قضاة تونس يطالبون سعيّد بالتراجع عن حل المجلس الأعلى للقضاءhttps://aawsat.com/home/article/3471626/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D9%91%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D8%B9%D9%86-%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A1
قضاة تونس يطالبون سعيّد بالتراجع عن حل المجلس الأعلى للقضاء
جانب من احتجاجات القضاة رفضاً لقرار الرئيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء وسط العاصمة (د.ب.أ)
تونس:«الشرق الأوسط»
TT
تونس:«الشرق الأوسط»
TT
قضاة تونس يطالبون سعيّد بالتراجع عن حل المجلس الأعلى للقضاء
جانب من احتجاجات القضاة رفضاً لقرار الرئيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء وسط العاصمة (د.ب.أ)
قال رئيس جمعية القضاة التونسيين، أنس الحمادي، أمس، إن توجه رئيس الجمهورية قيس سعيّد لحل المجلس الأعلى للقضاء «هو توجه لنسف كل مقومات السلطة القضائية»، معتبرا في الوقت نفسه أن قرار حل المجلس الأعلى للقضاء «يعني وجود دولة تونسية دون سلطة قضائية لأن السلطة القضائية في تونس لها مؤسسات تضمن استقلاليتها وحياديتها ونزاهتها»، حسب تعبيره. واعتبر الحمادي في تصريح لموقع «موزاييك إف» التونسي خلال اجتماع عام قضائي لجمعية القضاة التونسيين، أمس، أن مؤسسة المجلس الأعلى للقضاء «موجودة في دستور الجمهورية الثانية، وإلغاء هذا المجلس لا يكون إلا من خلال مرحلة تأسيسية». وأضاف رئيس جمعية القضاة موضحا أن إلغاء المجلس الأعلى للقضاء، أو حله بطريقة وصفها بـ«الأحادية والانفرادية والمسقطة من قبل رئيس الجمهورية» هو «نسف لأحد الأعمدة الأساسية للنظام الجمهوري والديموقراطي، وهي السلطة القضائية». في سياق ذلك، أكد الحمادي تمسك «جمعية القضاة» بالمجلس الأعلى للقضاء. داعيا في هذا السياق إلى إصلاحه في إطار حوار وطني شامل، يجمع كل الأطراف المتدخلة في الشأن القضائي. واعتبر أن قرار حل المجلس الأعلى للقضاء «سيعيد البلاد إلى مربع ما قبل سنة 2011، مربع بسط السلطة التنفيذية لنفوذها الكاملة على السلطة القضائية، وذلك من خلال التحكم في المسارات المهنية بتعيين القضاة وعزلهم وتأديبهم، وإسناد الوظائف القضائية العليا، وهي مخاطر تهدد البناء الديمقراطي وكيان الدولة»، حسب تعبيره . ودعا رئيس جمعية القضاة الرئيس سعيد إلى التراجع عن توجهه نحو حل أو إلغاء المجلس الأعلى للقضاء «حتى لو خرج عنه ما يفيد الإصرار بذلك». جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية سبق أن أكّد خلال لقائه برئيسة الحكومة نجلاء بودن أول من أمس في العاصمة أن مشروع حل المجلس الأعلى للقضاء جاهز وستتم مناقشته، قائلاً إنه ضروري. كما صرح بأنه «تم اللجوء إلى هذا الحل لأنه بات ضرورياً، وحان الوقت لوضع حد للمهازل التي تحصل ونستمع إليها». وعلى صعيد متصل، أكّد رئيس جمعية القضاة، أمس، استقالة 5 أعضاء من المكتب التنفيذي للجمعية احتجاجا على قرار الرئيس سعيد. مبينا أن المستقيلين تم تعويضهم بالقضاة الذين ترشحوا للمؤتمر 14 لجمعية القضاة التونسيين، وأنه تم سد جميع الشغورات، واستكمال تركيبة المكتب التنفيذي للجمعية. من جهة ثانية، أعلنت الجامعة العامة لعمال البلديات الدخول في إضراب عام يومي 21 و22 فبراير الحالي بجميع البلديات والوكالات البلدية والمنشآت التابعة لها. ويأتي هذا الإضراب، وفق بلاغ صادر عن الجامعة المنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل، بسبب ما اعتبرته «عدم جدية سلطة الإشراف في التفاوض»، بخصوص مشاكل القطاع، والتي تتمثل في «التهميش والظلم والتعسف، وما تشهده مجالس البلدية من انفلاتات وسوء استعمال للسلطة المخولة لهم من طرف القانون».
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.