«أزمة الرئاسة» بين طالباني وقادة {الإطار}

«امتداد» و«الجيل الجديد» طرحا مرشحاً جديداً بعد استبعاد زيباري

TT

«أزمة الرئاسة» بين طالباني وقادة {الإطار}

تواصل القوى السياسية العراقية تنافسها المحموم لخطف منصب رئيس الجمهورية بعد خروج مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري من حلبة التنافس بقرار المحكمة الاتحادية.
ورغم أن الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، يحتكران المنصب منذ عام 2005، فإن الاختلال في نسبة التمثيل النيابي في البرلمان الاتحادي بالنسبة لحزب الاتحاد في مقابل صعودها بالنسبة للحزب الديمقراطي، إلى جانب خلافات حزبية متراكمة سابقة بين الحزبين، أدت إلى صعوبة توصل الجانبين إلى صيغة تفاهم لحسم قضية منصب الرئاسة الذي كان في جميع الدورات البرلمانية الأربع من حصة حزب الاتحاد الوطني.
عوامل الانقسام الكردية أدت هذه المرة وبطريقة غير مسبوقة ربما، إلى اصطفاف الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني مع مقتدى الصدر الفائز بأكبر عدد من المقاعد (73 مقعداً) وتحالف «السيادة» بزعامة محمد الحلبوسي ويضم معظم الشخصيات والقوى السنية، في مقابل اصطفاف حزب الاتحاد الوطني، الخاسر الأكبر في إقليم كردستان من حيث عدد المقاعد البرلمانية (15 مقعداً)، مع قوى ما بات يعرف بـ«الإطار التنسيقي» الشيعي، وهي الأخرى تعد الخاسر الأكبر في الجهة الشيعية.
هذه الانقسامات الموزعة في الطول والعرض على الخريطة السياسية العراقية فاقمت من حالة الانسداد وأسهمت حتى الآن في الإطاحة بالمواعيد الدستورية لاختيار رئيس الجمهورية الذي كان من المفترض الانتهاء منها في جلسة البرلمان التي عقدت في التاسع من الشهر الجاري، ويبدو أن حالة الانسداد مرشحة للتفاقم مع مرور الوقت في ظل الصراع والتنافر السياسي القائم بين القوى الفائزة والخاسرة.
وفي سياق محاولة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني التمسك بحصته التقليدية في رئاسة الجمهورية، يتواجد الرئيس الفعلي للحزب بافل طالباني، نجل الرئيس الراحل جلال طالباني، في بغداد هذه الأيام للاجتماع مع قوى الإطار التنسيقي التي تميل إلى إسناد المنصب إلى حزب الاتحاد بدلاً عن حزب البارزاني.
وعقد طالباني، أمس الاثنين، في منزل والده «مام جلال» ببغداد، اجتماعاً مع قادة الإطار التنسيقي وهم رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي ورئيس تحالف «الفتح» هادي العامري وأمين عام «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي. وتقول مصادر مقربة من الاجتماع إنه «ناقش أزمة تسمية رئيس الجمهورية الجديد، وكذلك تشكيل الحكومة الجديدة».
من جهة أخرى، يبدو أن التنافس الحاد بين حزبي الاتحاد والديمقراطي، شجع أطرافاً أخرى على الانخراط في المعترك التنافسي على منصب رئاسة الجمهورية، حيث أعلنت حركة امتداد (9 مقاعد) المنبثقة عن «حراك تشرين» الاحتجاجي والمتحالفة مع حركة الجيل الجديد الكردية (9 مقاعد) ضمن صيغة (تحالف من أجل الشعب) عن الاتفاق على تقديم مرشح عن الحركتين لمنصب رئيس الجمهورية. وقالت الحركة في بيان، أول من أمس: «انطلاقاً من إيماننا بعراق واحد موحد من شماله إلى جنوبه وكسراً لاحتكار الأحزاب السياسية في تبادل الأدوار لترشيح منصب رئيس الجمهورية بين حزبين منذ 2003، إلى يومنا هذا وانطلاقاً من مشتركاتنا الوطنية مع إخواننا في حراك الجيل الجديد يعلن تحالف (من أجل الشعب) مرشحه لرئاسة الجمهورية ريبوار عبد الرحمن ليكون ممثلاً حقيقياً لإرادة الشعب بجميع أطيافه».
ورغم الصعوبة البالغة التي يواجهها تحالف مؤلف من 18 نائباً في خطف منصب الرئيس الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في البرلمان، فإن التقلبات المعروفة في تحالفات اللحظات الأخيرة بين الفرقاء السياسيين يمكن أن ترجح كفة هذه الجهة على تلك في أي لحظة، فضلاً عن أن ترشيحاً من هذا النوع يمكن أن يخلق مشاكل غير قليلة بالنسبة لقوى الأكثرية في البرلمان التي ترغب بخطف منصب الرئاسة.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.