لبنان: السلطة والمعارضة تواجهان تحدي حث الناس على الاقتراع

خبراء انتخابيون يرجحون ألا تتجاوز نسبة المشاركين 30 في المائة

TT

لبنان: السلطة والمعارضة تواجهان تحدي حث الناس على الاقتراع

لا تجد غادة مراد (35 عاماً) ما يحمسها على المشاركة في الانتخابات النيابية المقررة منتصف شهر مايو (أيار) المقبل؛ فهي التي ومنذ تزوجت باتت تنتخب في منطقة البقاع الغربي شرق لبنان، لا تعتبر أن هناك ما يربطها بتلك المنطقة التي لم تزرها منذ أكثر من 3 أعوام.
هي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أنني أؤيد قوى الثورة والتغيير لكنني لن أتكبد عناء التوجه إلى البقاع الغربي في اليوم الانتخابي لأمضي ساعات على الطرقات وكلنا يعلم الغلاء المستشري في سعر صفيحة البنزين، خصوصاً أنني حتى الساعة لم أسمع بأي من المرشحين التغييريين المقنعين الذين قد يدفعونني لأبدل قراري».
حال غادة، السيدة الثلاثينية كحال كثير من الناخبين في لبنان الذين ورغم تحميلهم قوى السلطة مجتمعة مسؤولية الانهيار، ما زالوا لا يؤمنون بأنهم قادرون على تغيير المعادلة الحالية من خلال صناديق الاقتراع كما أنهم غير مقتنعين بكثير من الترشيحات التي يتم التداول بها، وهو ما يرجح المعنيون بالشأن الانتخابي أن يؤدي لارتفاع كبير بنسبة مقاطعة الانتخابات.
وشارك في الاستحقاق النيابي الأخير عام 2018 نحو نصف عدد الناخبين المسجلين، أما اليوم فيرجح خبراء انتخابيون ألا تتجاوز نسبة هؤلاء الـ 30 في المائة.
ولا يخفي عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله أن لدى الناخبين في كل المناطق شعوراً بالإحباط يجعلهم مترددين بالمشاركة بالانتخابات، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ليس خافياً على أحد أن اهتمامات الناس المعيشية والاقتصادية سبقت اهتماماتهم السياسية؛ فجو الإحباط والتردد وحتى الرفض موجود ونحن نحاول الحد منه من خلال إقناع الناس بوجوب الإقبال على صناديق الاقتراع حتى إن كانوا لن يصوتوا لصالح لوائحنا». ويضيف عبد الله: «نحن بصدد استحقاق وطني تتوجب المشاركة فيه تماماً كما يجب احترام المواعيد الدستورية، والذي بات مطلباً داخلياً وخارجياً على حد سواء».
وتتشارك قوى السلطة كما المعارضة هاجس تردد الناس بالمشاركة في الانتخابات. ويقر العميد المتقاعد جورج نادر، وهو عضو ائتلاف قوى الثورة والتغيير في منطقة عكار، شمال لبنان، بأن هناك «تخوفاً حقيقياً من إحجام كثيرين عن التصويت، وهو أمر ناجم عن إحباط الناس من السلطة كما من قوى الثورة على حد سواء باعتبارنا لم نقدم لهم برنامجاً محدداً ولا مرشحين ولا حتى لوائح موحدة، وكل ما يحصل تبادل اتهامات بالتخوين»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على وجوب «التنبه من خطة تعتمدها أحزاب السلطة التي تحاول أن تقنع الناس الذين لا يؤيدونها إلا إمكانية لإحداث فرق وبالتالي المشاركة بالانتخابات أو عدمها لن تقدم أو تؤخر». ويضيف نادر: «نحن نخاطب حالياً كل الجماهير ومن ضمنها جماهير الأحزاب لإقناعها بأن ذلك غير صحيح على أن نطرح قريباً برنامجنا ولوائحنا ومرشحينا فنكون بذلك نقدم خياراً بديلاً للناس».
وبخلاف معظم القوى والأحزاب، تبدو «القوات اللبنانية» مطمئنة لكون الناس سيلجأون لـ«التصويت العقابي»، إذ تعتبر مصادرها أن «الرأي العام اللبناني يرى بالانتخابات المقبلة فرصة للتخلص من واقع الحال الذي أوصلته إليه منظومة سياسية جرت لبنان إلى كارثة وأطاحت بمدخرات الناس وجني عمرهم»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «الاستحقاق المقبل محطة أساسية لكف يد من أوصل لبنان إلى ما وصل إليه وإفساح المجال أمام إيصال فئة سياسية قادرة على إعادة وضع لبنان على السكة الصحيحة سواء بموضوع علاقاته مع الخارج أو بملف إدارة الدولة أو بالموضوع السيادي… منذ عقود لأول المرة يشعر اللبنانيون بأنهم معنيون بالانتخابات لأن المسألة ليست مسألة صراع سياسي كما كان بين ٨ و١٤ آذار، إنما بات كل مواطن يشعر بأنه معنيّ بالتغيير لأنه تضرر بشكل مباشر».
ويشير الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر إلى أن «كل استطلاعات الرأي تظهر كثافة تصويت بخانة «لا أحد»، علماً بأن من يصوتون في هذا الاتجاه يتوجهون على الأرجح لمقاطعة الانتخابات... فهم ليسوا مع المنظومة لكن لم تقنعهم المعارضة، على أن تتبلور نسبة هؤلاء بشكل أوضح مع إنجاز التحالفات واللوائح».
ويوضح مخيبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الإقبال الضعيف على الانتخابات لا يخدم قوى الثورة وإن كان ذلك يؤدي لحاصل انتخابي منخفض لأنه وفي ظل انقسام قوى المعارضة على أكثر من لائحة فذلك سيؤدي لتشتت الأصوات وعدم حصول أي من اللوائح على حاصل، لذلك فإن كثافة الاقتراع بلوائح موحدة هي السبيل الوحيد لتغيير الواقع».



الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.