بدأ كيفن فيليبس، المدير الفني الجديد لنادي ساوث شيلدز الذي يلعب في دوري الدرجة السابعة بإنجلترا، حديثه باعتراف، قائلاً: «قبل الانتقال إلى نادي سندرلاند، لم أكن أعرف حتى أن المدينة التي يقع بها النادي توجد بجانب البحر. من الواضح أنني لم أكن بارعاً في الجغرافيا، لكن انتهى بي الأمر بالاستمتاع كثيراً بالفترة التي قضيتها في تلك المنطقة لدرجة أنني أتمنى دائماً العودة إلى هناك يوماً ما».
وعاد مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق إلى شمال شرقي بريطانيا، لكن هذه المرة إلى «مارينرز بارك»، على بُعد سبعة أميال من «ملعب الضوء»، الذي يحتضن مباريات سندرلاند، وعلى بُعد 10 دقائق بالسيارة من شواطئ بحر الشمال الرملية، لقيادة نادي ساوث شيلدز. ويعد فيليبس، الذي يبلغ من العمر الآن 48 عاماً، هو اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي فاز بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في أوروبا، بعدما أحرز 30 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز مع سندرلاند وقاده لاحتلال المركز السابع في موسم 1999 - 2000. بدأ فيليبس عام 2022 بتولي أول منصب تدريبي له. وبدأ فيليبس مسيرته مع ساوث شيلدز بشكل رائع، حيث يحتل الفريق الآن المركز الثاني، وهو الأمر الذي سيجعل رؤساء الأندية الذين رفضوا توليه مسؤولية أنديتهم سيشعرون بندم شديد بكل تأكيد.
يقول فيليبس، الذي أمضى السنوات الأخيرة في شغل مناصب تدريبية في أندية ليستر سيتي وديربي كاونتي وستوك سيتي: «عندما تحاول إقناع الأندية بأن تغامر وتستعين بك مديراً فنياً، لكن كل محاولاتك تقابل بالفشل، فإنك تكون على وشك الاستسلام. ولحسن الحظ، كان جيف طومسون (رئيس نادي ساوث شيلدز) على استعداد لتحمل المخاطرة. لقد انتظرت وقتاً طويلاً حتى أعمل مديراً فنياً، لذا أريد أن أعمل بشكل صحيح، وقررت على الفور الانتقال إلى هنا».
وبالفعل، التزم فيليبس بكلمته واستأجر شقة وسيعود إلى المنزل الذي يتقاسمه مع زوجته، جولي، وأطفالهما الأربعة في ميدلاندز في أيام العطلة فقط. يقول فيليبس: «التوقعات عالية وأنا أعرف أن سمعتي في المنطقة على المحك».
وبالنظر إلى أنه في اليوم الذي تمت فيه إقالة سلفه، غراهام فينتون، الشهر الماضي، كان ساوث شيلدز يحتل المركز الثالث في جدول الترتيب، فإن فيليبس لديه عمل صعب يتعين عليه القيام به. لقد تمكن فينتون خلال السنوات الخمس التي قضاها على رأس القيادة الفنية من قيادة النادي للصعود إلى الدوري الأعلى والحصول على بعض البطولات، ووصف طومسون رحيل فينتون عن النادي بأنه «صعب للغاية»، لكن كان هناك شعور واضح بأن العروض والنتائج الأخيرة لم تكن على مستوى الاستثمار الطموح للنادي. وعلى الرغم من أن فيليبس يتحدث عن تجربة الحياة «على الحدود» بين منطقة تشجع سندرلاند وأخرى تشجع نيوكاسل، فإن ناديه الجديد يتمتع بعلاقات وثيقة مع نادي سندرلاند. وعلاوة على ذلك، فإن كثيراً من مشجعي سندرلاند الذين كانوا يهتفون في السابق لفيليبس ويشعرون بالمتعة والإثارة وهم يشاهدونه ذات يوم هو ونيال كوين وهما يشكلان شراكة هجومية قوية ويخترقان أفضل الدفاعات المنافسة، يعتبرون نادي ساوث شيلدز فريقهم الثاني.
يقول فيليبس: «بعد أن كنت بعيداً لفترة طويلة، كان من الرائع أن أسمع الجماهير وهي تردد اسمي مرة أخرى - من المدهش أن الحياة تتغير بهذا الشكل. لكني أتوقع أن تكون الهتافات مختلفة بعض الشيء عندما نلعب في بلدة موربيث، التي تشجع نيوكاسل بالكامل. لكني آمل في أن ينتقل هذا الاهتمام بعيداً عني وينتقل إلى اللاعبين». ومن المهم التأكيد على أن التعاقد مع فيليبس لم يكن مجرد تعاقد مع شخصية شهيرة من أجل زيادة الإقبال الجماهيري على المباريات. فبعد قضاء أكثر من عقد من الزمان في العمل بمجال التدريب مع عدد من المديرين الفنيين الموهوبين، مثل نايغل بيرسون وستيف مكلارين، يستحق فيليبس دوراً في القيادة الآن.
إنه شخصية ممتازة للغاية، ويهتم بأدق التفاصيل، ويجيد التواصل مع اللاعبين بشكل رائع، كما أنه يتحلى بعقلية هجومية ويعتمد في كثير من الأحيان على طريقة 4 - 2 - 3 - 1، وهي الأمور التي أقنعت طومسون بالتعاقد معه. يقول فيليبس: «عندما تعمل مديراً فنياً للمرة الأولى، من الطبيعي أن يكون هناك بعض المشككين الذي يقولون إنك لا تملك كثيراً من الخبرات ولا تعرف الدوري جيداً، لكن كرة القدم كما هي ولم تتغير ولا تعترف إلا بالمجهود الذي يبذله المرء. من الجيد دائماً أن تثبت أن الناس على خطأ، لكن يبدو أنهم نسوا أنني لعبت من قبل في دوريات الهواة».
ويشير فيليبس إلى تلك الفترة التي قضاها مع نادي «بلدوك تاون» في مسقط رأسه هيرتفوردشاير، بعدما تخلى نادي ساوثهامبتون عن خدماته بحجة أنه كان «صغيراً جداً من حيث البنية الجسدية»، بحيث لا يمكنه اللعب في خط الهجوم، قبل أن يغير مركزه إلى الظهير الأيسر ويعاني كثيراً. وفي النهاية، تم اكتشاف قدراته الهجومية من قبل المدير الفني الراحل غلين رويدر، المدير الفني لواتفورد آنذاك. وقضى فيليبس ست سنوات مع واتفورد أسهمت في تطوير قدراته كمهاجم فذ. وعندما اعتزل في عام 2014، عندما كان لاعباً في ليستر سيتي، كان قد سجل 282 هدفاً في 660 مباراة على مستوى الفريق الأول مع تسعة أندية، من بينها 130 هدفاً مع سندرلاند، كما لعب ثماني مباريات دولية مع المنتخب الإنجليزي.
لا يزال فيليبس قريباً من بيتر ريد ويشعر بنفس إحباط مديره الفني السابق بعد هبوط سندرلاند إلى دوري الدرجة الثانية. يقول فيليبس: «كان هناك مزيج من الانزعاج والغضب والإحباط. لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح أخيراً في ظل الملكية الجديدة للنادي، كما يقوم لي جونسون بعمل رائع كمدير فني للفريق، ويصل عدد الجماهير في مباريات الفريق على ملعبه إلى 30 ألف متفرج في هذا الدوري الصعب للغاية. لقد تحدثت مع لي وآمل في أن نتمكن من إحضار لاعبي سندرلاند الذين يحتاجون إلى لعب عدد أكبر من المباريات هنا على سبيل الإعارة».
ويتعين على هؤلاء اللاعبين الذين قد ينتقلون على سبيل الإعارة ألا يشعروا بالقلق من أن يسير فيليبس على نهج ريد سيئ السمعة. يقول فيليبس عن ذلك مازحاً: «إذا دعت الحاجة إلى رمي أكواب الشاي، فلن أسأل من يأخذ الحليب ومن يأخذ السكر»، قبل أن يؤكد أن مديره الفني السابق كان يتحلى بشخصية أفضل مما قد يظنه البعض بسبب المظاهر الخارجية. ويقول: «لكن ليست هذه هي الطريقة التي أريد أن أعمل بها».
كيفن فيليبس: انتظرت وقتاً طويلاً حتى أصبح مديراً فنياً
اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي فاز بالحذاء الذهبي يتحدث عن مسيرته التدريبية في دوري الدرجة السابعة
كيفن فيليبس: انتظرت وقتاً طويلاً حتى أصبح مديراً فنياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة