر أنه معنا (ذهنياً وبدنياً) وأنه ملتزم»، رافضاً التأكيد ما إذا كان سيشركه ضد سان جيرمان.
وفي المباراة الثانية يسعى مانشستر سيتي المملوك إماراتيا إلى تأكيد هيمنته المحلية عندما يحل ضيفا على سبورتينغ الذي حجز بطاقته على حساب بوروسيا دورتموند الألماني بفارق المواجهتين المباشرتين. ويغرد سيتي خارج السرب في الدوري الإنجليزي، حيث يتصدر بفارق تسع نقاط عن أقرب مطارديه ليفربول، حيث يسير بثبات نحو اللقب الرابع في السنوات الخمس الأخيرة، ولم يخسر سيتي في الدوري منذ 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما سقط أمام مضيفه كريستال بالاس صفر - 2.
لكن مسابقة دوري أبطال أوروبا تظل بعيدة المنال رغم ضخ المليارات من قبل مالكي النادي على مدى العقد الماضي، وتبقى أفضل نتيجة لسيتي بلوغ النهائي الموسم الماضي لكنه سقط أمام مواطنه تشيلسي.
ويبدو سيتي مرشحاً بقوة لتخطي عقبة سبورتينغ بالنظر إلى تشكيلته الزاخرة بالنجوم في مقدمتها البرتغاليون برناردو سيلفا وروبن دياز وجواو كانسيلو الذين دافعوا عن ألوان الغريم بنفيكا، فضلا عن البلجيكي كيفن دي بروين والجزائري رياض محرز وجاك غريليش ورحيم سترلينغ صاحب هاتريك في مرمى نوريتش سيتي (4 - صفر) السبت.
وأشاد الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب سيتي بالمساهمة «الرائعة» لمهاجمه سترلينغ مع الفريق هذا الموسم، ومشيرا إلى أن أي قرار حول مستقبل اللاعب الإنجليزي الدولي هو بيد النادي.
ويرتبط سترلينغ (27 عاما)، وهو هداف سيتي هذا الموسم بعشرة أهداف، بعقد مع النادي حتى يونيو 2023 لكنه قال في أكتوبر الماضي إنه يأمل في الانتقال لخوض تجربة خارج إنجلترا.
وقال غوارديولا: «أعرف رحيم منذ ستة مواسم. هذا الموسم كان متميزا في الأهداف وصناعتها ومساهمته مع الفريق... إذا أحصينا عدد المباريات التي خاضها منذ أصبحنا معا ستكون كثيرة للغاية. لقد كان لاعبا مهما. بالنسبة للمستقبل لا أعرف ماذا سيحدث. النادي سيقرر».
والتقى الفريقان الإنجليزي والبرتغالي في الدور ذاته لكن بمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» موسم 2011 - 2012 وفاز سبورتينغ 1 - صفر في لشبونة وخسر 2 - 3 في مانشستر ليواصل مشواره في المسابقة بفضل قاعدة الأهداف خارج القواعد والتي تم إلغاؤها اعتبارا من الموسم الحالي.


مقالات ذات صلة

كيميش: جدَّدت عقدي مع بايرن... والإعلان خلال الأيام القليلة المقبلة

رياضة عالمية كيميش (رويترز)

كيميش: جدَّدت عقدي مع بايرن... والإعلان خلال الأيام القليلة المقبلة

أكد لاعب وسط وقائد بايرن ميونيخ، يوزوا كيميش، تجديد عقده مع العملاق البافاري، عقب التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن (ألمانيا))
رياضة عالمية بول بوغبا يستعد للعودة للملاعب (رويترز)

بوغبا يستعد للعودة بعد انتهاء عقوبة إيقافه

بات نجم وسط منتخب فرنسا السابق لكرة القدم، بول بوغبا، قادراً على العودة إلى الملاعب اعتباراً من الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (إ.ب.أ)

أرتيتا: آرسنال لا يواجه أي ضغوط أمام آيندهوفن

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، الثلاثاء، إنه لا توجد أي توقعات أو ضغوط إضافية على فريقه قبل استضافة آيندهوفن في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية تياغو موتا (رويترز)

النوم سيجافي موتا بعد رباعية أتالانتا الثقيلة

قال تياغو موتا، مدرب يوفنتوس، إن النوم سيجافيه بعد الخسارة الثقيلة 4-صفر أمام ضيفه أتلانتا يوم الأحد، في ضربة قوية لآماله في الفوز بدوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (يوفنتوس)
رياضة سعودية عبدالملك الجابر (الشرق الأوسط)

السعودي الجابر يتوَّج بجائزة «رجل المباراة» في الدوري البوسني

تألق النجم السعودي عبد الملك الجابر مع فريقه جيلييزنيتشار، خلال مواجهة فريقه أمام نادي بوراك بانيا، ضمن مباريات الجولة الحادية والعشرين من الدوري البوسني.

نواف العقيّل (الرياض)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.