قائد «قسد»: محاصرون بـ«داعش» من جميع الجهات

تصاعد هجمات خلايا التنظيم بريف دير الزور

مظلوم عبدي قائد «قسد» (الشرق الأوسط)
مظلوم عبدي قائد «قسد» (الشرق الأوسط)
TT

قائد «قسد»: محاصرون بـ«داعش» من جميع الجهات

مظلوم عبدي قائد «قسد» (الشرق الأوسط)
مظلوم عبدي قائد «قسد» (الشرق الأوسط)

قال القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، إنهم محاطون بتنظيم «داعش» من جميع الجهات، وإذا لم تتم محاربته فسوف ينتشر مرة أخرى، في أعقاب الهجوم الدامي على سجن الثانوية الصناعية بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا نهاية الشهر الماضي.
وكشف عن تلقيهم معلومات استخباراتية مرتين على الأقل العام الماضي، عن تخطيط خلايا التنظيم لمهاجمة السجن وتحرير عناصره المحتجزين فيه، لتحبط القوات هجوماً واحداً بالفعل، لكن دون إجراء ما يكفي من العمليات لاستئصال تلك الخلايا الإرهابية، في وقت شنت فيه خلايا نائمة من «داعش» 5 هجمات عنيفة خلال الـ48 ساعة الماضية على نقاط تفتيش تابعة للقوات بريف دير الزور شرق البلاد أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وأشار مظلوم عبدي في إفادة صحافية، إلى أن تهديدات تنظيم «داعش» تزداد في مناطق شمال شرقي سوريا على الرغم من مقتل زعيمه، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بعملية أميركية في 3 من الشهر الحالي، وقال: «تم اتخاذ تدابير أمنية فورية لاحتواء الخلايا النائمة النشطة لـ(داعش)، لكن التنظيم أثبت أنه في حالة تمرد مرن»، وكشف عن إخلاء بعض مراكز الاحتجاز المعرضة لهجمات مماثلة والقريبة من الحدود التركية، وبالفعل تم إخلاء ثلاثة سجون ونقل نزلائها إلى منشآت أخرى آمنة تحت حماية قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي. كما عثروا على سجن آخر كانت الحماية الأمنية ضعيفة مماثلة لتلك التي كانت في سجن الصناعة، وأضاف عبدي: «عمليات التمشيط الأمنية لا تزال مستمرة، كما أن حظر التجول يحد من التحركات الليلية في الحسكة، لكن التهديد لا يزال قائماً»، وعلى الرغم من تلقيهم تحذيرات استخبارية بمهاجمة السجن، «فإننا فشلنا بعد ذلك، والمجتمع الدولي يتقاسم هذا العبء ويتعين عليه تحمل المسؤولية عن آلاف الأجانب المحتجزين بالسجون، والمخيمات المدارة من قبل (قسد) والذين لا يزالون يشكلون خطراً أمنياً».
وخلف الهجوم على سجن الصناعة بحي غويران جنوب الحسكة الذي استمر نحو 6 أيام بين 20 و27 يناير (كانون الثاني) الماضي، سقوط 120 مقاتلاً من «قسد» و6 مدنيين ومقتل أكثر من 370 مسلحاً من «داعش»، وأوضح عبدي أن التنظيم أراد أن يخطو خطوة جديدة بهجومه على سجن الحسكة، «ليدخل مرحلة جديدة ويقول إننا موجودون، ولدينا قوة عسكرية ويمكننا تنفيذ هجمات، لكن مقتل القريشي أضعف كل ذلك وأبقتهم محبطين، لكن هذا لا يعني أن (داعش) أصبح ضعيفاً للغاية»، منوهاً بأن التنظيم يتبع مبدأ اللامركزية بهجماته العسكرية: «داعش لم يعد مركزياً كما كان من قبل، أعني أن دور زعيم التنظيم ليس دوراً ميدانياً كما كان من قبل، ويتصرفون بشكل مختلف حسب الظروف والديناميكيات المحلية». وعن قدرة خلايا التنظيم بتنفيذ هجمات إرهابية وعمليات عسكرية، أرجع عبدي استمرارها إلى ثلاثة عوامل رئيسية؛ أولها ليست لديه مشكلة في التمويل ولديهم الأموال لإغواء جيل الشباب، أما العامل الثاني، «فلا يحتاجون إلى معسكرات أو قواعد تدريب، فلهم أماكنهم الخاصة لإعداد مقاتليهم، وثالث عامل لديهم حاضنة شعبية، مثل مخيم الهول حيث تحظى آيديولوجية (داعش) هناك بشعبية كبيرة».
إلى ذلك، نفّذت خلايا موالية من التنظيم هجومين منفصلين استهدفا نقطتين عسكريتين في مناطق سيطرة قوات «قسد» ببلدة الشحيل 40 كيلومتراً شرق ريف دير الزور الشرقي، واتهم مسؤول عسكري بارز من مجلس دير الزور العسكري» خلايا «داعش»، بأنهم «استهدفوا بالأسلحة الرشاشة نقطة عسكرية بالقرب من ضفة نهر الفرات بحي الشبكة وسط الشحيل»، وأسفر الهجوم عن فقدان عنصرين من القوات وإصابة آخر بجروح بليغة واشتبكت عناصر «قسد» مع المهاجمين نحو نصف الساعة ليلوذ بعدها المهاجمون بالفرار، وتزامنت العملية مع هجوم آخر استهدف نقطة عسكرية للقوات ببلدة جزرة البوشمس غرب دير الزور، ما أدى إلى مقتل 4 من قوات الدفاع الذاتي ومقتل انتحاري من التنظيم عقب تفجير نفسه بعدما تعرض لإطلاق النار، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على عنصرين من المهاجمين.
وأضاف المصدر ذاته أن خلايا التنظيم استهدفت نقطة عسكرية عند مدخل البلدة بالقنابل والأسلحة الرشاشة أسفر عنه سقوط عنصرين من «قسد» وأصيب اثنان آخران، «فيما قتل مسلحان من (داعش) بالاشتباكات التي استمرت لنحو ساعتين، حيث شارك أكثر من خمسة في الهجوم واختبأوا بين منازل المدنيين، لتفرض القوات طوقاً أمنياً وتقطع الطريق لملاحقتهم». وهاجمت خلايا موالية للتنظيم بقذيفتي «آر بي جي» مقراً عسكرياً للقوات في بلدة الطيانة وتبعد نحو 50 كيلومتراً شرق دير الزور، كما استهدفوا سيارة عسكرية تابعة لـ«قسد» بالأسلحة الرشاشة في بلدة السوسة، فيما استهدفت حاجزاً للقوات ببلدة الصبحة، ووصف المصدر الهجمات بأنها الأعنف والأكبر منذ بداية الشهر الحالي، لإنهاء التمرد المسلح الذي نفذه محتجزو التنظيم وخلايا نائمة في سجن الصناعة بالحسكة المجاورة.


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.