شركات الطيران الإسرائيلية تتهم «الشاباك» بتخريب العلاقات بالإمارات

45 ألف إسرائيلي ينتظرون السفر إلى دبي حتى نهاية الشهر

طائرة «العال» تقل وفداً أميركياً-إسرائيلياً لدى وصولها إلى مطار أبوظبي أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
طائرة «العال» تقل وفداً أميركياً-إسرائيلياً لدى وصولها إلى مطار أبوظبي أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
TT

شركات الطيران الإسرائيلية تتهم «الشاباك» بتخريب العلاقات بالإمارات

طائرة «العال» تقل وفداً أميركياً-إسرائيلياً لدى وصولها إلى مطار أبوظبي أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
طائرة «العال» تقل وفداً أميركياً-إسرائيلياً لدى وصولها إلى مطار أبوظبي أغسطس 2020 (أ.ف.ب)

وجهت شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث، «العال» و«أركياع» و«يسرائير»، واتحاد الطيارين الإسرائيلي، اتهامات إلى الشاباك (جهاز الاستخبارات العامة)، باتخاذ مواقف عنيدة وفارغة من شأنها أن تشوش وتخرب على العلاقات مع الإمارات، ما يهدد بإلغاء عشرات الرحلات والمساس بما لا يقل عن 45 ألف مواطن إسرائيلي اشتروا تذاكر للسفر إلى دبي خلال الشهر الجاري ولا يُعرف إن كانوا سيستطيعون السفر أو سيتم صفعهم وتخريب فرحتهم.
وكانت الأزمة قد نشبت منذ عدة أسابيع، عندما أصر جهاز أمن المطارات والاستخبارات في إسرائيل على أن يحصل على جناح في مطار دبي يكون تحت الإدارة الأمنية الإسرائيلية، يفحص كل مسافر إلى إسرائيل. وقد رفضت دبي ذلك. فطلبت إسرائيل أن يتم الفحص على الأقل لمن يسافر إليها عن طريق شركة طيران إسرائيلية. وهنا أيضاً رفضت دبي واعتبرت ذلك انتقاصاً من سيادتها وإجراءً فارغاً، إذ إن الأمن الإماراتي يشرف على سفر الطائرات الإماراتية لإسرائيل، فقررت الاستخبارات الإسرائيلية تقليص رحلات الطيران الإسرائيلية من دبي وإليها من 8 - 10 رحلات في اليوم إلى 3 فقط.
وعللت سلطات الأمن الإسرائيلية موقفها هذا بالقول إن «غالبية المطارات في أوروبا وعشرات الدول الأخرى توافق على طلبات إسرائيل الأمنية. فإذا تراجعنا أمام دبي فسيغيرون هم التعامل». ولكن، في المقابل فإن دبي تقول إنها تتعامل مع نحو مائتي دولة بطريقة واحدة وليست معنية بتغيير تعاملها.
وهددت شركات الطيران الإسرائيلية بوقف رحلاتها إلى دبي تماماً، بدءاً من يوم غد الأحد، واتهمت «جهات تعمل لمصالح تجارية أجنبية بالتخريب على شركات الطيران الإسرائيلية وتخريب العلاقات بالإمارات». وقال مصدر في «أركياع» إن «هذه الجهات ترفض أن تتعلم من دروس الماضي. فبهذه الطريقة خربوا علينا مع تركيا. واليوم لا تدخل إلى مطاراتها أي طائرة إسرائيلية بينما الطائرات التركية تسير رحلات إلى إسرائيل نحو عشر مرات في اليوم».
ووجه اتحاد الطيارين الإسرائيلي، أمس، رسالة حادة إلى رئيس الوزراء نفتالي بنيت.
وكان مديرو شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث قد وجهوا رسالة مماثلة إلى بنيت، أول من أمس، وطالبوه بالتدخل، وهاجموا سلطات أمن الطيران وجهاز الأمن العام (الشاباك) «التي تخضع لإملاءات أجسام تجارية تؤثر، على ما يبدو، أكثر منا على بلورة السياسة الخارجية لحكوماتها».
وجرت خلال الأيام الأخيرة اتصالات كثيرة بين الجانبين، الإسرائيلي والإماراتي، من أجل تمديد فترة المفاوضات ومنع تحويل الموضوع إلى «أزمة سياسية واسعة تمس باتفاقية السلام بين الدولتين».
وشارك في هذه الاتصالات عدد من مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية ومسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية و«الشاباك».
وقال مسؤول إماراتي إن إحدى المشكلات كانت رسائل مختلفة من مسؤولين إسرائيليين حول أمر أثار سوء تفاهم وصعد التوتر. وبحسب مصادر أخرى، فإن مسؤولين في الإمارات أشاروا إلى أن الخلاف حول حراسة الرحلات الجوية الإسرائيلية معروف منذ سنة كاملة، وأن إسرائيل ماطلت في هذا الموضوع ورفضت تليين مطالبها. وأوضح مسؤولون إماراتيون لرئيس «الشاباك» في الأيام الأخيرة، أن «المطالب الأمنية الإسرائيلية هي بمثابة انتهاك للسيادة الإماراتية في مطار دبي، وقد تلحق ضرراً بعمل المطار الذي يمر من خلاله عشرات ملايين المسافرين».



الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)
شقيق زعيم الجماعة الحوثية يشرف على طباعة الكتب الدراسية (إعلام حوثي)

ازدادت مساحة التدخلات الحوثية في صياغة المناهج الدراسية وحشوها بالمضامين الطائفية التي تُمجِّد قادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي، مع حذف مقررات ودروس وإضافة نصوص وتعاليم خاصة بالجماعة. في حين كشف تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن عن مشاركة عناصر من «حزب الله» في مراجعة المناهج وإدارة المخيمات الصيفية.

في هذا السياق، كشف ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن أعمال تحريف جديدة للمناهج، وإدراج المضامين الطائفية الخاصة بالجماعة ومشروعها، واستهداف رموز وطنية وشعبية بالإلغاء والحذف، ووضع عشرات النصوص التي تمتدح قادة الجماعة ومؤسسيها مكان نصوص أدبية وشعرية لعدد من كبار أدباء وشعراء اليمن.

إلى ذلك، ذكرت مصادر تربوية في العاصمة المختطفة صنعاء أن الجماعة الحوثية أقرّت خلال الأسابيع الأخيرة إضافة مادة جديد للطلاب تحت مسمى «الإرشاد التربوي»، وإدراجها ضمن مقررات التربية الإسلامية للمراحل الدراسية من الصف الرابع من التعليم الأساسي حتى الثانوية العامة، مع إرغام الطلاب على حضور حصصها يوم الاثنين من كل أسبوع.

التعديلات والإضافات الحوثية للمناهج الدراسية تعمل على تقديس شخصية مؤسس الجماعة (إكس)

وتتضمن مادة «الإرشاد التربوي» -وفق المصادر- دروساً طائفية مستمدة من مشروع الجماعة الحوثية، وكتابات مؤسسها حسين الحوثي التي تعرف بـ«الملازم»، إلى جانب خطابات زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.

وبيّنت المصادر أن دروس هذه المادة تعمل على تكريس صورة ذهنية خرافية لمؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي شقيقه عبد الملك، والترويج لحكايات تُضفي عليهما هالة من «القداسة»، وجرى اختيار عدد من الناشطين الحوثيين الدينيين لتقديمها للطلاب.

تدخلات «حزب الله»

واتهم تقرير فريق الخبراء الأمميين الخاص باليمن، الصادر أخيراً، الجماعة الحوثية باعتماد تدابير لتقويض الحق في التعليم، تضمنت تغيير المناهج الدراسية، وفرض الفصل بين الجنسين، وتجميد رواتب المعلمين، وفرض ضرائب على إدارة التعليم لتمويل الأغراض العسكرية، مثل صناعة وتجهيز الطائرات المسيّرة، إلى جانب تدمير المدارس أو إلحاق الضرر بها أو احتلالها، واحتجاز المعلمين وخبراء التعليم تعسفياً.

تحفيز حوثي للطلاب على دعم المجهود الحربي (إكس)

وما كشفه التقرير أن مستشارين من «حزب الله» ساعدوا الجماعة في مراجعة المناهج الدراسية في المدارس الحكومية، وإدارة المخيمات الصيفية التي استخدمتها للترويج للكراهية والعنف والتمييز، بشكل يُهدد مستقبل المجتمع اليمني، ويُعرض السلام والأمن الدوليين للخطر.

وسبق لمركز بحثي يمني اتهام التغييرات الحوثية للمناهج ونظام التعليم بشكل عام، بالسعي لإعداد جيل جديد يُربَّى للقتال في حرب طائفية على أساس تصور الجماعة للتفوق الديني، وتصنيف مناهضي نفوذها على أنهم معارضون دينيون وليسوا معارضين سياسيين، وإنتاج هوية إقصائية بطبيعتها، ما يُعزز التشرذم الحالي لعقود تالية.

وطبقاً لدراسة أعدها المركز اليمني للسياسات، أجرى الحوثيون تغييرات كبيرة على المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، شملت إلغاء دروس تحتفي بـ«ثورة 26 سبتمبر (أيلول)»، التي أطاحت بحكم الإمامة وأطلقت الحقبة الجمهورية في اليمن عام 1962، كما فرضت ترديداً لـ«الصرخة الخمينية» خلال التجمعات المدرسية الصباحية، وتغيير أسماء المدارس أو تحويلها إلى سجون ومنشآت لتدريب الأطفال المجندين.

مواجهة حكومية

في مواجهة ما تتعرض له المناهج التعليمية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية من تحريف، تسعى الحكومة اليمنية إلى تبني سياسات لحماية الأجيال وتحصينهم.

اتهامات للحوثيين بإعداد الأطفال ذهنياً للقتال من خلال تحريف المناهج (أ.ف.ب)

ومنذ أيام، أكد مسؤول تربوي يمني عزم الحكومة على مواجهة ما وصفه بـ«الخرافات السلالية الإمامية العنصرية» التي تزرعها الجماعة الحوثية في المناهج، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشذيب وتنقية المقررات الدراسية، وتزويدها بما يخدم الفكر المستنير، ويواكب تطلعات الأجيال المقبلة.

وفي خطابه أمام ملتقى تربوي نظمه مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بالتعاون مع منظمة تنموية محلية، قال نائب وزير التربية والتعليم اليمني، علي العباب: «إن ميليشيات الحوثي، تعمل منذ احتلالها مؤسسات الدولة على التدمير الممنهج للقطاع التربوي لتجهيل الأجيال، وسلخهم عن هويتهم الوطنية، واستبدال الهوية الطائفية الفارسية بدلاً منها».

ووفقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، حثّ العباب قيادات القطاع التربوي، على «مجابهة الفكر العنصري للمشروع الحوثي بالفكر المستنير، وغرس مبادئ وقيم الجمهورية، وتعزيز الوعي الوطني، وتأكيد أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) المجيدتين».

قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

ومنذ أيام توفي الخبير التربوي اليمني محمد خماش، أثناء احتجازه في سجن جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة الحوثية، بعد أكثر من 4 أشهر من اختطافه على خلفية عمله وزملاء آخرين له في برنامج ممول من «يونيسيف» لتحديث المناهج التعليمية.

ولحق خماش بزميليه صبري عبد الله الحكيمي وهشام الحكيمي اللذين توفيا في أوقات سابقة، في حين لا يزال بعض زملائهم محتجزين في سجون الجماعة التي تتهمهم بالتعاون مع الغرب لتدمير التعليم.

وكانت الجماعة الحوثية قد أجبرت قبل أكثر من شهرين عدداً من الموظفين المحليين في المنظمات الأممية والدولية المختطفين في سجونها على تسجيل اعترافات، بالتعاون مع الغرب، لاستهداف التعليم وإفراغه من محتواه.